راشد الزعابي

في أعقاب مباراة ميلان ونابولي ضمن الدوري الإيطالي تعرض المهاجم ماريو بالوتيلي للطرد، ونظراً لما تضمنه تقرير المباراة من إدانة لبالوتيلي بسبب سلوكه وإهاناته وتصرفاته تجاه حكم المباراة، قررت رابطة الدوري الإيطالي إيقاف اللاعب ثلاث مباريات، ولم يستوقفني حجم العقوبة ولا مسبباتها، ولكن استوقفني توقيتها وسرعة اتخاذها، حيث صدرت بعد 15 ساعة من نهاية المباراة.

يذكرني هذا الخبر بقصة مشابهة حدثت في أحد الاتحادات الكروية، اجتمعت فيه لجنة الانضباط على الفور بعد انتهاء مباريات الجولة “وعلى الفور” في هذا الاتحاد لها مقاييس مختلفة عن “على الفور” في اتحادات أخرى، ولكنها لا تقل عن ثلاثة أيام في أفضل الظروف، وهذا إذا لم يكن أحد أعضاء اللجنة منشغلاً في شؤونه الحياتية وعضو آخر مشغولاً في ظروفه العملية وعضو ثالث في حياته الأسرية أما الرابع فمع “الربع” في رحلة بحرية.

المهم أن تجتمع متأخراً خير من ألا تجتمع ولا نريد تحميل أعضاء هذه اللجنة مسؤولية التأخير، فقد تأخرت أيضاً التقارير، لأن اللجنة الأخرى المناط بها إعدادها انتظرت 48 ساعة قبل أن ترسلها، وتشير الشائعات الى أن سر التأخير يكمن في ترجمة هذه التقارير من العربية إلى الإنجليزية حتى يقوم المدير الأجنبي بالتصديق عليها ومن ثم اعتمادها، ثم إعادة ترجمتها من الإنجليزية إلى العربية تمهيداً لإرسالها.

المهم لا يجب أن نصدق الشائعات فمعظمها يكون مغرضاً وبسوء نية، وكما يقول المثل إن ترسل متأخراً خير من ألا ترسل، وأرسلت التقارير في الصباح وتسلمها “المرسل إليه” في المساء، ويقال إنها أخذت وقتاً طويلاً لأن الناقة التي كانت تحملها ضلت الطريق واتجهت إلى مضارب قبيلة أخرى، كما توقفت القافلة للراحة ولتناول القهوة الأميركية من أحد مقاهي “تيم هورتنز”.

تسلمت الأمانة العامة التقارير، وقديماً قالوا إن تتسلمها متأخراً خير من ألا تتسلمها، ثم قامت بإرسالها إلى اللجنة المعنية التي اجتمعت على الفور بمجرد استلامها، “وعلى الفور” هنا تساوي “يومين” بحساب الزمن، وسلمت الأمانة التقارير للجنة المعنية، وأقفلت أبواب الاتحاد لتذهب في إجازتها الأسبوعية، ولم تنس أن تترك منفذاً لخروج أعضاء اللجنة ولكنها نسيت أن عليها الإعلان عن القرارات، ونسيت أن هذا يخل بميزان العدالة لأن هناك أطرافاً ستستفيد من تأخير الإعلان عن العقوبة، وأطرافاً أخرى ستتضرر، وهذه القصة أسردها بعد أن ذكرني بها موقف الاتحاد الإيطالي مع عقوبة بالوتيلي ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولكن أين جرت أحداث هذه القصة ومتى؟، بصراحة لا أتذكر.

الإتحاد