قررت سلطات منطقة جبل طارق الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1» التي احتجزت قبالة المنطقة التابعة لبريطانيا قبل ستة أسابيع، مما يمهد الطريق أمام عملية تبادل محتملة مع ناقلة ترفع علم بريطانيا احتجزتها إيران في الخليج العربي، وينظر للناقلتين المحتجزتين في جبل طارق وإيران على أنهما ورقتا ضغط في خضم الأزمة بين إيران والغرب ومصيرهما عالق وسط خلافات دبلوماسية بين قوى كبرى بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت بريطانيا في بيان إنه لا علاقة بين الناقلة «جريس 1» وتصرفات إيران غير المقبولة وغير القانونية في مضيق هرمز، وقال البيان «لا توجد مقارنة أو علاقة بين احتجاز إيران غير المقبول وغير القانوني لسفن شحن تجارية أو مهاجمتها في مضيق هرمز وتنفيذ حكومة جبل طارق لعقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا».
واستولى مشاة البحرية البريطانية على ناقلة النفط «جريس 1» في عملية إنزال جريئة تحت جنح الظلام قبالة ساحل جبل طارق التابعة لبريطانيا يوم الرابع من يوليو، وقرر رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو رفع أمر احتجاز الناقلة بعد تلقيه ضمانات مكتوبة من طهران بأن السفينة لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل نفط في سوريا، لكنه أضاف أن الناقلة لم يُفرج عنها بعد.
وقال بيكاردو «في ضوء الضمانات التي حصلنا عليها، لا يوجد أي أسس مقبولة لاستمرار احتجاز «جريس 1» لضمان التزامها بعقوبات الاتحاد الأوروبي».
وقالت بريطانيا إن إيران يجب أن تلتزم بالضمانات التي قدمتها بأن الناقلة «جريس 1» لن تذهب إلى سوريا وإنها لن تسمح لإيران أو لأي شخص بالالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان «علمنا أن حكومة جبل طارق تلقت ضمانات من إيران بأن «جريس 1» لن تذهب إلى سوريا، على إيران الالتزام بالضمانات التي قدمتها».
وأضاف البيان «لن نؤيد أو نسمح لإيران، أو لأي شخص، بالالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي الحيوية بشأن سوريا».
وقال البيان «لا توجد مقارنة أو علاقة بين احتجاز إيران غير المقبول وغير القانوني لسفن شحن تجارية أو مهاجمتها في مضيق هرمز وتنفيذ حكومة جبل طارق لعقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا».
ولم يتضح بعد متى سيسمح للناقلة بالإبحار، خاصة بعد تقدم الولايات المتحدة بطلب لاحتجاز السفينة، وقال بيكاردو «هذا شأن يخص سلطاتنا القضائية المشتركة المستقلة التي ستتخذ قراراً قانونياً موضوعياً بشأن هذا الطلب»، لكن مسؤولا بحريا إيرانيا قال إن مالك الناقلة أشار إلى أنها ستتجه إلى موانئ بالبحر المتوسط.
وفي الوقت نفسه أعلن ناطق باسم حكومة جبل طارق أن قبطان السفينة وأفراد الطاقم الثلاثة الذين كانوا على متن الناقلة أفرج عنهم بكفالة، وأطلق سراحهم رسمياً، وكانت المحكمة العليا في جبل طارق مددت حتى الآن احتجاز السفينة إلى 19 أغسطس.
وأثار احتجاز «جريس 1» خلافاً مع طهران التي اتهمت بريطانيا بالقرصنة. وبعد أسبوعين من التحفظ على الناقلة، احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة ستينا إمبيرو التي ترفع علم بريطانيا في الخليج العربي يوم 19 يوليو.
ورغم نفي بريطانيا وإيران التخطيط لتبادل السفينتين، إلا أنه كان من المتوقع على نطاق واسع ألا تفرج طهران عن الناقلة البريطانية حتى تفرج جبل طارق عن «جريس 1».
وقال السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد إن الولايات المتحدة بذلت جهوداً «مستميتة» لمنع الإفراج عن الناقلة لكنها منيت «بهزيمة نكراء».
وذكرت هيئة بنما البحرية أن «جريس 1» لم تعد مقيدة في سجلاتها للسفن الدولية اعتباراً من 29 مايو. وقالت الهيئة إنها رفعت «جريس 1» من سجلاتها بعد إنذار يوضح أن السفينة شاركت في تمويل الإرهاب أو مرتبطة به.

المصدر: الاتحاد