منح الرئيس المصري المستشار عدلي منصور وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، للدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات أمس على هامش احتفال مصر بالمولد النبوي الشريف.
ويأتي تكريم الدكتور حمدان المزروعي في إطار العلاقات الوطيدة التي تربط مصر والإمارات، وبخاصة دعم الإمارات للجهود المصرية، لترسيخ الاستقرار وتعزيز التنمية والأمن والسير قدماً في المسار السياسي الذي تجسده خريطة الطريق.
وقال السفير إيهاب بدوي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن هذا التكريم يأتي تقديراً لجهود المزروعي في خدمة الدعوة الإسلامية والاهتمام بشؤون الأوقاف الإسلامية والعمل على رعايتها وتنميتها والنهوض بها.
وقد أعرب الدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عن بالغ سعادته بتكريمه من الرئيس المصري المستشار عدلي منصور في احتفال مصر بالمولد النبوي الشريف أمس، مشيراً إلى أن ذلك التكريم يؤكد عمق ومتانة العلاقات بين مصر والإمارات في مختلف المجالات وان تكريمه من مصر بلد الأزهر الشريف، يمثل معزة خاصة لديه. وأكد المزروعي -في تصريحات له عقب لقاء وزير الأوقاف المصري، قوة العلاقات الأخوية بين مصر والإمارات، معرباً عن أمله في أن تتجاوز مصر المرحلة الانتقالية الراهنة إلى مستقبل أفضل، لافتا إلى أن قوة مصر واستقرارها أمان للدول العربية والإسلامية.
وأعرب عن سعادته بقرار وزير الأوقاف المصري الدكتور مختار جمعة بقبول عضويته بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر والذي يعتبر منارة إسلامية وعلمية.
وطالب المزروعي بالاستثمار الأفضل لأموال الوقف بالدول الإسلامية في مشروعات تنموية للحد من البطالة، معرباً عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر في هذا الصدد.
وأشار إلى أن محادثاته مع وزير الأوقاف المصري أمس، تناولت سبل التنسيق بين الدول الإسلامية، لتحقيق العائد الأكبر من أموال الوقف بالدول الإسلامية، إضافة إلى الاستفادة من خبرة مصر والأزهر الشريف، لتجديد الخطاب الديني والتعاون في مجالات إعداد الدراسات الإسلامية حول القضايا التي تهم البلدين والعالم الإسلامي.
وكشف عن مشاركة بلاده في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة في شهر مارس المقبل بوفد رفيع المستوى.
إلى ذلك، قام معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة بزيارة إلى مشيخة الأزهر أمس الأول التقى خلالها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخ الأزهر وعدد من المسؤولين في الأزهر الشريف.
وجاء اللقاء في إطار الزيارة التي يقوم بها معاليه إلى جمهورية مصر العربية للاطلاع على سير العمل في حزمة المشاريع التنموية التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الشعب المصري الشقيق. وبهذه المناسبة، قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب: «سررنا باستقبال الأشقاء من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تربطنا بها علاقات أخوية طيبة منذ عشرات السنين».
وأود أن أشيد بالتعاون بين جمهورية مصر العربية والأشقاء في دولة الإمارات والذي يعد نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين كافة البلدان الإسلامية والعربية لأنها تقوم على المودة والاحترام المتبادلين وحرص الطرفين على العمل لما فيه الخير لشعبيهما وللأمتين العربية والإسلامية. وأضاف فضيلته: «لقد كان لحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الكثير من المواقف المُشرّفة تجاه مصر، واستمرار هذه المواقف من قبل الإمارات قيادة وشعباً ما هو إلا دليل على أصالة ومتانة العلاقات بين بلدينا. وكلنا ثقة باستمرار هذه العلاقات لأنها صادقة ونابعة من القلب، ولأنها تهدف إلى الخير». وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: «تشرفت بنقل تحيات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فضيلة شيخ الأزهر، حيث كانت هذه الزيارة فرصة لاستعراض العلاقات التاريخية الوثيقة مع جمهورية مصر العربية ومؤسسة الأزهر».
كما أطلعتُ فضيلته على مشاريع الدعم التي تنفذها الإمارات العربية المتحدة في مختلف المحافظات المصرية والتي تهدف إلى تحقيق أثر سريع وملموس وينعكس إيجاباً على المجتمع المصري بكافة شرائحه ومكوناته.
ونقلت لفضيلته موقف دولة الإمارات الثابت وحرصها على استمرار العمل لتوثيق العلاقات التاريخية القوية التي تجمع بين بلدينا الشقيقين، وأكدت له أننا دوماً مساندون وداعمون لمصر وشعبها في كافة الأوقات ومختلف الظروف».
وأضاف معاليه: «يعد الأزهر مركزاً رئيسياً للعلم منذ عدة قرون، وهو يقوم بدورٍ مهم في حفظ الثقافة والتراث الإسلامي، ويعكس الوجه الحقيق لرسالة الإسلام السمحاء».
وتناول اللقاء دور الأزهر وأهميته في توضيح وإبراز الوجه الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، فضلاً على جهوده في نشر العلم بمختلف فروعه وتخصصاته، حيث خرجت أجيال عديدة من الدارسين من مختلف أنحاء العالم.
وتطرق الحديث إلى «مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية» الذي بنته دولة الإمارات العربية المتحدة والذي بدأ العمل منذ عام 2004 ويضم حالياً أكثر من 1200 طالب من 102 دولة، حيث يقوم بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين، وتضم المؤسسات التعليمية للأزهر حالياً ما يزيد على 17 ألف طالب وطالبة من غير العرب.
يذكر أن المسجد الأزهر تأسس خلال العصر الفاطمي في مصر، وفُتِحت أبوابه للصلاة أول مرة عام 361 هجرية (972 م)، وأضيفت إليه توسعات وملحقات، وتطور عمرانياً وأقيمت به مدارس لتعليم القرآن الكريم وأصول الفقه، وتطور من مسجد ليصبح مؤسسة عريقة وكبيرة تضم واحدة من أكبر الجامعات في العالمين العربي والإسلامي. ويعد الأزهر مؤسسة وطنية لها أثر كبير في التاريخ المصري القديم والحديث.

الاتحاد