فضيلة المعيني
في رحلة جميلة لا تستغرق طويلا عبر شارع الشيخ زايد في دبي إلى العاصمة أبوظبي ، مرورا بشارع الشيخ مكتوم بن راشد لا ينقطع الجمال الذي تنسجه المشاريع العملاقة طوال الطريق ، فمن مدن جديدة و مراكز حديثة و مرافق ترفيهية .
فجسر المقطع الذي يدخلك إلى مدينة أبوظبي يطل جمال آخاذ يأسر المشاهد بمآذنه الشاهقة و بياض يلف المكان و مشاعر جميلة تقود تلقائيا إلى حيث المهابة و الروحانية إلى جامع الشيخ زايد لينطق القلب قبل اللسان رحمة الله عليك وغفرانه يا زايد .
مشاعر يعجز اللسان عن وصفها في ذلك المكان الذي كل شيء فيه ينطق بالجمال و النظام و العناية الفائقة التي يبديها القائمون على أمر هذا الجامع ليس به وحده ، بل بآلاف المصلين و الصائمين حيث تتجلى الخيام البيضاء الكبيرة المكيفة تملأ ساحات المسجد في نظام نصبت من أجل إفطار الصائمين.
الحديث هنا ليس عن روعة المكان ، و عن التحفة المعمارية النادرة ، بل عن جهود تتنافس على خدمة ضيوف الرحمن في هذا المكان فتسهل عليهم العبادة و الطاعة .
من يزر جامع الشيخ زايد خلال هذه الأيام يذهل لرؤية لوحة جميلة تزينها ألوان التعاون و التنسيق بين الجهات التي تظهر بوضوح و كأنها تتنافس لتنال الدرجة الكاملة في خدمة الجماهير التي تفد إليه ، من ذهب إليه زائرا سريعا فهو سعيد ، و من أراد البقاء قرب الجامع لأيام فالفنادق عديدة ، بعضها لا تبعد عن الجامع أكثر من كيلو متر واحد فقط .
أما التسهيلات التي تقدمها الجهات المختلفة و تظهر تضافرا جميلا للجهود فتبدأ من الطرق الممهدة أمام الزوار من خلال بوابات الجامع ، عبر لوحات إرشادية تبين ممرات الدخول ومنافذ الخروج ،والخيام اصطفت في تناسق تام ، وحافلات النقل العام تصطف في ساحة كبيرة على أحد جوانب الجامع ، والهلال الأحمر كعادتها لها حضور لافت ،وحاويات القمامة و والنفايات لا تدع مجالا لورقة تبقى خارجها ، عمال النظافة منتشرون ، وسائل أمن و سلامة المصلين و الصائمين مؤمنة و مستعدة لأي طارئ ، و عشرات الأشخاص في خدمتهم .
يرفع المؤذن الآذان لتبدأ في الأرجاء حركة لا تهدأ طوال اليوم، ينتهي الصائمون من أداء صلاة المغرب، يبقون في أماكنهم، قليلا وتبدأ الأفواج تفد إلى الجامع استعدادا لأداء صلاة العشاء والتراويح والشفع والوتر ، ويالها من أوقات تأخذ الانسان من كل شيء ليبقى في رحاب الله.
أيام تزداد بهجة بمن قدموا إلى البلاد محلين ضيوفا كراما على الدولة ورئيسها وشعبها ليحيوا ليالي رمضان مع علماء و شيوخ علم أجلاء من المواطنين والمقيمين . ترتفع الأصوات فلا تكاد بقعة مهما صغرت ومهما بعدت إلا و تشع خيرا و نورا و بركة تلف سماء و فضاء هذه الأرض ، و تصبح المنابر ساحات للتضرع و طلب الرحمة و المغفرة
– البيان