مواصلة لفعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ،نظمت اللجنة العليا للمهرجان صباح اليوم بفندق مريديان العقة ندوة بعنوان ” في فكر الراحل الشاعر الاردني عاطف الفراية ” مؤلف نص ” البحث عن عزيزة سليمان ” الحائز على المركز الاول في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما والذي توفي قبل انطلاقة المهرجان بفترة قصيرة ، بعد سنوات أمضاها مشاركاً فاعلاً في المشهد الثقافي فيها.حضر الندوة المهندس محمد سيف الافخم مدير المهرجان ونخبة من الباحثين والفنانين والنقاد الى جانب جمع غفير من الصحفيين والاعلامين والجمهور . أدار الندوة الكاتب والناقد العراقي عزيز خيون الذي ابتدر الحديث حول حياة الراحل ودوره في تنشيط الحراك الثقافي في الوطن العربي ،وشارك في الندوة كل من هاشم غرايبة وحسين نشوان وامل المشايخ زوجة الراحل و الفنان الاماراتي عبد الله راشد .
وتحدث المشاركون عن حياة الاديب الراحل الاردني عاطف الفراية وعلاقتهم به من جوانب عدة. حيث تحدث الكاتب الاردني هاشم غرايبه عن الابداع المسرحي عند الراحل وموهبته الادبية وعلاقتة بالفنون والاداب عامة وبالمسرح خاصة. وقال إن الراحل الفراية من خلال مسيرتي الحياتيه معه كان يؤكد دائما على ان تكون المسارح فضاءات للحوار الثقافي الخلاق ، والمدافع عن هوية المجتمع الثقافي ، والمحرك لقوى المجتمع . واضاف : ان عاطف الفراية ابن الاردن الذي نضجت تجربته الابداعية على تراب الامارات العربية المتحدة وبين ناسها وانتمى اليها بروحه وابداعه ، قدم للمسرح نصوصا مميزة بشغبها الجميل وانحيازها لقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
واشار الى انه لم تكن غالبية اوسمة الراحل المبدع قد جاءت مصادفه من الامارات فقد فاز بجائزة الشارقة للابداع العربي ، الدورة الرابعة عن مسرحية ” كوكب الوهم ” عام 2000 وجائزة جمعية المسرحيين بدولة الامارات للتاليف المسرحي عام 2003 عن مسرحية ” اشياء وطاولة ” وفاز بجائزة الابداع في جوائز ناجي نعمان العالمية عام 2007 وفاز بجائزة المسابقة الدولية للمونودراما التي تنظمها هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام عن مسرحية ” البحث عن عزيزة سليمان ” عام 2013 .
وتحدث غرايبة عن محاولة الكشف عن الضمير الجمعي عند الكاتب وتوقه للحرية والعدالة والكرامة عبر سيميائية النص في كتابات عاطف الفراية المسرحية من حيث ان الكتابة المسرحية هي ثابت ومتحول .
وكشف غرايبة ان المسرحي عاطف الفراية تتداخل عند شخصياته الاماكن والازمنة والسرد والحوار والرد المنعكس على ذات الشخصية المسرحية . حيث نجد عبر نصوصه في مواجه دائمة مع ذاته ونقده المشاكس لسكون الواقع مع تواري الصوت الاحادي لصالح الصوت المبهم الذي يجمع الشخصي مع اللاشخصي من خلال شخصياته المسرحية .
من جانبه تحدث الاستاذ حسين نشوان خلال الندوة عن مجموعة من قصائد الراحل عاطف الفراية التي كتبت ضمن مرحلة عاصفة بالاحداث والمتغيرات السياسية ومنها 🙁 معاهدة السلام واحتلال العراق والعولمة وتداعيات الربيع العربي) .
واوضح ان غالبية قصائد الراحل الفراية قد كتبت تحت تأثير غربة المثقف المكانية والزمانية كما ا ن الراحل لم يكن يتعاطى مع الشعر /القصيدة بوصفها الوسيلة الوحيدة للتعبير فحسب بل يتعامل مع النص بوصفة مختبرا للتجربة الانسانية ووعاء تأمل الوجود ومنصة جدل الافكار وبوتقة اختبار امكانيات اللغة وقدرتها على التجدد ، وسبر غور التراث ووسيلة لهندسة التلقي .
واشار نشوان الى ان قراءة التجربة الشعرية عند الراحل عاطف الفراية تتطلب الذهاب الى منهج متوازي يقارب بين المناخات الفنية للقصيدة والمناخات الثقافية والفكرية المحيطة .
الفنان الاماراتي عبد الله راشد تحدث في الندوة عن العلاقة الحميمة والصداقة الاخوية التي تجمعة مع الراحل عاطف الفراية مؤكدا عشق الراحل الى المسرح وكتابة القصص والقصائد والنصوص.
واشار الى ان عاطف الفراية الشاعر والمسرحي والمثقف كان مواظباً على الحضور والمشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجهات والمؤسسات الثقافية العربية والخليجية ، وأن رحيله خسارة للأدب العربي لما تمثله تجربته الإبداعية من قيمة عالية.
وتحدثت الأديبة امل المشايخ أرملة الراحل الفراية عن مراحل حياته منذ أن تعرفا على بعضهما ايام الدراسة الجامعية،مبينة عشقة للشعر وللمسرح وللكتابة ومشيرة الى افكاره النيره في الادب العربي . ثم قرأت المشايخ مقتطفات من بعض القصائد غير المنشورة له ،إضافة الى مقتطفات من مسرحيته “البحث عن عزيزة سليمان”، وهي المسرحية الفائزة بالمركز الأول في النسخة العربية من المسابقة الدولية لنصوص المونودراما، واستذكرت في ختام كلمتها اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاته.
ومن النصوص التي قرأتها المشايخ:
“يا موت ها إني على وتر من المعنى، وأوراقي على ريح من البخور والنارنج والحناء.. يا معنى ترجل من أراجيح السماء… ويا بعيدة لو نزلت لكنت أوصف من خلق رب الكون للمعنى، فها إني وصفتك…” .