ميساء راشد غدير

من منا يضمن عدم تعرضه لموقف طارئ أثناء رحلة سياحية يقضيها خارج الدولة، يجعله في أمس الحاجة لمساعدة سفارات الدولة التي أوجدت لهذا الغرض وأغراض أخرى ربما لم تنص عليها اللوائح والقوانين.. لذا فإن حس المسؤولية لدى السفير والعاملين معه حسب الموقف الذي يجدون أنفسهم أمامه، هو الذي ينبغي أن يدفعهم للتدخل واتخاذ الإجراء اللازم لمساعدة مواطني الدولة وتقديم الدعم اللازم لهم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرسل رسالة في الأسبوع الأخير من ديسمبر، إلى سفراء الإمارات تحملهم مسؤولية جديدةً إلى جانب مسؤولياتهم، عندما اهتم بسائح سويدي (72 عاماً)، أُصيب بأزمة شديدة في الرئة أثناء رحلة سياحية في الإمارات توفي بسببها، وساند زوجته بعد أن وجدت نفسها وحيدة بعدما تخلّت عنها سفارتها وشركة التأمين في بلدها بسبب إجازة الكريسماس، وفق ما جاء في إحدى الصحف، فالمساندة شملت علاج زوجها قبل وفاته ونقل جثمانه إلى بلده، ما جعل ذلك محل تقدير هذه المواطنة السويدية، كيف لا وهي في غربة وفي ظروف صعبة من جميع النواحي.
المسؤولية في هذا الموقف تقع على السفارة المعنية، ولا يحتمل التأخير، ويستدعي التدخل ممن يرى نفسه قادرا على تحمل المسؤولية، وهو ما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لدفع الأطباء وكل المعنيين للقيام بواجبهم تجاه هذه السيدة، وهو ما ينبغي أن يقوم به سفراء الإمارات في الخارج كلما استعان بهم مواطن، طالباً المساعدة في أمر ملح وإن كان خارج اختصاص السفارة، فهم في دار غربة وربما في ظروف صعبة كانت سبباً في لجوئهم إلى السفارة طلباً للعون.
أغلب سفارات الإمارات في الخارج لا تدخر جهداً في تقديم العون للإماراتيين في مجال اختصاصاتها وخارج اختصاصها، لدرجة تشعر المواطنين بالأمان لأنهم يجدون أنفسهم وكأنهم في وطنهم، لكن البعض يقصر في ذلك أحيانا، رغم أن سفاراتنا وضعت لها كل الإمكانات المادية والبشرية، لتقوم بدورها الذي يؤكد عليه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الذي يتابع حالات المواطنين ويتواصل معهم بنفسه بمجرد وصول خبر عنهم..
نتمنى أن يكون موقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تجاه المرأة السويدية، رسالة لكل سفرائنا ليضاعفوا جهودهم ويقدموا كل ما في وسعهم، لتكون سفاراتنا وقنصلياتنا كلها عوناً لنا دون عوائق وفي كل الظروف.

البيان