الفجيرة نيوز- (ناهد عبدالله)
ناقشت الندوة الثانية التي نظمتها اللجنة العليا لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما يوم السبت 25 يناير الجاري موضوع المسرح العالمي بعنوان (ما تبقى من المسرح: حقائق واتجاهات جديدة) وذلك بفندق المريديان بمدينة دبا الفجيرة بحضور محمد سيف الأفخم نائب مدير المهرجان وعضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بمشاركة مجموعة من الباحثين والمسرحيين الأجانب هم: سافاس باستيليداس مخرج وناقد مسرحي من اليونان وبروفيسور هانس جورج كنوب- مستشار استراتيجي أول في أكاديمية شنغهاي للمسرح من ألمانيا وكولن واتكيز مؤسس مهرجان وجها لوجه للممثل الواحد من المملكة المتحدة وروس مانسون- مخرج مسرحي من كندا وأناتولي فروزين – مخرج مسرحي من أستراليا ود.سون هيوزو وليام – كاتب ومخرج مسرحي وبروفسور ونائب الرئيس سابقا في أكاديمية شنغهاي للمسرح من الصين، وقد أدار الندوة الفنان الإمارتي حبيب غلوم.
وفي افتتاحية الندوة قال غلوم “أود أن أذكر بأن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما هو الفعالية المسرحية الوحيدة التي تعتبر دولية على مستوى دولة الإمارات ولهذا نأمل من المعنيين والمسرحيين من فنانين ومؤلفين ومخرجين أن يستمروا في دعم هذا العمل العملاق، وسابقا كان الكثيرون يجهلون عن مسرح الفرد الواحد لكن المهرجان بجهوده الجبارة جعل المونودراما مصطلحا متداولا بين الناس”.
وتحدث بعد ذلك سافاس باستيليداس المخرج والناقد المسرحي ،معربا عن شكره إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وإلى القائمين على المهرجان لاتاحة الفرصة له ليكون بين كوكبة من المسرحيين من مختلف الثقافات.
وقال سافاس “إن المهرجان تطرق للعديد من القضايا المهمة وبجرأة مسؤولة مثل قضية تهميش المرأة والجنس، وأعتقد أن اعطاء المسرح هذه المساحة الكبيرة للتعبير هو دليل وعي ثقافي كبير، خاصة أن القضايا تطرح من بيئات مختلفة لكنها تستوعب هموم الآخر وهذا أكبر دليل على أن لغة المسرح هي لغة دولية وأداة يمكنها أن تصل إلى كل الأجناس”.
ويضيف “ستتولى الأجيال الجديدة المونودراما وتضيف إليه تقنيات العصر فالتكنولوجيا أصبحت واقعا مهما لدرجة أن الأجيال القديمة أيضا تتعلم هذه التقنيات الحديثة وبات المسرحيون يحرصون على تعلمها لتطوير أعمالهم المسرحية”.
وخلال حديثه أكد المستشارهانس جورج على أن الأمة لا تحتاج فقط إلى المال لكنها تحتاج بالمقابل إلى ثقافتها ومعرفة ثقافة الآخر والتواصل معه وهذا ما نحاول أن نجسده في المسرح المونودرامي”.
وقال هانس “إن المسرح الوثائقي الجديد الذي يشمل أيضا بطريقة مثيرة للاهتمام وسائل الإعلام الجديدة ويتجاوز المسرح الألماني التقليدي بما في ذلك مسرح الخيال، حيث أن عددا كبيرا من المخرجين في ألمانيا يأتون من الخارج أي من البلدان الأوروبية الأخرى ويقومون في خضم عملهم بتغيير اللغة وطريقة صناعة المسرحيات والتدريب عليها”، كما تطرق بإيجاز عن أزمة القيم حيث قال “إن هذه الأزمة تمس المسرح ويتعلق الأمر أيضا بالأزمة المالية والاعتقاد بأن الربح فقط هو قيمة الثقافة، وإن هذه المشكلة مهمة في هذه اللحظة وخاصة في التبادل الثقافة الدولية، وبحكم عملي طوال حياتي تقريبا في التبادل الثقافي والمسرحي فقد قمت بدعوة المسرح الأجنبي من دول عربية ومن آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا إلى ألمانيا حتى ولو لم تحقق أرباحا”.
وقال المخرج الكندي روس مانسون “إن من مظاهر الثورة المسرحية في تورنتو/ كندا هو ظهور جيل جديد متنوع الجنسيات والثقافات من فناني المسرح ومعظمهم تحت سن الخامسة والثلاثين، كما أن المسرح لم يعد محصورا في الصالات المغلقة للمسرح بل امتد ليشمل واجهات المحلات والأماكن المفتوحة، إلى جانب تعدد أدواته لتشمل نظرات الواقع الافتراضي ووضع الممثلين على خشبة المسرح في وقت واحد”.
ويرى المخرج سون هيوزو “إن على المسرحيين أن يعلموا خريجي الجامعات فنون وأدبيات المسرح، فقد كنا نعلم الخريجين في القرى الصينية فن الأوبرا ونعطيهم دروسا متنوعة وواجبات، فالأوبرا الصينية فيها العديد من التقنيات، وخلال المئة عام الماضية كان المسرحيون الهواة يتعلمون المسرح من الغرب ويطلعون على فنونهم المسرحية، لكن البعض كان يرى بأن المسرح الغربي أيضا بحاجة إلى تجديد وتغيير ولهذا كنا في القرى الصينية نستفيد من ثقافة الآخر إلى جانب الحفاظ على هوية مسرحنا”.
ومن القرى الصينية إلى أستراليا حيث تحدث أناتولي فروزون عن الثقافة المسرحية بأستراليا وكيف أن أزمة الاقتصاد الأسترالي أثرت سلبا على المسرح وأن الحكومة أهملت المسرح واعتبرته نوعا من الرفاهية”. ومن ناحية أخرى أكد أناتولي بأن المسرح باق رغم وجود الشاشات المرئية لأن المسرح هو أيضا شاشة مرئية ترسل ويمكنها أن تستقبل”.
واختتمت الندوة بكلمة كولن واتكيز وقال فيها “إن الجمهور هو الشخص الثاني في المسرحية المونودرامية ومن غيره لا يكتمل العمل لأنه الجهة المستقبلة للرسالة وهذا العبء يقع على عاتق المخرج لتصل الفكرة إلى المتلقي بطرق احترافية عالية الجودة، ناهيك عن أهمية العناية بالنص الأدائي الأولى بالعمل، وفي ختام حديثه شكر كولن الفجيرة على تنظيم هذا المهرجان الرائع والمميز”.بعد ذلك قام المهندس محمد سيف الافخم بتكريم المشاركين تقديرا لجهودهم في انجاح الندوة.