ميساء راشد غدير

دول العالم تواجه حاليا ثلاثة تحديات بيئية رئيسة هي: الأمن المائي والأمن الغذائي وأمن الطاقة. هذه القضايا تشغل القادة وصناع القرار في مختلف الدول والمنظمات البيئية الحكومية وغير الحكومية. ودولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها إحدى الدول التي سبقت دولاً كثيرة في تنميتها وحرصت على مواكبة التغييرات حولها والتي تؤثر على مجتمعها لم تكتف بدور المتفرج بل اتخذت دورا رياديا من خلال مشاريعها ومبادراتها في الطاقة المتجددة وحلول التنمية المستدامة.

ينعقد هذه الأيام ” أسبوع أبوظبي للاستدامة 2013″ بحضور قادة ورؤساء دول وعدد كبير من المعنيين بشؤون أمن الطاقة والمياه والغذاء. إذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك اليوم خامس اكبر مخزون نفطي في العالم وتلتزم بتزويد العالم بالطاقة منذ نصف قرن.

فان هذا الالتزام دفع بها لتحمل مسؤوليتها في مواجهة تحديات اخرى في مجال الطاقة من خلال توفير منصة للتحاور والتعاون وإبرام الشراكات الاستراتيجية لإيجاد حلول عملية تناقش في القمة المنعقدة خلال هذا الأسبوع. انعقاد “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2-013” يؤكد التزام دولة الإمارات كعضو فعال في المجتمع الدولة تجاه أهم القضايا البيئية التي تشغل اهتمام الجميع في العالم لأنها تعنى بأجيال الحاضر والمستقبل. وهي ترجمة فعلية لسياسة الدولة التي عبر عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في اليوم الوطني الواحد والاربعين يوم قال:

“ولا يفوتنا في خضم ذلك كله إيلاء الاهتمام الكبير للقضايا البيئية لما لها من أهمية محورية في حياة الإنسان ورفاهيته ومستقبله”. إن المتوقع بعد انعقاد هذا النوع من القمم في الإمارات ومن المشاركة فيها سنّ المزيد من التشريعات والتنظيمات، وتشجيع الشراكات بين القطاعات العامة والخاصة في الإمارات وخارجها للوصول الى حلول تواجه التحديات التي لا يمكن ان تستثنى الامارات منها باعتبارها جزءا من هذا العالم يتأثر بكل ما يحدث فيه ويؤثر فيه.

الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي قال في الكلمة الافتتاحية لأسبوع ابوظبي للاستدامة: ” المستقبل يعتمد على الخطوات التي نتخذها اليوم”. فإذا كانت الإمارات اليوم بعيدة نوعا ما عن تحديات وأزمات الطاقة والأمن والغذاء التي بدأت ترزح تحتها بعض الدول، وبادرت باتخاذ خطوات مبكرة لتحقيق التنمية المستدامة بوضع سياسة واضحة، وأقامت منصات للحوار، وفتحت قنوات لعقد شراكات لمواجهة كل التحديات الموجودة والمحتملة، فإن جهودا اخرى لابد من بذلها ومضاعفتها على مختلف المستويات لاسيما الأكاديمية والعملية للحفاظ على البيئة لتحقيق أهداف اهم، وهي الحفاظ على الإنسان الذي هو أغلى ما تمتلكه هذه الدولة وأكثر ما تهتمّ به، وهو الذي يعول عليه في بناء المستقبل والحفاظ عليه.