نجح فاهم الماس، الشاب المواطن ومؤسس شركة “الماس للروبوتات” الناشئة بابتكار حل لمشكلة نسيان طلبة المدارس في الحافلات المدرسية، وذلك من خلال جهاز تقني مبتكر قام بتطويره وتصميمه بنفسه يقوم بتعداد الداخلين والخارجين من الباص، وإصدار إنذار صوتي وإرسال رسالة نصية إلى المشرفين على الحافلات وسائق الباص في حال وجود خلل في تعداد ركاب الحافلة.
ويعتبر الجهاز الذي أطلق عليه اسم “الحافلة الآمنة” نقلة نوعية مبتكرة في وسائل توفير الأمن والأمان للطلبة، وحماية لهم في حالات النسيان داخل الحافلات المدرسية، الأمر الذي أدى إلى حالات وفيات مؤلمة بين هؤلاء الطلبة خلال السنوات الماضية.
ويعتبر مشروع فاهم الماس، مؤسس شركة الماس للروبوتات، والعضو في مركز حمدان للإبداع والابتكار، ودبي للمشاريع الناشئة، إحدى مبادرات غرفة تجارة وصناعة دبي إحدى أبرز ثمار مشاريع شركته التي تركز على مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وعلم الـ ” ميكا ترونيكس” أو مايعرف بعلم هندسة الميكاترونيات.
ويتميز الجهاز الصغير الحجم والذي يزن أقل من كيلوغرام واحد بشاشة صغيرة، ويوضع بجانب السائق ويحتاج إلى مصدر طاقة من الحافلة 12 فولت أو حتى موضع ولاعة السجائر.ويرتبط الجهاز بثلاثة أجهزة استشعار (مجسات استشعار) توضع بترتيب معين ودقيق عند مدخل الحافلة، وتقوم بتعداد الداخلين إلى الحافلة والخارجين منها من الطلبة. ويعمل الجهاز بمجرد تشغيل محرك الحافلة ويبدأ بتعداد الداخلين إلى الحافلة، عبر شاشته الرقمية الصغيرة. وعند خروج أحد من الحافلة، يقوم الجهاز بإنقاص العدد، حتى يصل إلى صفر وهو ما يعني أن عدد الداخلين إلى الحافلة يساوي عدد الخارجين منها.
وعند إطفاء محرك الحافلة، يقوم الجهاز بعملية حسابية ذكية أخيرة عبر مصدر طاقة داخلي لتعداد الطلبة داخل الحافلة. وفي حال كان العدد صفراً، فإن الجهاز يغلق اوتوماتيكياً. أما إذا كان العدد أي رقم آخر غير صفر، فإن ذلك يعني وجود خلل في عدد الداخلين والمغادرين الحافلة، فيقوم عندها الجهاز بإصدار تنبيه صوتي وإرسال رسائل نصية عبر شريحة هاتف مركبة بداخله ومبرمجة إلى أرقام محددة منها أرقام هواتف المشرفين على الحافلات المدرسية ورقم سائق الحافلة، يعلمهم بأن الحافلة المعنية يوجد فيها عدم تطابق في عدد ركابها، مما يوجب التأكد من ذلك وتفقد الحافلة، وكل ذلك في غضون دقائق قليلة مما قد يسمح بتفادي أي كارثة محتملة قد تكون نتيجتها روح بريئة. فمثلاً إذا كان عدد الداخلين 25 شخصاً، وعدد الخارجين 24، فإن شاشة الجهاز ستظهر الرقم 1 وسيقوم الجهاز عندها بإصدار إنذار صوتي وإرسال رسائل نصية للمشرفين على الحافلة والسائق.
ويتم تركيب أجهزة الاستشعار الثلاثة كلها في نطاق يبلغ متر واحد عند مدخل الحافلة، وتقوم الأجهزة بقراءة حركة الدخول والخروج وتحليلها بدقة تصل إلى ثانية لكل حركة دخول وخروج، مما يعزز من القراءة الصحيحة ودقتها.
وأشار الماس إلى أنه فكر بوسيلة تحمي أجيال المستقبل من مرتادي المدارس، بعد أن سمع عن الكثير من حالات الوفاة اختناقاً داخل الحافلات نتيجة حالات نسيان غير مبررة، معتبراً أن الرحلة المدرسية داخل الحافلات يجب أن تكون رحلة آمنة وأن يصل جميع الطلاب إلى بيوتهم بسلام وأمان، مشيراً إلى أنه يعمل في شركته الناشئة على تسخير التكنولوجيا الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجة والهندسة لإيجاد حلول للتحديات الراهنة.
ولفت الماس إلى أن الجهاز الذي طوره واستخدم فيه التقنيات الذكية مثل تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد والهندسة وتقنيات البرمجة، استغرق ابتكاره وبرمجته ورسمه حوالي شهر من الأبحاث والدراسة والتطبيق والتجربة حتى أصبح جاهزاً للاستخدام، مشيراً إلى أنه وصل إلى النتائج المرجوة بعد النموذج الثالث، معتبراً أن الجهاز تركيبه سهل وتكلفته بسيطة، ويمكن تغيير مادة الجهاز حسب متطلبات كل مدرسة، ومستعد لتجربة الجهاز مع المدارس المهتمة بالحفاظ على أمن وسلامة طلابها من ركاب الحافلات.
وأضاف الماس قائلاً:” لقد تقدمت بطلب للحصول على براءة اختراع للجهاز الذي أطلقت عليه اسم “الحافلة الآمنة”، وقد قمت بتجريبه على حافلة مدرسية وكانت النتيجة ممتازة. وأنا على ثقة بأن جهازي سيشكل حلاً مثالياً لمشكلة عانى منها مجتمعنا، فالبشر أغلى ما نملك، ودولتنا وقيادتنا الحكيمة لم تقصر معنا أبداً، وقد وجهتنا لتعلم تقنيات المستقبل والثورة الصناعية الرابعة، وسخرت لنا كل الإمكانات، وإنني على استعدادٍ لبذل الغالي والنفيس وتسخير كل خبراتي من أجل رد جميل وطني، وحماية أرواح أطفالنا”.
البيان