هذا العلم، هذا الشدو والنغم، هذا الحلم والنعم، هذا قماشة التاريخ الملونة، ببريق الأحداق، ورقيق الآفاق، هو السر والنحر، هو الفجر والبدر، هو الصدر والقدر، هذا العلم الذي نراه في جباه الصغار ملوناً ببراءتهم وطموحاتهم، وابتساماتهم الشفيفة، هذا العلم الذي نقرأه في عيون رجال عاهدوا الله، أن يصونوا الأمانة، وأن يضعوا السارية، عظماً لساعد ووتداً لقواعد، وجناحاً يهفهف على الجبين اللجين، ويخفض الظل على أرض العاشقين.. هذا العلم، رفرفة ونبضة غارفة، وقبضة نازفة، وعين طارفة، ووجنة قاطفة من سماحة النهار، ولألأة نجوم الليل.
هذا العَلَم، لحن الهوى، وبهجة العشاق، هذا العلم تاريخ ميلاد، ونخوة رجال، زخرفوا الحياة بألوان طيف وخضرة الشجر، هو قدرة النخل على تسلق أدراج الريح، واعتلاء ضوء القمر، ومنافحة النجوم والغيوم.
هذا العَلَم، من نسيج الحرائر، وأنفاس الذين صنعوا التاريخ، لأجل أن تصبح الإمارات كوكباً ومنكباً، وسحباً وصخباً، وخصباً، لأجل الإنسان وشموخ البنيان ووضوح البيان. هذا العَلَم، قصيدة الإمارات الفريدة، وعقدها النضيد، وسوارها العتيد، ومجدها المجيد، وصوتها المرفوع دوماً، أنشودة الخلود.. هذا العلم، الحب والعلامة، والصهوة والشهامة، هو كل ذلك بل أكثر، وأجدر أن يكون في السماء نجمة، وفي الأرض خيمة تحن الذين نستظل بظلها ونستنير بنورها.. هذا العلم، نكبر وبنا تتسع حدقاته، هذا العلم، الحارس والنابس والقابس، هو النورس، القاطف من القلب حبات اليقظة، الرابض في أحشاء الكون رأساً ومتراساً.
هذا العلم، الجذل والعدل، والنهل والسهل والبذل، والقُبَل، هذا العلم قدرتنا الفائقة في استقطاب الطاقة الإيجابية، هو مكانتنا وموقعنا، على كرة الأرض، المفعمة بخطوط الطول والعرض، وخطنا في الكون حب بلا تمييز، وعلاقة ترتفع بالإنسانية نحو الشفافية، والعدل والمساواة، والانحياز دوماً إلى الخير، ولا حياد عن الانتماء إلى الآخر إنسانياً.. هذا العلم، علاقتنا في الكون، أننا كالنخل لا نبخل في البذل، ولا تتهاون عن بث الظل على أرض البسيطة، هذا العلم، قدرتنا في الشموخ والرسوخ، وتجذير الهوى، عشقاً كونياً، لا تحده حدود، ولا تصده سدود، ولا تعطله كؤود، ولا يكبحه جحود، هذا العلم، في البدء فصل وفي المتن بذل، وفي القمة نهل، وفي المجمل عنايتنا وغايتنا وحمايتنا، هو قوسنا، وقبسنا، هو العَلَمُ والعِلْمُ والقَلَمُ..
الاتحاد