عائشة سلطان

في ظني الخاص وبمقدار ما يتمتع به الرجل من شعبية وما تناله تصريحاته من انتشار جماهيري لتوافقها مع مزاج الشارع أحياناً ولجرأتها أحياناً ولطرافتها أحياناً، فإن كثيرين بلا شك قد تابعوا اللقاء المثير مع الفريق ضاحي خلفان عبر قناة روتانا خليجية، والذي طرح معظم النقاط الشائكة في الضجّة التي أثارتها تصريحاته في الآونة الأخيرة حول عملية اغتيال المبحوح والإخوان المسلمين وقضايا أخرى لا تقل إثارة.
طرح المذيع كل ما جاء لأجله، فأجندته كانت متخمة جداً، وكان على “بوفارس” أن يجتاز مطباتها بأقل قدر من الأخطاء، فحين لا تكون على قناة من قنوات بلدك، خاصة حين تكون مسؤولاً بحجم ضاحي خلفان وصاحب تصريحات عابرة للجغرافيا العربية كتصريحاته، فإن قدراً هائلاً من الحيطة يجب أن يتسلح به المسؤول وهو يتنقل بين الأسئلة والإجابات، مع أن “بوفارس” تغلب عليه العفوية بشكل يجعله لا يلجأ كثيراً للف والدوران، ما يجعله عرضة لمزيد من الهجمات المرتدة من المذيعين غير الأبرياء!!
للفريق ضاحي موقف واضح ومحدد من الإخوان المسلمين والقرضاوي ودعوته التي أطلقها لاعتقاله أشهر من نار على علم، تلك الدعوة التي ألّبت عليه رموزاً من جماعة الإخوان في مصر، دفعهم الحماس لزعيمهم لأن تطاولوا على دولة الإمارات دون أي مراعاة للأيادي البيضاء للإمارات تجاه جميع الدول العربية والإسلامية، ولعلاقات الأخوة التي تربط البلدين، ويومها قال الكتاب والمثقفون الإماراتيون كلمتهم في وجه أصحاب تلك التهديدات المتهافتة.
كان هذا الملف محل نقاش طويل، وقد وجدت المذيع منحازاً للجانب الآخر، أو ربما أراد أن يلعب الدور المفضل لمقدمي البرامج الحوارية الساخنة، أقصد به دور محامي الشيطان، فمسألة مؤاخذة بو فارس بحرفية كل كلمة قالها أثناء حوارات ونقاشات معظمها دار على موقع تويتر أمر فيه مبالغة بعض الشيء، حيث إن تويتر وفيسبوك ساحة ملتبسة وشائكة ولا توحي بالطمأنينة دائماً، بحيث يطلق الإنسان لنفسه العنان كائناً من كان، فيناقش كل شخص ويرد على كل متداخل، وينزل لمستوى العامة، وأحياناً السفهاء الذين يعملون على استدراج الحوار لمستويات وتصريحات قد تؤوّل وفق أهواء البعض، لذلك قيل ثلاثة لا تمازحهم أو تتبسط معهم فقد يذهبون بمروءتك: الطفل والأحمق والسفيه.
استحق ضاحي خلفان التحية على أدائه مساء البارحة، فقد خرج بلياقة من مطبات الحوار، لكنني أتمنى عليه ألا يرد على كل ناعق، ليس خوفاً أو ضعف حجة، ولكن لأن هناك كلاماً يقال ويسمع ويرد عليه وكلاماً آخر لا يستحق الالتفات إليه أبداً.

– عن الاتحاد