فضيلة المعيني
تعليقاً على زاوية الأمس حول عنف الخدم ، بعثت إحدى الأمهات و هي طبيبة تقول : ” اتفق معك في كل ما كتبتيه، وفي رأيي إن تزايد مشكلات الخدم وخاصة العنف مع الصغار ليس السبب فيه إهمال الأم في تحمل مسؤولياتها فقط، بل يرجع أيضا إلى كونه نتاج خروج المرأة إلى العمل ونمط حياتنا الذي اختلف عما كنا عليه سابقا. فاليوم لم تعد الأسر ممتدة كما في السابق، ونعيش كغيرنا في منازل مستقلة أو شقق بحكم العمل في إمارات أخرى، أو للاستقلال بالحياة الزوجية، فلا يمكن للجدة أو العمة أو الخالة متابعة الأطفال الصغار كما كان يحدث منا عندما كنا صغارا “.
تصف الأم نفسها فتقول : “أنا امرأة عاملة في مجال فني، ومعي الكثير من الأمهات العاملات أيضا، سواء في تخصصنا الطبي والفني أو في أية مجالات أخرى.. كلنا سواء ، الحاجة إلى مساعدة الزوج وتحسن الظروف المعيشية تدفعنا إلى العمل الذي يأخذ منا ساعات ، لا نتمكن خلالها من متابعة الأسرة ورعاية أطفالنا ، و الحل الاعتماد على الخدم “.
هنا أتساءل لماذا لا تعتمد الدولة نظام الدوام المرن ، أو تقليل الساعات للمرأة، أو نظام الدوام الجزئي لمن ترغب في ذلك؟ عوضا عن ترك البيت والأطفال في أيد غريبة للحاجة و كذلك الضرورة .
و تتحدث الأم بإعجاب عن نظام مرن معتمد في بعض الدول العربية والغربية للأمهات المرضعات.. مثل الحق في الحصول على إجازة أمومة قد تمتد إلى 5 سنوات (بعضها بدون راتب بالطبع) ولكن مع الاحتفاظ بالشاغر الوظيفي بحيث ترجع إليه بعد الانتهاء من إجازتها.
وتقترح القارئة الدكتورة ، ودولتنا و لله الحمد غنية ، تخصيص إعانة شهرية للأمهات الراغبات البقاء بجانب أطفالهن لأطول مدة ممكنة ، يكونوا قد تجاوزا السن الذي تتزايد حاجتهم إلى وجودهم في أحضان أمهاتهم، فلا تضطر في هذه الحالة إلى الخروج إلى العمل مع التأكيد على أهمية أن تكون الأمهات جادات في هذه الرغبة، ويستغنين عن جزء من راتبهن لمصلحة أبنائهن.
و ترجع الدكتورة أيضا أسباب حاجة الأسر إلى عمل المرأة هو الغلاء المستشري في البلاد بشكل غير طبيعي بحيث لم يعد الراتب الواحد يكفي لمواجهته، هنا لابد أيضا من كبح هذا الجنوح عبر قيود تضبط الأسعار، و تجعلها مثل غيرها في دول الجوار التي تعيش استقرارا ملحوظا في هذا الشيء.
ملاحظات سردها قلب أم تخاف على أطفالها وتتمنى حاضرا ومستقبلا أفضل لكل الأطفال .