ارتفعت إنتاجية الهكتار الزراعي (2.4 فدان) من الأرز في الأراضي المالحة بصحراء دبي إلى 9.4 طن متري لكل هكتار، من 7.8 طن لكل هكتار، خلال 8 أشهر، في خطوة وإنجاز علمي قادر على الانتشار بكل أنحاء المنطقة والعالم، حسب ما ذكرت شبكة الصين الإخبارية أمس. وتعد هذه الإنتاجية أعلى كثيراً عن متوسط إنتاج الأرز العالمي عند 4.539، حسب مركز بحث وتطوير الأرز القابل للزراعة في الأراضي المالحة والقلوية في تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين.
ويقوم علماء الزراعة من الصين، الذين سجلوا رقماً قياسياً في إنتاج الأرز في صحراء دبي، بتوسيع مزارعهم للبحث عن أنواع أكثر إنتاجية تناسب الأذواق المحلية، وفقاً لتشنغ يون فنغ، مدير شركة ووهان هايداو الدولية التي تتخذ من مقاطعة هوبي الصينية مقراً لها. وقال تشنغ إن الإنتاج الحالي مشابه للأصناف عالية الإنتاجية المخصصة للأراضي الصالحة للزراعة التقليدية.
ونجح البرنامج الصيني في دبي الذي استمر من نوفمبر إلى يونيو، بتحويل نحو 3.6 هكتار لحقول أرز خضراء في الصحراء القاحلة قرب ضواحي مدينة دبي. يُعرف الأرز الذي يحتوي على مثل هذه الإنتاجية العالية بالأرز المقاوم للمياه المالحة، وهو نوع تم تطويره في الصين، حيث يمكنه التعامل مع تركيبة الملح الثقيلة. وتم تطوير المحصول البري الأصلي، الذي تم اكتشافه على ساحل مقاطعة قوانغدونغ في الثمانينيات، ليصبح من السلالات التي تتحمل المياه المالحة. كما عززت الاختبارات داخل الصين المواصفات المرغوب فيها قبل توسيع المشروع في الخارج.
وفي السياق، قال تشنغ: «إن نجاح تجربتنا الأولى في دبي يُعد خطوة حاسمة في تشجيع الأرز المقاوم للمياه المالحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحتى في جميع أنحاء العالم». وأضاف أنه تم توقيع خطة تعاون مدتها 10 سنوات، في منتص ف يوليو، لتوسيع مزارع التجارب وتشجيع التبني التجاري في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعتبر محاولة زراعة الأرز في التربة الصحراوية الصخرية مهمة ضخمة بحد ذاتها، حيث إن النقص في المياه العذبة في صحراء دبي، أدى إلى تفاقم التحدي وفشل محاولات زراعة المحاصيل على نطاق واسع هناك.
وقال تشنغ إن «المياه الجوفية المستخدمة في الري في دبي يبلغ متوسط ملوحتها 1.6% وهو ما يعادل تقريباً المياه في بحر الصين الجنوبي، وهذا من شأنه أن يقتل الشتلات بالتأكيد. ولمعالجة هذه المشكلة، استخدمنا أولاً النهج التقليدي المتمثل في تخفيف محتوى الملح في الماء إلى نحو 0.6%، والأهم من ذلك أننا اعتمدنا طريقة البذر الجاف من أجل تقليل الطلب على مياه الري. وليست هناك حاجة لتطبيق طريقة البذر الجاف في مركز الزراعة لدينا في ووهان، لأن المدينة بها مياه عذبة كافية. ولكن في الأراضي الأجنبية، من الضروري تحديث التقنيات للتكيف مع الظروف المحلية».
كما أكد تشنغ أن التحرك الجريء لتغيير طرق البذر يعني أن العمل اليدوي المكثف كان ضرورياً لإكمال عملية الزرع بسرعة، كما تمّ نقل جهازين لزراعة الأرز من الصين لتسريع العملية. وأكد الخبير الصيني أن دبي تتميز بدرجات الحرارة الدافئة وأشعة الشمس الوفيرة التي تعزز نمو الأرز.
وأضاف تشنغ أنه «في العام الماضي، جمعنا قدراً معيناً من البيانات والمعلومات التي ستساعدنا على تحديد مواسم البذر المُثلى في المستقبل وتقييم كيفية تأثير الطرق الزراعية المختلفة، بما في ذلك الري واستخدام الأسمدة ومبيدات الحشرات».
وفي المزارع التجريبية المستقبلية، تهدف الشركة الصينية إلى عزل أنواع الأرز المنتجة مع زيادة تعزيز مرونتها وصقل نسيجها، حسب أذواق السكان المحليين الذين يفضلون الأرز الرقيق على الأرز اللزج. حيث أكد تشنغ أن «الاستخدام الفعال لمصادر المياه النادرة يعد من أولوياتنا ضمن جدول أعمالنا».
الاتحاد