نبرات صوته التي تنبعث من أصداء الماضي، وحركات يديه التي تجسد الأشياء، ونظرات عينيه التي تتفاوت بين الحدة والفرح، من العوامل المؤثرة التي تضمن لـ «الحكواتي» عبد الناصر التميمي جذب الأطفال إليه، وهو ما نجح فيه الفنان الكويتي عبدالناصر التميمي الذي أحس بقيمة هذا العمل ومدى جدواه في تعميق الحس التخيلي لدى الصغار، ومن ثم إشباع وجدانهم بحكايات مستمدة من الموروث الإماراتي والخليجي والعربي والإسلامي على سبيل أن الحكاية بمؤثراتها الصوتية تترسخ في وجدان هذه الفئة، وتمثل لهم وعاء للخيال، ومن ثم التعلم من المواقف، واكتساب خبرات تفوق أعمارهم بكثير.
ويقول الحكواتي عبدالناصر التميمي: من خلال مسؤوليتي الفنية وما أشعر به من قيم جمالية منبثقة من طبيعتي كمسرحي وممثل ومؤلف قصص قررت أن أعيش تجربة خاصة مع عالم الحكايات الشعبية، فغامرت من أجل أن أتفاعل مع الأطفال الذين رصيدهم في الحياة هو البراءة وأنه من الضروري أن نلون وجدانهم بالفضائل ونغوص بهم إلى بحار الدهشة ونشاركهم الخيال حتى يكون واقعهم ثرياً ومليئاً بالتجارب المكتسبة، وأنه سعيد بهذه التجربة التي تشعره دائماً بأنه يؤدي عملاً يخدم الأطفال، ويجعلهم يطرحون أسئلة المستقبل.

فن الفرجة
ويلفت التميمي إلى أنه منذ ثلاث سنوات وهو يعمل في هذه المهنة، وأنه أعجب بفكرة الحكواتي المستمد من فن الفرجة في الموروث الشعبي بوجه عام وأنه حتى يتقن هذا الفن يدرس حالياً في معهد الشارقة للتراث وسوف يتخرج فيه هذا العام، لافتاً إلى أهمية الدراسة كونها تثقل وتعمق شخصية الراوي، موضحاً أنه استفاد كثيراً من خلال الدراسة الأكاديمية التي جعلته أكثر قدرة على التعامل مع الأطفال، ومن ثم أكثر ثراء في عرض الحكاية بما يخلب لب المستمع، ومن ثم تمكن من تأدية هذا العمل بشكل احترافي، فضلاً عن أن الحكاية تلقى باللغتين العربية والإنجليزية وأنه يطلع الصغار من خلال ما يرويه على التراث الإماراتي.

أكثر سعادة
ويورد التميمي أنه يشارك في الكثير من الفعاليات والمهرجانات داخل الدولة وأنه حالياً يشارك في فعاليات «صيفنا يحلو بالقراءة» ويقدم للأطفال الكثير من الحكايات، لافتاً إلى أن التفاعل مع هذه الفئة يجعله أكثر سعادة وأنه يجد في كثير من الأحيان أن بعض الأطفال بعد انتهاء الحكاية يرغب في أن يسرد له المزيد، وأن بعضهم يستعير غطاء الرأس، ويجلس في المكان الذي يروي منه ويقلد ويذكر أنه في بعض الأحيان يروي قصصاً للأطفال من تأليفه، وهذا دليل على أنه بهذا الفن ارتبط بوجوه الأطفال وتفاعلهم مع ما يروي، فضلاً عن أن بعضهم يطرح عليه أسئلة حول القصة، وأنه يجيب عنها حتى يشعر الأطفال بأهمية ما يطرحون بخاصة أنه اعتاد على مثل هذه المواقف، مؤكداً أنه إلى جانب عمل الحكواتي، فهو يمارس دوره في الفن، ويعمل من خلال خشبة المسرح، ويشارك في بعض الأفلام السينمائية.

الاتحاد