أصدر رئيس أركان جيش الحرب “الإسرائيلي” بني غانتس تعليماته إلى قادة الوحدات العسكرية في الضفة الغربية بالحفاظ على “اليقظة” والتهيؤ لاحتمال تصاعد ما اسماه “أعمال عنف” تصدر عن الفلسطينيين، وواصل المستوطنون المتطرفون حملتهم الهمجية في القدس المحتلة والضفة الغربية، وقاموا بإحراق مسجد في قرية المغير شرقي رام الله بالضفة وكتبوا شعارات عنصرية ضد العرب، وسط تحذير فلسطيني من اشتعال المنطقة بحرب دينية تتسبب فيها “إسرائيل” وهمجية مستوطنيها، كما جدّد المستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة بحراساتٍ مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال . يأتي ذلك وسط مواجهات تخللتها إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، في حين صادقت ما تسمى لجنة التخطيط والبناء المحلية في حكومة الاحتلال على إقامة 200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “راموت” شمال القدس المحتلة . وأكد الأردن أن تكرار الاعتداءات “الإسرائيلية” في القدس خصوصاً في المسجد الأقصى والحرم القدسي هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً . يأتي ذلك في ظل زيارة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة لبحث التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط . وقال الحزب “الاشتراكي” الحاكم في فرنسا إن الجمعية الوطنية ستصوت في 28 الشهر الجاري على قرار رمزي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في محاولة منه للمساعدة في إنهاء الصراع الفلسطيني – “الإسرائيلي” .
وأحرق مستوطنون متطرفون، أمس الأربعاء، أجزاء من مسجد في قرية المغير شرقي رام الله بالضفة الغربية، وخطوا شعارات عنصرية ضد العرب، كما اعتدوا على الفلسطينيين جنوب نابلس، وقال جيش الاحتلال “الإسرائيلي” إنه فتح تحقيقا في الحادث، وقالت مصادر مسؤولة في القرية إن الأهالي استيقظوا فجرا على أصوات تنادي لإطفاء الحريق الذي أتى على الطابق الأول من المسجد الغربي وتسبب بتدميره كاملا .
وجدّد المستوطنون المتطرفون تدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، فيما واصلت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الخارجية منعها للنساء والطالبات من كافة الأعمار من دخول المسجد، في وقت حذر مجلس الأوقاف الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، من مغبة تنفيذ الاحتلال لمخطط، وصفتاه بالخطر، يتعلق بوضع بوابات إلكترونية على بوابات المسجد الأقصى المبارك، وأكدتا أن ذلك يعني وضع يد الاحتلال بالكامل على المسجد المبارك، وكانت مصادر عبرية كشفت النقاب في الأيام القليلة الماضية، عن تنفيذ طواقم سرية في وزارة الأمن الداخلي التابعة للاحتلال “مخططاً أمنياً” لزيادة نقاط التفتيش على أبواب المسجد الأقصى كلها .
صادقت ما تسمى لجنة التخطيط والبناء المحلية في حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” على إقامة 200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “راموت” شمال القدس المحتلة، وينتظر المخطط الجديد مصادقة لجنة التخطيط والبناء اللوائية حتى يخرج إلى حيز التنفيذ .
وأوضح عضو المجلس القروي بالمغير أن ما لا يقل عن 250 مترا مربعا من المسجد الواقع وسط القرية أحرق تماما دون أن يتمكن الأهالي من إخماد النيران فيه، واتهم الأهالي المستوطنين بحرق المسجد بعدما أقدموا قبل عامين على إحراق مسجد آخر في القرية وخطوا على جدرانه عبارات مناهضة للفلسطينيين والعرب بتوقيع مجموعات المستوطنين المسماة “مجموعات دفع الثمن” .
ومن جهته وصف وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف إدعيس إحراق مسجد المغير بالعمل الإجرامي المنظم، مضيفا أن سماح الاحتلال “الإسرائيلي” للمستوطنين بدخول القرى والبلدات الفلسطينية يعمل على تأجيج الغضب الفلسطيني، وأضاف أن “هذه حرب ممنهجة يستند فيها المستوطنون إلى فتاوى من حاخاماتهم المتطرفين الذين يجيزون لهم إحراق المساجد والمقدسات الإسلامية” .
وطالبت الحكومة الفلسطينية، مؤسسات المجتمع الدولي، باتخاذ خطوات فورية وفاعلة لإلزام “إسرائيل” بوقف انتهاكاتها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرمانها للفلسطينيين من حقهم في الوصول إلى أماكن العبادة، وقالت الحكومة، في بيان، “إن ما قامت به جهات “إسرائيلية” من حرق لمسجد في قرية المغير يأتي في إطار مخططات “إسرائيلية” لإشعال حرب دينية في المنطقة .
وفي السياق ذاته هاجم مستوطنون من مستوطنة يتسهار جنوب غرب مدينة نابلس مركبات فلسطينية، فيما أصيب شاب فلسطيني بجروح خطرة واعتقل آخر خلال اقتحام قوات الاحتلال “الإسرائيلي” مدينة بيتونيا غرب رام الله بالضفة الغربية، بينما اعتقلت 3 شبان فلسطينيين من رام الله وبلدتي برقين وميثلون بمحافظة جنين بالضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتقال ثلاثة فلسطينيين من مدينة القدس المحتلة .
وأصدر رئيس أركان جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بني غانتس تعليماته إلى قادة الوحدات العسكرية في الضفة الغربية بالحفاظ على اليقظة والتهيؤ لاحتمال تصاعد ما أسماه ب “أعمال العنف”، وقال خلال جلسة لتقييم الموقف “إنه يجب التهيؤ لمختلف السيناريوهات من خلال الحفاظ على حالة التأهب والإبقاء على التعزيزات العسكرية في المناطق الفلسطينية” .
من جهته، قال متحدث باسم الشرطة “الإسرائيلية” إنها اعتقلت أحد أفراد قوات ما تسمى حرس الحدود فيما يتعلق بحادث إطلاق النار وقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة في مايو/ أيار الماضي، حيث أظهرت لقطات فيديو من كاميرات الأمن إطلاق النار عليهما رغم أنهما لم يمثلا تهديداً فورياً للقوات .
– الخليح