راشد الزعابي
يبدو أن الفيلم سيستمر طويلاً، وكلما ظننا أننا وصلنا إلى المشهد الأخير فاجأنا السيد بلاتر وجماعته بالجديد والمثير، فقد أعلن جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم أن بطولة كأس العالم 2022 والمقررة إقامتها في الدوحة لن تقام في الصيف بسبب ظروف الطقس الحار وستقام في الشتاء.
وكما جرت العادة في نهاية كل مشهد من هذا الفيلم، وكلما قدم «الفيفا» مقترحاً بهذا الخصوص، بدأت ردود الأفعال المتباينة تتوالى من الدول والدوريات المختلفة، ما بين رفض واستنكار وتنديد، وما بين موافقة وترحيب وتأييد، أما هنا فلا جديد، ولو حتى من باب التقليد، ففي مثل هذه الأمور، يكون الصمت هنا مطبقاً مثلما صمت القبور، فليس لنا ناقة ولاجمل، ولا رأي ولا شور.
مثل هذه القضايا الحيوية ينشغل بأخبارها العالم بأسره، أما هنا فيا حسرة، نكون أشبه بجماهير مباريات التنس نقلب أعيننا يميناً ويساراً، فلا حول لنا ولا قوة، أو بالعامية المصرية «مالناش دعوة»، دعوا الخلق للخالق، أقيم المونديال في الشتاء أو الصيف ما الفارق؟، وقبل ذلك ما الهدف؟، فنحن نحب ألا نختلف، نؤمن دوماً برأي الجماعة، ولذلك في كل اجتماع، أغلب قراراتنا تكون بالإجماع.
أن يقام المونديال في الشتاء أو الصيف ليس بالشيء المهم، فنحن لا نهتم، لأننا لسنا مثلهم، وحاشا لله أن نكون أقل منهم، فكما هو معروف، نحن معتادون على اللعب في كل الظروف، وعندما أقول نحن فأنا أتكلم عن كل دول الخليج، وكل الشكر لكأس الخليج، تلك البطولة التي أشبعناها فوضى فليس لها أجندة ثابتة ولا تقام في موعد منتظم، وسواء أقيمت في أول أو منتصف أو آخر الموسم، ليس بالشيء المهم، ففي اتحاداتنا الخليجية، ليس للمسابقات هيبة ولا قدسية، وليس لجدولة الدوري تلك الأهمية، ومع ذلك يقال إن اتحاد الكرة لدينا في صدد الإعلان عن خطة طويلة المدى واستراتيجية.
والأمر الآخر هو أن اتحاداتنا الخليجية على كل حال، لا تعول كثيراً على موعد المونديال، والأسباب عديدة أهمها أنه يقام بعد ثماني سنوات بالتمام والكمال، فلماذا الاستعجال؟، فلينتظروا إذن ساعة الجد، وليؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، وليتأكدوا أولاً أنهم سيحافظون على مقاعدهم عندما يحين ذلك الموعد، ثم لنعرف هل سنتأهل إلى كأس العالم، أو لا نتأهل قبل أن نحدد، وطالما أن العجلة من الشيطان لماذا العناء؟، فكل شيء لدينا سواء، أو كما غنت فيروز بتصرف «حبيتك في الصيف، حبيتك في الشتاء».
الاتحاد