محمد الجوكر

مبروك لمنتخبنا الوطني التألق والإبداع والإجادة والتأهل الى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخ مشاركاتنا بدورات كأس الخليج التي تقام خارج الدولة، فقد واصل نجوم الأبيض السير بخطوات ثابتة نحو المنصة الرئيسية بالاستاد الوطني وأصبح قريباً من الفوز بالكأس للمرة الثانية بعد المستوى الرفيع الذي قدمه منتخبنا الشاب، حيث المعدل العمري لا يتجاوز الـ23 سنة باستثناء عدد قليل منهم.

وهذا تأكيد على أن الفريق (ولد بطلا) كما قال عنهم المدرب المهندس مهدي علي في مؤتمره الصحفي بعد المباراة لا نقول مدحاً أو مجاملة ومبالغة، إنما نقول الحقيقة فقد أثبت الفريق علو كعبه في اللقاءات الاربعة التي خاضها في خليجي 21، منطلقين من تطور الفريق خلال فترة تولي المدرب والجهاز الفني المواطن تدريجياً، حيث تأهل بصورة متكاملة وفق برنامج علمي أشرف عليه مهدي نفسه.

وهذا يبين أن العملية سارت بشكل مدروس فقد استحق منتخبنا التهنئة من الجميع، وأشاد الكل بل وصفه الشيخ الدكتور طلال الفهد بأنه (سوبر الخليج).

وهذا الكلام قاله بصراحة ودون أن يبالغ فيه، فالكل هنا أجمع في المنامة بأن منتخبنا يستحق التهنئة، فلا نخفيكم فقد خرجت الجماهير الخليجية بمن فيها الكويتية تبارك للأبيض، وهذا الشعور النبيل شاهدناه في الشارع البحريني، فالكل كان سعيدا، فالخليج واحد والبطل واحد.

وفي الموقعة التي أطاحت بالحلم البحريني فقد قاد حارس المرمى المتألق نور صبري المنتخب العراقي إلى نهائي بطولة كأس خليجي 21 بالفوز على المنتخب البحريني 4/2 ويلتقي المنتخب البحريني والكويتي يوم الجمعة المقبل لتحديد المركز الثالث.

ومنتخبنا يتفاءل بأجواء البحرين فقد حصلنا على المركز الثاني في عام 86 في البطولة الثامنة واليوم طموحنا أكبر لنعانق الكأس من دار بوسلمان، وأصبح المنتخب يتمتع بهوية وشخصية فرضت نفسها: متجانساً في الاداء ومطيعاً لتعليمات المدرب الذي نجح في أن يدخل إلى قلوب اللاعبين، حيث الاحترام المتبادل والشخصية القوية التي فرضها على اللاعبين، فأحبوه ولهذا شاهدنا بكاء (سمعة) من أجل الوطن كان مختلفاً، فرغم جلوسه احتياطياً إلا أن دمعته كانت تعني الكثير.

فأبناء الوطن يظهرون في الشدائد لا نقول لهم سوى شكراً لما قدمتوه للجماهير الوفية التي شقت المسافات ووصلت بسلام ووقفت وشجعت بحرارة هزت مشاعرنا، فهنيئاً لنا بهذا الفريق، متمنياً بأن يواصل العزف والعودة بالكأس فأهل الإمارات ينتظرون هذه اللحظة التاريخية برغم أننا فزنا باللقب أول مرة بعد 35 سنة في خليجي 18 حان الوقت لكي يبدع جيل الابداع كأفضل جيل مر على الكرة الاماراتية منذ أن عرفنا المشاركة بكأس الخليج منذ عام 41 سنة بينما..

وأصبح على بعد خطوة واحدة من منصة التتويج باللقب الخليجي الغائب عنه منذ عام 2007 بينما أبناء الرافدين أحرز ثلاث مرات سابقة في أعوام 1979 و1984 و1988 وخاض مباراتين فاصلتين في بطولة 1984 وفاز فيها على قطر بمسقط وخسر أمام الكويت في بطولة 1976 بعد تساويهما في عدد النقاط أيضا، وهذه المرة وصل فريقان بعد صدارة مجموعتهما لينحصر اللقب بين فريقين، يقودهما مدربان وطنيان، هما المهندس مهدي وحكيم، بينما خرجت باقي المنتخبات التي خاضت البطولة بقيادة أجنبية.. والله من وراء القصد

– البيان