علي أبو الريش

اسم تحتفي به كل الجهات، ونجم في كل السماوات، وشهم تباهت بفضائله الشهامات، هو الأنشودة الخالدة والقصيدة الرائدة، هو العقد والوعد والعهد، والأمد والأبد، والسؤدد، هو الفضاء الصحراوي، الذي شجَّر القلوب بالحب والخصب والأدب، والشهب والماء العذب، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيَّب الله ثراه – هو الغائب الحاضر، هو المثال النادر، والموال المسافر في أفئدة الناس أجمعين، هو من اجتمعت على خصاله الملل والنِحل، والمذاهب والمناقب، والمناكب والسواكب والسحائب.
هو، هو ولا سواه غير هو، زايد، الفريد في حكمة العقل، الوحيد في فطنة العدل، العتيد في قيمة الوصل، المجيد في شيمة الأصل، زايد الذي كان، يكون اليوم ذاكرة حية متنامية، مترامية متسامية، مزهرة، مزدهرة، متطورة في النسل، متجذرة في العقل، متفرعة في فصول الحلم، وأصول العلم، هو الحبرُ والخبرُ، هو السطر والعِبر، هو الكتاب المفتوح على فضاءات تنافح النجوم والأقمار. هو زايد المنحاز دوماً للعدل والبذل، والجذل والنهل، هو المعادلة الإنسانية التي لا تقبل الجدل، هو الحوار الدائم في النفوس والرؤوس، هو السؤال المزخرف بصفات الأولياء، الصادقين المخلصين، المتفانين من أجل كلمة سواء، وفعل لا يقبل الالتواء والانحناء، إنه زايد الاسم والقاسم المشترك لكل قريب أو بعيد، لأنه الشمس المشرقة على أرض الله، في جهاتها الأربع.
إذاً ليس بغريب على أهل الأصالة، والنجابة والمهابة أن يذكروا للنبيل نبله، وأن يشهروا للحبيب نصله، وأن يأتي الأمر السامي من أمير الكويت، يرصع الشارع الدائري، في هذا البلد المحب باسم الشيخ زايد، إيماناً وعرفاناً لما لزايد من جهود مشهودة، وإنجازات معهودة، على صعيد العالم أجمع، وما لزايد من شخصية قيادية، ريادية، سيادية، ندر مثيلها في التاريخ المعاصر، فزايد الذي أحبه الله، حبب فيه خلقه، وجعله ثمرة القلوب، وبياض الدروب، وعشب السهوب، وهو القدرة الفائقة التي تكرّست في الوجدان الإنساني، كقيمة أسست بنيانها، على أسس عقيدة سليمة، حليمة كريمة رحيمة..
شارع الشيخ زايد في الكويت، هو الاستدارة حول الوطن، والقيم العالية، هو المحيط المطوق باسم وشجن، هو العقد الفريد، يلون ذاكرة الأجيال، بأسماء الذين بذلوا من أجل إسعاد الإنسانية، ودرء كل ما يضر ويكدر، ويغدر ويمكر، شارع الشيخ زايد في الكويت، النخوة المجلجلة في المشاعر والأواصر، وما يجمع الإمارات والكويت، من علاقة الأخوة المنتشية بالحب، المزدهرة بألوان الوفاء والانتماء، إلى بحر موجاته من نبض وحض، وومض، قلوب ما عرفت غير السخاء بالحب حتى ابيضاض الموجة، واستسلام الطير للسلام والوئام والانسجام والالتئام.
شارع الشيخ زايد في الكويت، شارع الذاكرة المفتوحة على فضاءات الأمل، وما تصبو إليه المقل..

– الاتحاد