ميساء راشد غدير

أصبحت الإشاعات للأسف هواية، يحترف بعض الأفراد في المجتمع الترويج لها وتناقلها، دون أن يدركوا مخاطر ما يقدمون عليه، خاصة في الإشاعات التي يكون موضوعها أمن وسلامة الآخرين، وهو ما نشعر به كلما قرأنا رسائل نصية يتناقلها البعض من خلال التويتر أو عن طريق البلاك بيري والآي فون ووسائل الاتصال الأخرى، آخرها كان يوم الجمعة الماضي، حيث وصلت الكثيرين منا إشاعة مفادها وقوع مشاجرة بين مجموعة من الشباب في إحدى المناطق السكنية بأسلحة بيضاء كالسيوف، أدت إلى مقتل عدد منهم وإصابات بليغة لآخرين.

من قرأ هذه الرسالة يتصور أن هذا الحدث وقع في ولاية شيكاغو مثلا أو في مناطق أخرى في العالم عرفت بانتشار هذا النوع من الأسلحة، وبهذا النوع القاتل من المشاجرات، ليس لأننا نبرئ ساحتنا من مشاجرات شباب كانت ومازالت تقع ويمكن أن تقع في أي مكان، ولكن لأننا ندرك أن أموراً كهذه لو وقعت لا بد وأن إعلاناً رسمياً من الجهات الأمنية المعنية سينشر دون تعتيم، لأنها قضايا أمنية ولا بد من محاسبة المتورطين فيها، وإلا لما كنا من أكثر الدول في العالم أمناً واستقراراً.

فور انتشار الرسالة، وبسبب حالة القلق التي انتابت الأهالي، لاسيما الأمهات، بسبب غياب أبنائهم في تلك الساعة مع رفاقهم في نزهات برية، سارعنا لمتابعة موقع القيادة العامة لشرطة دبي على تويتر لأنه الأسرع لمعرفة صحة ما تناقله الناس، فوجدنا الشرطة تنفي الخبر، لتثبت فيما بعد أن المشاجرة كانت عادية ولم ينتج عنها إلا ثلاث إصابات بسيطة جداً، نافية كل ما هو خلاف ذلك.

انتشار الإشاعات الأمنية عن مجتمعنا المحلي، بواسطة أفراد لا يتحرون الدقة والموضوعية في ما ينقلونه، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومساعدتهم من خلال إعادة إرسال ما نشروه، أمر سلبي للغاية يمس الأمن الاجتماعي، ويمس أداء مؤسساتنا الأمنية التي تبذل كل جهدها على جميع الصعد، للحفاظ على أمن واستقرار الوطن وأهله والمقيمين فيه، ومن المفترض تتبع مروجي هذه الإشاعات وتوعيتهم بمخاطر الإقدام على أفعال كهذه. فمن تجرأ اليوم واختلق إشاعة من هذا النوع، مصوراً أن هذا النوع من الأسلحة متاح ويمكن استخدامه لحد القتل، قادر على خلق إشاعة أخرى غداً، أكثر حساسية تمس أمننا الاجتماعي وتقلق بالنا المطمئن.

الكلمة أمانة، والمفترض عدم ترك أمثال هؤلاء يعبثون بأمننا وراحة بالنا دون توجيه، وعلينا جميعاً أيضاً، قطع الطريق على مروجي مثل هذه الإشاعات

– البيان