الفجيرة نيوز- تشارك بلدية الفجيرة في اجتماعات دول مجلس الأطراف الحادي عشر لإتفاقية رامسار والذي يعقد في عاصمة الجمهورية الرومانية بوخارست من تاريخ 6 الى 13 يوليو 2012 وذلك ضمن الوفد الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي يترأسه المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة وفي الوقت نفسه يتبوأ المهندس الأفخم منصب نائب رئيس الجلسات الرئيسية خلال فترة المؤتمر وهي المرة الأولى التي تتسلم فيها دولة عربية هذا المنصب منذ تأسيس اتفاقية رامسار في العام 1971 وذلك تقديرا للمكانة المميزة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة بين دول غرب آسيا في مجال حماية الأراضي الرطبة وإمارة الفجيرة بشكل خاص وذلك منذ استضافة إمارة الفجيرة لورشة عمل الأراضي الرطبة واتفاقية رامسار في العام 2011 وذلك تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة وما كان لهذه الورشة من انعكاسات انجابية على تحسن مستوى أداء اتفاقية رامسار على المستوى الإقليمي من خلال التوصيات التي نتجت عنها بالإضافة الى حرص إمارة الفجيرة على متابعة تطبيق هذه التوصيات عن طريق التعاون مع العديد من المنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها سكرتاريا اتفاقية رامسار في سبيل انجاح هذه التوصيات لضمان استدامة الأراضي الرطبة بخاصة في منطقة شبه الجزيرة العربية .
نجحت بلدية الفجيرة في العام 2010 في إدراج متنزه وادي الوريعة الوطني على لائحة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية ليصبح الموقع رقم 1932 ليثبت للعالم كله أهمية هذا الموقع ليس فقط لدولة الإمارات بل للعالم أجمع , من هنا جاء الاهتمام بهذا المشروع ووضعه على قائمة المشاريع الرائدة في إمارة الفجيرة وذلك في إطار خطة التمية المستدامة لموارد الإمارة . يعتبر متنزه وادي الوريعة الموقع الطبيعي الأخير لدولة الإمارات العربية المتحدة على الساحل الشرقي حيث توجد المياه العذبة على مدار العام وفي منطقة جبلية ملاذا طبيعيا للعديد من الحيوانات المهددة بالإنقراض على مستوى الجزيرة العربية بحسب لوائح الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة كالطهر العربي , النمر العربي والغزال العربي وغيرها العديد من الحيوانات الأخرى والنباتات والأسماك المستوطنة والنادرة. بالإضافة الى الأهمية الإحيائية لوادي الوريعة فإن الوادي كان ومازال يحتضن العديد من الأنشطة والممارسات التقليدية والتي مازال أهل المنطقة يتوارثونها جيلا بعد جيل كجمع العسل والنباتات الطبية.
حرصت بلدية الفجيرة على الاستفادة من خبرتها المتراكمة في السنوات الماضية في مجال حماية الأراضي الرطبة على رفع مستوى الوعي بأهمية هذه الأنظمة الإحيائية على المستوى الإقليمي حيث قامت بلدية الفجيرة وبتعليمات من المهندس محمد سيف الأفخم بتبني وتطوير أول برنامج تدريبي باللغة العربية حول إدارة الأراضي الرطبة وفق معايير رامسار وذلك خلا الاجتماعات التحضيرية لدول مجلس الأطراف في الجمهورية الأندونيسية خلال العام المنصرم ليصبح هذا البرنامج أداة فعالة في المستقبل تستخدمها الدول العربية في تطوير إمكانياتها وتسخير قدراتها المحلية في إدارة أراضيها الرطبة بشكل مستدام ومنسجم مع المعايير الدولية , يحاكي البرنامج أنماطا مختلفة لإدارة الأراضي الرطبة في بيئات مختلفة كبيئة الوديان والسبخات والواحات والتي تعتبر من أحد أهم أنماط بيئات الأراضي الرطبة الداخلية في منطقة غرب آسيا , يفترض الانتهاء من تطوير هذا البرنامج قبل نهاية العام الحالي ويحظى باعتماد العديد من المنظمات الدولية ذات الصلة على المستوى الدولي.
من هنا جاءت مشاركة بلدية الفجيرة ضمن الوفد الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الحدث الهام والذي يعقد كل ثلاثة أعوام ليتيح للدول الأعضاء فرصة تبادل الآراء وتبني قرارات جديدة تزيد من فعالية أداء الاتفاقية وتطبيقها على مستوى العالم حيث وصل عدد الدول المنضمة لاتفاقية رامسار هذا العام الى مائة واثنين وستون دولة وعدد مواقع رامسار على مستوى العالم 2040 موقعا تحتل مساحة وقدرها حوالي 194 مليون هكتار من الأراضي الرطبة.