انطلقت أمس فعاليات مهرجان صيف في أبوظبي 2012 في دورته الخامسة التي، تستمر حتى غاية 19 يوليو المقبل، إذ أذهل المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع شركائها الرئيسيين، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض الحضور، حيث استقبلت الجماهير بترحيب كبير. وشكلت قرية عصر الجليد عنصرا من عناصر الدهشة، حيث حولت فصل الصيف إلى شتاء بارد، من خلال 10 فعاليات، وقسم للألعاب صمم ليحاكي البيئة الثلجية عبر تسلق الجبل الجليدي، والمسبح الجليدي، بالإضافة إلى مشاجرة كرة الجليد والإمساك بثمر البلوط، بجانب ركني هوكي الجليد والفنون.
تتيح المساحة الكبيرة التي بسطت عليها فعاليات المهرجان المتنوعة والحديثة هذه السنة الكثير من الخيارات للكبار والصغار، إذ تتوفر العديد من الفعاليات التعليمية والترفيهية والبيئية التي توزع عليها الأطفال طلبا للمتعة، حيث يجدون من يستقبلهم على مشارف هذه الألعاب من طرف شبان وشابات يساعدونهم على اللعب ويقدمون لهم إرشادات السلامة والأمان، بابتسامة وحفاوة، إذ صممت بيئة المهرجان لتحقق وتوفي بشعار «عائلات تمرح.. ذكريات ذكريات تصنع»، ويتوقع أن يستقطب أكثر من 100 ألف زائر.
وأكد سلطان المهيري مدير مشروع صيف في أبوظبي 2012، أن المهرجان يشمل العديد من العروض والفعاليات الجديدة، في محاولة لاستقطاب أحدث ما يوجد في العالم، من حيث الترفيه، حيث تعتبر قرية العصر الجليدي من الأنشطة الجديدة في المهرجان، وهي حلت محل قرية السنافر الذي قدمت في الدورة السابقة، موضحاً أن هدف القيمين على المهرجان أبوظبي يتحدد في تقديم التنويع والتجديد رافعين شعار التعليم والتشويق.
كما أكد أن مهرجان هذه السنة يهدف إلى تعزيز ممارسة الرياضة، حيث يتضمن بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي ورش عمل ومحاضرات عن الرياضة وفوائدها، بالإضافة إلى ممارسة كرة القدم، كرة السلة، الجوجيتسو، تنس الطاولة، الشطرنج، والكثير من الفعاليات الأخرى.
وقال، من الجديد هذه السنة أيضا ركن الفنون، الذي يغلب عليه طابع البيئة البحرية، ويقدم صناعة الحلي والشموع والحناء للزوار، بالإضافة لقرية الفخار، بحيث يتعلم الصغار كيفية ومراحل صناعة الجرار، وغيرها من أواني الفخار.
وأضاف المهيري مدير مشروع صيف في أبوظبي أن المهرجان سيضم العام الحالي فعاليات جديدة متنوعة من خلال 6 عروض عالمية على الجليد، منها ثلاثة يومية من أعمال عالمية على مسرح يستوعب 1000 زائر، حيث تقدم فرقة ديبليدج مسرحية على الجليد بمشاركة نجوم الرقص على الجليد الذين حظوا بشهرة عالمية لقصص عالمية مثل سندريلا، كتاب الغابة، بيتر بان على الجليد، سنو وايت على الجليد، الجميلة والوحش، مشيراً إلى أن مكان العرض يتضمن قسمين منفصلين مسرح جليدي ومسرح تعرض فيه الشخصيات الكرتونية العالمية باللغة العربية والإنجليزية.
وبين أنه بالإضافة لهذه العروض تقدم ولأول مرة عرض أسود البحر، حيث يشرف على العرض مدربين من حديقة الإمارات، بجانب عروض حية لأكاديمية حيل المهرجين، وهو تفاعلي مع الجمهور، بحيث يقوم مهرجون محترفون في الحيل بتعليم الأطفال فن الحركات المرحة في جلسة مفعمة بالحركة ومشاهد تقليدية وكوميدية تعرف بما يحدث بالفعل وراء الكواليس في جلسات تستمر 30 دقيقة 6 مرات في اليوم.
وأشار إلى أن هذه الأنشطة تضم خدعاً بحركات يدوية، منها الصفعة الوهمية، القفزة الطائرة، التعثر والسقوط، الطيران في الهواء، حركات اللياقة في الجسدية أمام الكاميرات، موضحاً أن المهارات والابتكارات صممت خصيصا وفق ما يتناسب مع صيف في أبوظبي، مبيناً أن من عروض حيوان «أسد البحر» من الفعاليات التي تقام للمرة الأولى، بالإضافة إلى الكثير من الفعاليات التعليمية والترفيهية والبيئية.
سندريلا على الجليد
واستمتعت الجماهير بعرض سندريلا على الجليد القصة الكلاسيكية التي تأبى أن تشيخ، حيث قدمت هذه المرة في قالب مختلف، ممزوج بالدهشة ومتعة الاستعراض على الجليد، وبرع في تقديمها أبطال فرقة ديبليج العالمية التي تتكون من نجوم الرقص على الجليد، الحائزين على جوائز وميداليات تفوق المآت، وقدمت المسرحية في قالب استعراضي مدهش، رافقته حركات استعراضية أظهر مهارة الفرقة في تأدية حركات على الجليد صفق لها الجمهور بحرارة.
إلى ذلك، قالت وايلد رويس التي قدمت شخصية سندريلا في الفرقة التي تتكون من 14 متزلجاً، إنها بدأت ممارسة فن التزلج على الجليد منذ 16 سنة، منذ كان عمرها 8 سنوات، وحصدت 100 ميدالية، وإنها سعيدة بالمشاركة في صيف أبوظبي 2012، وأنها مبهورة بالمستوى الجيد للمهرجان، كما عبرت عن سعادتها نظير تفاعل الجماهير التي تفد بكثرة على مسرح العرض، كما أكدت أنها بدأت التدريبات في سن صغيرة، مما أهلها لاختيارها ضمن هذه الفرقة العالمية التي تقدم عروضا مميزة، وكشفت عن رغبتها في تقديم عروض أخرى في أماكن مختلفة من الإمارات.
من جهتها قالت كليرا بورنيت من الفرقة نفسها إن الفرقة تعتبر من أحسن الفرق في العالم التي تقدم مثل هذه العروض، موضحة أنها سعيدة بعملها ضمن الفرقة التي تقدم ثلاثة عروض يوميا، وتتدرب بما معدله ساعتين إضافيتين في اليوم.
وأشارت إلى أن العروض ستقدم خلال الأربع أسابيع من الفرقة نفسها، بحيث ترتب حسب كل أسبوع، ويستغرق بث كل مسرحية 7 أيام متتابعة.
أسود البحر
ويقدم عرض «أسود البحر» طيلة فترة المهرجان، حيث يقول مارك رايت مدير حديقة الإمارات في أبوظبي، التي تنتمي لها الأسود إنهم يشاركون بهذه الأسود للمرة الأولى في المهرجان، وأن القاعة يحتفظ بها مبردة لتلائم أسود البحر، ويشارك بثلاث ويحتفظ باثنين في الحديقة، ويطلق على أسود البحر التي تقدم عروضا مشوقة كل أحد وخميس، «سونكا، ستيل، وسوان»، بحيث تدربت على الاستعراض أمام الجماهير وتقوم بحركات بهلوانية مقابل جائزة تطالب بها فورا وهي عبارة عن « سمكة صغيرة» ويسمح أيضا بالتقاط صور معها في آخر العرض، وأشار مارك أن هذه الحيوانات تنتمي إلى ناميبا.
فعاليات مختلفة
وتتنوع الفعاليات والنشاطات الرياضية والترفيهية والفنون لتقدم اختيارات واسعة أمام الزوار، إذ يستقبل مهرجان صيف في أبوظبي، زواره في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بين يومي الأحد والخميس اعتباراً من الساعة 3 بعد الظهر ولغاية 9 مساءً، وفي يومي الجمعة والسبت من الساعة 2 بعد الظهر ولغاية 10 مساءً، وبإمكان الشخص قضاء 7 ساعات في أحضان المهرجان دون أن يمل أو يتعب، بل يرغب في قضاء أيام أخرى في رحابه مرات عدة ليكتشف جوانب جديدة لم يمر عليها في المرة السابقة، إلى ذلك هناك فعاليات عدة منها المدينة القديمة، من خلال البحث عن مدينة مفقودة توجد بها العديد من الكنوز المخبأة والأسرار، التي لا يعرفها أحد، وتضم العديد من التحديات التي تختبر قدرات الأطفال، واليافعين والكبار أيضا، ومنها هرم الكنز المخفي، حفرة ثعبان أزورا، بوابة الغرفة الممنوعة، أبراج أزوريس الثلاثة، طاحونة الرعد، السلالم المعلقة السرية، قطع الأشجار الدوراة، الهاوية العميقة، نهر المغامرات، حفرة النار نقوش القدماء، التأرجح بين أغصان العنب المخيفة، ثم البركان.
ومن البرامج التي يقبل عليها الأطفال، فإنه سيكون حاضرا أيضا في المهرجان، بحيث ستخصص نصف ساعة من المتعة والمرح والتسلسة كل يوم جمعة وسبت من الساعة 5 مساء في أربعة عروض تتم بمشاركة الحضور باللعب مباشرة مع أحد مذيعي MBC3 «أصالة ومهند» في تحدٍ مع كمبيوتر الذي يختار واحدة من ثلاثة ألعاب، هي: المزرعة، وصل أربعة، السلحفاة، والأرنب» وعند نجاح المشارك، في إنهاء اللعبة، خلال الوقت المحدد يتم إدراج اسمه في السحب الذي يجري نهاية الفقرة.
ركن الفخار
ويسمح ركن الفخار للصغار بتعلم طريقة صنع أواني فخارية من مزهريات، وجرار مختلفة الأحجام، وذلك بالضغط على الآلة، وبمرونة عالية يعلمهم الصانع جيوس من أثيوبيا طريقة الإمساك بالطين وتطويعه وفق ما نرغب فيه.
وإلى ذلك، قال جيوس إن المكان صمم في بيئة تحاكي مصنع الفخار نتيح للأطفال تعلم مهارة صنع هذه الأواني، والتي تعتبر من الموروث الحضاري لدولة الإمارات، بحيث نعطيهم تفسيرات عن كيفية صنعها، ثم الساعات التي يجب وضعها في الفرن من خلال هذا الفرن الموجود في المكان، وهو تقريبي للواقع، ويستغرق المدة من 6 ساعات إلى 12 ساعة حسب نوع الطين وحجم الآنية، ثم نخرجة لنلونه ثم نرجع وضعه في الفرن مرة أخرى لساعات عدة. ومن جهتها قالت هاجر عفيف مشرفة في ركن الفخار إنها تساعد الأطفال زائري الركن على تلوين الأواني الفخارية كما تساعدهم على تشكيل وتلوين عجائن يأخذها الطفل معه لبيته، في حين قال زميلها أسامة محمد من جامعة عجمان إنه سعيد بهذه التجربة التي ستمنحه فرصة التواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية.
ورش لتنمية قدرات الأطفال
يتضمن المهرجان ورش فنية تحت إشراف مركز المواهب والإبداع التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تتيح للزوار فرصة التعزف على التراث الأصيل، وتساعد على تنمية قدرات الأطفال في جوانب الإبداع.
إلى ذلك، تقول فاطمة المرزوقي مديرة مركز المواهب والإبداع، إن هذه المساحة الممتدة ستساعد على نشـر الثقافة المحلية وتجيب عن تســاؤلات السياح الأجانب، كمـا ســتعمل على ربط الحاضر بالماضي، وذلك من خلال عدة ورش تعليميـة.
وأضافت، قسمنا ركن الفنون بطريقة جذابة، ويشمل أقساما مختلفة منها ركن القصص، القراءة، على شكل طريقة الحكواتي، يقدمها مجموعات من الشباب والشابات المواطنين الذين سيقرأون قصصا للجمهور، وهي من إصدارات الهيئة. وأشارت إلى أن ركن الفنون يشمل قسم الخط، بحيث سيقدم خطاط الورشة فنون الخط والتعريف بها، ويكتب اسم الزائر بخط جميل وتزين ليحتفظون بها كتذكار،
بالإضافة للمتجر التراثي. والمسابقات المختلفة، ونقوش الحناء للزوار، والمرسم الحر، وورش الأعمال اليدوية والذي سيتيح فرصة تعلم التلي والخوص، وورشة عمل «ارسم حمدون»، وبيت الخشب، والحلي، والدوران،
بالإضافة إلى الرسم على الرمل، ومصنع الشــمع، بحيث وضعت آلات في عين المكان ليسهر الصغار على صنع شموع بألوان مختلفة تناسب ميولهم، كما يقفون على طريقة الصنع بكل تفاصيلها.
قطار الصيف
يجوب المكان قطار الصيف الذي يزيد المهرجان تشويقا، حيث يقل الأطفال في رحلات خارج بوابة المعرض ليجوب بهم المكان ويختبرون متعة السفر في القطار، مساحات واسعة من المرح والتعليم والترفيه، حيث تتميز فعاليات المهرجان بطرح أفكار علمية وبيئية واجتماعية ورياضية وتعليمية وتراثية بأسلوب ترفيهي شيّق يغني التجربة المعرفية والسياحية والاجتماعية للصغار والكبار. كما يضم المهرجان خيارات تناسب تطلعات الصغار واليافعين من ألعاب إلكترونية وتحديات غرفة الليزر والمتاهة، بحيث يدخل الزائز غرفة مضلمة تملأها المرايا ليخرج من الجهة الأخرى، أما غرفة الليز فيتمثل التحدي بها أن يمر الزائز تحت الخيوط الملونة دون أن تخترق جسمه.
– عن الاتحاد