ميسون أبوبكر
خارج حدود الجغرافيا وخرائط صماء وحصص دراسية كانت تلقننا حدود وتضاريس بلادنا العربية الذي سرعان ما يتبخر عند انتهاء وقت الحصة، فقد كان لي مع الجغرافيا شأن آخر في إمارة تطوقها الجبال، وتنفجر من بينها العيون، ويسترخي الموج البارد على أكف شواطئها يلطف الأرض والجو، إنها أرض عمالقة البحار وتاريخ تحكيه الإمارة بتفاصيل الحضارة والأصالة والعراقة، تعزفها الريح المسافرة منها وإليها في رحلة الشوق والحنين وأهازيج تكاد ترددها كائناتها كلما هل ضيف أو مرت قوافل الثقافة والمناسبات التي تستضيفها الفجيرة متلائمة مع خطة النهضة التي تشهدها البلاد والإمارات الأخرى التي تجتمع لتشكل رابطة العقد.
فبينما يشهد العالم ما يشهده من ثورات متلاحقة لم تتوقف حتى في البلاد التي أسقطت أنظمتها، شهد الإعلام في أقنيته التقليدية والجديدة تغييرات كثيرة نقلته من سلطة رابعة إلى سلطة أولى، وقد نشطت وسائل الإعلام الجديد بحيث تغلبت على كل ما غيرها وأصبحت الصوت والصورة لما يجري من أحداث تحرك الشارع العربي، فقد وجدت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام انعقاد ملتقاها هذا العام للإعلام الذي يترسخ حضوره سنة بعد أخرى في المشهد المحلي والعربي بل أكاد أجزم في المشهد العالمي حيث استضاف من مؤسسات إعلامية عالمية عددا من المحاضرين في الملتقى.
مثل هذه الملتقيات هي جسور للرأي والرأي الآخر، وهي ملتقيات للتعارف والاجتماع في الندوات أو على هامشها وحصادها وفير، ولعل ما ميز هذا الملتقى الإعلامي طرحه لعناوين مهمة تخص الساحة العربية وما تعانيه من مخاض نتج عن ثوراتها، وربيعها ثم خريفها وإعلام التقنية والأفراد وسعي الحكومات للتواصل مع مجتمعاتها سواء نجح بعضها أو أخفق.
الجميل اجتماع أهل الرأي وصناع القرار والإعلاميين تحت قبة هذا الملتقى الذي اجتمع فيه أيضاً عدد من الفنانين والأدباء والمسرحيين من عالمنا العربي يتعاكظون ويتدبرون شأن ملتقيات أخرى اشتهرت بها الفجيرة التي تعد مسرحا لأبي الفنون والمنودراما والفنون الأخرى.
هناك في الفجيرة كنا في حضرة البحر والسهل والجبال.. في عهدة الإعلام وفي صحبة أهل تلك الديار الأصيلة الذين أوقدوا نارهم يأتمّ الزائرون به حيث غادرنا بذاكرة رسمت حدود المكان وجغرافيته على خارطة القلب بحيث لا يهترئ الورق ولا يجف الحبر
– الجزيرة السعودية