شهدت قاعات وأروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب في يومه الثاني “الخميس”عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، فيما تواصلت فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، حيث شهد سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، مساء أمس الأول، الندوة التفاعلية لرئيس جمهورية الهند السابق الدكتور أبو بكر زين العابدين عبدالكلام بعنوان “الصعود على أجنحة من نار” التي أقيمت في قاعة الاحتفالات في مركز إكسبو الشارقة.
وعبر عبد الكلام عن سعادته لوجوده في دولة الإمارات وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، حاضنة الثقافة والأدب التي تزخر بالمحافل العلمية والثقافية من مدارس وجامعات، بالإضافة إلى تبنيها العديد من المعارض الثقافية والعلمية، داعياً أبناء الجالية الهندية في الدولة للاستفادة من الفرصة المتاحة لهم لارتياد معرض الشارقة الدولي للكتاب والاطلاع على أحدث ما كتبه العلماء في المجالات العلمية والثقافية كافة، والتزود بالعلم الذي هو أساس تقدم الشعوب والأمم.
كما حث عبدالكلام الآباء والأمهات على أن يكون في كل بيت مكتبة مما يخلق لديهم نوعاً من الوعي الثقافي، ويتيح لأبناء الأسرة الواحدة مناقشة الأفكار والرؤى في المجالات المختلفة، لافتاً إلى أهمية أن يعطى الطفل الحق في اختيار الكتاب الذي يراه يتناسب مع ميوله الفكري.
وتطرق عبدالكلام في حديثه إلى مراحل حياته المبكرة؛ من الحياة البسيطة التي عاشها ومرحلة تعليمه ومثابرته التي أدت به لقيادة الهند نحو أبحاث الفضاء والبرامج النووية الصاروخية كمدير لبرامج الصواريخ الهندية، ووصولاً به في نهاية المطاف ليصبح الرئيس الحادي عشر لجمهورية الهندـ مؤكداً أن العلم هو الوسيلة للوصول إلى أعلى المراتب، وأن ما وصل إليه من المكانة المرموقة هو نتاج المثابرة والجهد والتعلم.
حضر الندوة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحشد كبير من أبناء الجالية الهندية في الدولة.
ريادة لبنانية
وفي ملتقى الأدب تحدث ناصر عاصي و فادي تميم عن “صناعة الكتاب والمعارض في لبنان” ضمن برنامج الفعاليات المخصصة لضيف شرف “الشارقة للكتاب”، حيث أكد رئيس لجنة الإعلام في اتحاد الناشرين العرب، الناشر اللبناني ناصر عاصي، ومدير دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع في بيروت، ضرورة دعم صناعة النشر في الوطن العربي، من خلال تذليل العراقيل والصعوبات التي تواجه دور النشر، وتخفيض رسوم مشاركتها في المعارض، مشيداً بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في هذا المجال عبر مشروع مكتبة في كل بيت، الذي أمر به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وينفذه مشروع “ثقافة بلا حدود”، وكذلك “منحة الترجمة” التي يقدمها معرض الشارقة الدولي للكتاب بدعم من حكومة الشارقة، إلى جانب مشروع كلمة للترجمة في أبوظبي، الذي أصدر حتى الآن حوالي 770 كتاباً من أكثر من 13 لغة. وقال في ندوة “صناعة الكتاب والمعارض في لبنان” التي شارك فيها إلى جانبه فادي تميم، رئيس النادي الثقافي العربي – الجهة المشرفة على تنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب: “نحن شعب عاش تاريخاً مع الكتاب، فأصبح له خبزاً، وأرضعتنا أمهاتنا الحليب حبراً، وصنعنا الكتاب فكان للبشرية علماً”. وسرد عاصي في مستهل حديثه جوانب مختلفة من تقنيات صناعة الكتاب، التي أكد أنها من الأمور التي يجب أن يعرفها الناشر ويهتم بها، مشيراً إلى أن هذه الصناعة “تتطلب تضافر جهود أطراف عدة، تشمل المؤلف والرسام والمصمم والمخرج، إضافة إلى ناشر متخصص يتمتع برؤية واضحة وقدرة على توفير الأدوات اللازمة لإنتاجه”. ورأى أن هناك عناصر كثيرة يتوقف عليها ظهور الكتاب، كمنتج ثقافي، من أبرزها “الغلاف الأمامي الذي يعتبر دافعاً أساسياً لاقتناء الكتاب، وكذلك الغلاف الخلفي الذي يتضمن نبذة تلّخص مضمونه أو محتوياته، والبنط المستخدم في الكتابة، وما يرافقها من رسوم وألوان، إلى جانب نوع الورق وقياسه الأساسي، ومرحلة التجليد التي تعتبر فناً رئيسياً من فنون صناعة الكتاب”.
واستعرض عاصي محطات تاريخية تؤكد شغف اللبنانيين بطباعة الحرف العربي، ومن أبرزها إرسال نعوم مكرزل، صاحب جريدة “الهدى” اللبنانية، الصادرة بالعربية في نيويورك، لمطبعة حديثة إلى بيروت عام 1924، واستقدام المهاجر اللبناني إلى البرازيل سليم بالش، في نهاية القرن التاسع عشر، لمطبعة من ألمانيا إلى مدينة ساو باولو خصيصاً، من أجل طباعة جريدة “الفيحاء” التي أصدرها هناك عام 1898. من جانبه، تطرق فادي تميم، رئيس النادي الثقافي العربي في بيروت، إلى الدور الريادي لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب منذ تأسيسه عام 1956، والذي يعتبر واحداً من أهم معارض الكتب، لا من حيث الحجم، بل لانفتاحه المشهود على مختلف المنابع الثقافية والرؤى الفكرية، حيث يُعتبر المعرض ملتقىً لجميع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم ومناطقهم، وظل على الدوام عنصر توحيد وتواصل مع أطياف المجتمع كافة. وأشار تميم إلى أن معارض الكتب في الوطن العربي تساهم في إضفاء كثير من النشاط والحيوية على حركة الثقافة بشكل عام، كما تعمل على تفعيل التواصل الثقافي العربي المشترك، وتطعيم الوجدان العربي بالمزيد من الحيوية واليقظة، حيث تُصلح الثقافة ما يتركه القصور السياسي من سلبيات.
وأعرب رئيس النادي الثقافي العربي عن تقديره الكبير للدور الذي يلعبه معرض الشارقة الدولي للكتاب، في خدمة الثقافة العربية، وتفعيل التواصل العربي بين الأشقاء، مؤكداً أن اختيار لبنان ضيف شرف للدورة الثانية والثلاثين من المعرض يعكس تكريم دولة الإمارات العربية المتحدة للبنان، الذي يحرص أن يظل على الدوام موطناً للإبداع العربي في الفكر والأدب والثقافة، والانفتاح الرحب على كل مصادر ومنابع الثقافة العربية والإنسانية المعاصرة.
كتب وتواقيع
من جهة ثانية بدأت حفلات توقيع الكتب في المعرض، وشملت عدداً من الكتاب والمؤلفين في مختلف مجالات الثقافة والإبداع، وأقيمت في “ركن التواقيع” وفي أجنحة بعض الدور المشاركة في المعرض. استهلت حفلات توقيع الكتب، مع الدكتور منير طه، الذي وقع كتابه “الكشف عن الأبجدية الأولى لتاريخ الإمارات” الصادر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ووقع الأديب الإماراتي إبراهيم الهاشمي كتابه “الشاعر مبارك بن حمد العقيلي” الصادر عن مؤسسة العويس الثقافية ضمن سلسلة “أعلام من الإمارات”، ووقع الكاتب والقاص الإماراتي عبد الرضا السجواني كتابه الجديد “رؤى في الثقافة والإبداع” الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، كما وقعت الشاعرة العراقية أمل الجبوري ديوانها “أنا والجنة تحت قدميك” الصادر عن دار الساقي، كما وقعت الكاتبة الأردنية نبيهة عبد الرزاق روايتها “ابنة السفير” الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، ووقع الكاتب السوري إياد محفوظ مجموعته “مفترق الحلم” الصادرة عن منشورات ضفاف.
وفي جناح دار كُتاب للنشر والتوزيع، وقعت الكاتبة الإماراتية علياء الحزامي روايتها Alatash وهي أول رواية تصدرها الدار باللغة الإنجليزية، كما وقع الكاتب الإماراتي محمد خميس مسرحيته الصادرة عن ذات الدار تحت عنوان “موعد في الشمس”.
زياد جيوسي يوقع «أطياف متمردة»
يوقع الكاتب زياد جيوسي في السابعة مساء اليوم “السبت”، في جناح دار فضاءات، كتابه “أطياف متمردة”، ويسبق حفل التوقيع أمسية للجيوسي حول “التراث بوصفه حافزاً” في قاعة ملتقى الكتاب. “أطياف متمردة”، الصادر عن دار فضاءات في 212 صفحة من القطع المتوسط هو، بحسب ما يقول صاحبه، وجدانيات وخواطر نزفت عبر عصور، اخترت منها من دون تحديد هذه المجموعة التي ضمها الكتاب، كتبت عبر زمان طويل، هي بوح الروح للروح، فأطيافي المتمردة هي رحلة البحث عبر الزمان عن المرفأ، عن الوطن والحب والجمال هي ذاكرة كتبتها عبر الزمان، بين عمان الهوى والحب، وبين رام الله العشق والجمال، تمثلت بها عمان ورام الله كأجمل النساء، وتمثل الحب بأجمل المدن، فيها تمثلت المعاناة خلال إقامة جبرية، استمرت قرابة الأحد عشر عاماً في رام الله من دون مغادرة، كنت خلالها أواصل البحث في وطني عن وطن أحلم به.
برنامج اليوم السبت 9 نوفمبر 2013
نورة النومان
صنع في الإمارات
المكان: ملتقى الكتاب
الزمان: 7:15 مساء
تركي الدخيل – إبراهيم عيسى
المكان: قاعة الفكر
الزمان: 7:15 مساءً
حبيب الصايغ – زاهي وهبي
المكان: قاعة الاحتفالات
الزمان: 7:15 مساءً
ندوة: خليل الجيزاوي
المكان: ملتقى الكتاب
الزمان: 7:15 مساءً