تودع الإمارات اليوم أحد أبرز وأهم كتابها وإعلامييها الكبار، الشاعر والمثقف والإعلامي حبيب الصايغ، رئيس التحرير المسؤول في صحيفة «الخليج» الذي وافته المنية أمس «الثلاثاء» في العاصمة أبوظبي، عن عمر يناهز أربعة وستين عاماً قضاها في سعي دؤوب وهمة لا تفتر لخدمة الثقافة، والمثقفين، وتكريس حضورهم في المجتمع وإعلاء شأنهم في المحافل العربية والعالمية، ولم يدخر وسعاً من خلال منصبه كرئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في التعريف بالثقافة الإماراتية، وتقديم نتاجاتها للآخر.
ونعى معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، على حسابه في تويتر الصايغ قائلاً: «فقدت الإمارات الأديب المبدع وصاحب القلم العاقل والجريء الأستاذ حبيب الصايغ».
وأضاف: «يغيب عنا حبيب وهو في قمة عطائه الأدبي والفكري والوطني… سأفتقده صديقاً وقلماً مبدعاً».
وزارة الثقافة: نتاجه سيبقى خالداً
كما نعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة فقيد الثقافة والإبداع الشاعر حبيب الصايغ، وقالت: نتقدم بخالص التعازي في وفاة الشاعر والكاتب حبيب الصايغ. قدم على مدار عقود إنتاجاً شعرياً وثقافياً غنياً سيبقى خالداً لأجيال قادمة. رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
«الكتاب العرب»: رحيل الفارس
كما نعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بيان تلقت «الاتحاد» نسخة منه، حمل عنوان أيها الفارس ترجل.. حان وقتك كي تستريح، وقال:
ببالغ الأسى والحزن، ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أمينه العام الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي الكبير حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومستشار دار الخليج ورئيس التحرير المسؤول لجريدة الخليج الإماراتية.
وقد عبر رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، الأعضاء في الاتحاد العام، عن فجيعتهم بفقد الشاعر الكبير حبيب الصايغ، الذي تولى الأمانة العامة منذ ديسمبر عام 2015، وشهد الاتحاد العام في عهده طفرة على المستويات جميعاً، خاصة تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ومدينة القدس العربية، التي أقام الاتحاد العام مؤتمراً دولياً حول عروبتها في العام الماضي، شارك فيه نحو مائة أديب ومثقف وباحث وأكاديمي ومسؤول من مختلف الدول العربية.
وأضاف البيان: إن الرحيل المفاجئ للشاعر الكبير حبيب الصايغ يعد خسارة فادحة للعمل الثقافي العربي، الذي كان الراحل الكبير أهم وجوهه المشرفة، كونه شاعراً متميزاً مثَّل الإمارات في العديد من المهرجانات العربية والدولية، وفاعلاً ثقافياً شغل العديد من المناصب في الحقل الثقافي وترك بصمته في كل مكان تولاه، إضافة لكونه كاتباً صحفياً مهماً، طالما سخَّر قلمه لخدمة القضايا القومية العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، القضية المركزية للعرب جميعاً، وقد كان أحد أهم المناهضين للتطبيع مع العدو الصهيوني.
جمعية الصحفيين: فقدنا كاتباً حراً
من جهتها، نعت جمعية الصحفيين الإماراتية، حبيب الصايغ، الذي وافته المنية ظهر أمس «الثلاثاء»، بعد حياة حافلة بالعطاء والجهد الكبير، قدم فيها الكثير للصحافة والصحفيين والثقافة بالدولة.
وأكد رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين: فقدنا برحيل الصايغ كاتباً حراً وقلماً مبدعاً، وأحد رموز الصحافة والثقافة في الإمارات، فقدناه وهو في قمة عطائه الصحفي الأدبي الثقافي والفكري والوطني.
وأشاد مجلس الإدارة، بدور الفقيد الكبير في تأسيس الصحافة الإماراتية مع مجايليه من الصحفيين في الدولة.
كما نعاه جمع غفير من الكتاب والشعراء والمسؤولين من مختلف الدول العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومما يجدر ذكره أن حبيب الصايغ المولود في أبوظبي عام 1955 ظهرت موهبته الشعرية مبكراً، ونشر أولى قصائده في جريدة «الاتحاد» في 30 أبريل 1970، وكان لا يزال حينها طالباً في مدرسة جابر بن حيان الثانوية، ليعمل بعدها في الجريدة، ويتولى منصب نائب رئيس تحريرها عام 1978.
وتنقل الصايغ الذي كان يشغل قبل رحيله منصب رئيس التحرير المسؤول لصحيفة الخليج، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، خلال حياته الحافلة في مناصب عدة، فشغل موقع مدير الإعلام الداخلي في وزارة الإعلام والثقافة عام 1977، كما أسس وترأس تحرير مجلة «أوراق» الثقافية الشاملة 1982- 1995، وترأس اللجنة الوطنية للصحافة الأخلاقية في الإمارات. وشغل موقع نائب رئيس لجنة توطين وتنمية الموارد البشرية في القطاع الإعلامي في دولة الإمارات، ومدير عام مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. وعضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات، ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، والمشرف العام على مجلة «تراث» الشهرية التي يصدرها النادي.. إضافة إلى مواقع مهمة أخرى.
أصدر الصايغ عدداً كبيراً من المجموعات الشعرية منها: هنا بار بني عبس الدعوة عامة 1980، التصريح الأخير للناطق باسم نفسه 1981، قصائد إلى بيروت 1982، ميارى 1983، الملامح 1986، قصائد على بحر البحر 1993، وردة الكهولة 1995، غد 1995، رسم بياني لأسراب الزرافات 2011، كسر في الوزن 2011، والأعمال الشعرية الكاملة جزء1 وجزء2,2012.
حصل عام 2004 على جائزة تريم عمران في فئة رواد الصحافة، كما نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب من الإمارات عام 2007 حيث منحت للمرة الأولى لشاعر، واختاره معرض الشارقة الدولي للكتاب «شخصية العام الثقافية» في 2012.
كما أجريت عن أعماله دراسات نقدية وأبحاث أكاديمية، وترجمت قصائده إلى لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والروسية.
الاتحاد