محمد الجوكر

*يعجبني في رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي، جهوده وتحركاته، منذ أن تولى مهمة الرئاسة الكروية في عمان، قبل سنوات، وحقق نجاحات كبيرة أبرزها فوز عمان بكأس الخليج لأول مرة، وهو يسعى دائماً إلى إقناع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) باعتماد دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، ضمن الروزنامة الدولية خلال اجتماعها في الثالث والرابع من أكتوبر المقبل.

ويتضمن جدول أعمالها أيضاً، طرح موضوع توقيت مونديال قطر 2022، مع احتمال اتخاذ قرار بنقله إلى الشتاء لصعوبة إقامته في فصل الصيف، بسبب الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة، وبكل صراحة، لدينا رغبة حقيقية، باعتماد الدورة في الأجندة الدولية، لأنها ساهمت في تطوير كرة القدم بدول المنطقة، والمطلب الشرعي يزداد مع تنظيم الإمارات نهائيات كأس العالم للناشئين قريباً.

ولابد أن نجد آليات مناسبة لحمايتها وتطويرها، خصوصاً في ظل مشاركة عدد من اللاعبين الدوليين الأجانب، حيث يغيبون عن مباريات دورياتنا بالمنطقة، لالتزامهم مع منتخبات بلادهم، وفق موافقة «فيفا»، ونحن ننفذ ما يريدونه، فلماذا لا يوافقون على طلبنا المتكرر والدائم؟

في ظل ازدحام البطولات، ومما لا شك فيه أن دورات كأس الخليج العربي، تعد واحدة من أهم البطولات القارية، لأنها ذات طابع خاص، تجمع ما بين دول الخليج العربي المتشابهة في كل شيء، ويحرص كل أبناء المنطقة على متابعة البطولة، التي تمتلك كل مقومات النجاح، فقد فرضت نفسها على الساحة، ولفتت إليها الأنظار بشدة، خاصة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويشهد رئيسه جوزيف بلاتر بنفسه على ذلك من خلال حضوره حفل الافتتاح وتكريمه من قبل اللجان المنظمة.

ومن هنا نأمل أن نقدم جلسة اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية، والذي كان مقرراً يوم 5 أكتوبر وتأجل إلى يوم 8، وأرى أن نلتقي ونتباحث في شؤوننا، خاصة وأن هناك قضة أخرى طرأت تسبب فيها الاتحاد الدولي، بإلغاء كلمة الخليج العربي من موقعه ومحاولة تبديل مسمى البطولة إلى دوري الخليج الفارسي، وهذا أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأنه يتعلق بنا جميعاً في المنطقة، ولا يخص دولة بعينها، ونرفع عملاً وتصوراً جماعياً مشتركاً، خاصة في ظل التداعيات المترتبة أيضاً، بنقل كأس الخليج من البصرة إلى جدة.

فقد أصبح الأمر لا يدع مجالاً للتعاطف والشك، فالاستقرار والأمان أهم ملتزمات أي حدث رياضي، فما بالكم بعرس خليجي كروي، يحضره الآلاف من أبناء المنطقة، نريد أن نأخذ القرار بشجاعة، ونترك الجانب العاطفي على جنب، هذا مصيرنا، ولا نقبل أن تتلاعب بنا العواطف، وكفاية قلناها عشرات المرات «اتركوا المجاملات».

*اليوم نحن في مرحلة مهمة من العمل الرياضي، فكأس الخليج العربي، تستحق أن تكون ضمن الروزنامة الدولية، لأنها تمتلك كل المقومات، ولن تصبح دولية، إلا إذا توحدنا برؤية واحدة، لتعتمد البطولة دولياً، فهي تحظى بنسب مشاهدة عالية، كما أنها تحظى بأسماء جميلة بعد أن أصبح العالم في جيبك، وبالتالي فهي لا تقل أبداً بأي حال من الأحوال عن نظيراتها الأخريات.

ومن هنا يجب على اتحاداتنا الوطنية أن تدفع بقوة نحو هذا التوجه وتسخر وتضع كل إمكاناتها عبر تنسيق موحد وننسى خلافاتنا وتداعيات انتخابات كوالالمبور، وقد طويت الصفحة ونحن أمام تحدٍ جديدٍ، وهو أن تصبح بطولتنا الإقليمية، بطولة دولية ذات بعد دولي حالها حال البطولات القارية الأخرى وتصبح أكثر انتشاراً واتساعاً وهو ما يصب في النهاية في مصلحة الكرة الخليجية، دعواتي وأمنياتي أن يتحول هذا الحلم إلى حقيقة، كما حققت الدوحة الحلم الأكبر بتنظيم واستضافة مونديال 2022.. والله من وراء القصد.