الفجيرة نيوز- ناهد عبدالله
استقبل مسرح جمعية دبا مساء السبت 25 يناير الجاري مسرحية “يوميات أدت إلى الجنون” احدى المسرحيات المشاركة في الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما وهي من تأليف نيكولاي غوغول والمخرج والممثل يوسف الحشاش.
وقام الحشاش بأداء دور شخصية الموظف البسيط الذي يقع في غرام بنت المدير العام ولكنه يفشل في الوصول إلى قلب محبوبته ويخشى الاعتراف بحبه، وفي أحد الأيام يكتشف الحشاش أن حبيبته ستتزوج من أحد الضباط الكبار فيجن جنونه ويبدأ في الهذيان وتأخذه مخيلته إلى عوالم مظلمة فيتقمص شخصية ملك اسبانيا حتى يتغلب على الضابط لكنه يقع في فخ الكبار فيعذبونه بلا رحمة في رحلة شقاء يهرب بها من الواقع، وبحرفية عالية يتنقل الممثل مع الضوء أو ربما تنقل الضوء خلف خطواته البليدة وتتطاير عصافير الورق في فضاء بيته الصغير فيقطف ثمارها المسمومة ويصطدم بكلماتها الحادة عندما يكتشف من مذكرات عذابه أن الأميرة الجميلة أصبحت في عهدة للضابط الكبير”.
وقد أثار الحشاش بأدائه المرن وأسلوبه الساخر إعجاب الحضور الذين فاجأوه بالتصفيق إلى جانب إشادات النقاد.
كما استضاف مسرح بيت المونودراما في نفس اليوم مسرحية “الحياة كحلم: سلفادور دالي” المقتبسة من مذكرت سلفادور دالي للمؤلف إنا سوكولوفا غوردون والمخرج إنا سوكولوفا غوردون والممثل نوراك أكويون من ألمانيا.
وفي هذا العرض الشيق يتقمص نوراك شخصية دالي المعقدة وعالمه الذي يختلط فيه الجنون بالعبقرية وتدمج فيه الفوضى والنرجسية بالإبداع والعظمة، حيث يقوم نوراك بدور الوسيط بين المشاهد وشخصية دالي التاريخية فيغوص في مذكراته ويتصور بعض مشاهد حياته ويتجاوز معه تجربة الشهرة ليصل إلى حد التفرد عن معاصريه من ذوي الموهبة فيدخل عالم الفن ويصبح خالدا.
وبعد انتهاء العرضين عقدت اللجنة المنظمة للمهرجان الندوتين التطبيقيتين .حيث أدار ندوة “يوميات أدت إلى الجنون” الأستاذ نايف البقمي وقدم فيها النقاد عددا من الملاحظات من بينها أن الممثل بالغ في الأداء لدرجة الإرهاق وقال آخر نحن اليوم أمام طاقة تنفيذية عالية وأن النص ليس جديدا لكن يوسف الحشاش مثل الدور بأداء متقن وأن استخدام الإضاءة كان لافتا وهذا يحسب للعمل، واعربت احدى الحضور أن يعاد العرض في مهرجان الكويت للمونودراما الذي سينظم في الفترة المقبلة خاصة أن العرض أخذ طابعا عاطفيا ودراميا كوميديا ويرى الممثل سلوم حداد أن حشاش نجح في اسخدام الإضاءة المتحركة في بعض المواضع وفشل في موضع آخر وأن الموسيقى أيضا لم تكن موفقة أحيانا حيث أنها تغلبت على صوت الممثل في بعض المشاهد.
وقال أ.عبدالعزيز السريع “تعقيبا على ما قيل من آراء للممثل، أقول بأن الحشاش ممثل موهوب ومقتدر ولديه خبرة 9 سنوات أصبحت كافية وجعلته قادرا على التحكم بأدواته، ولكن ينبغي كما قال الفنان سلوم حداد أن تحسم أمرك بأن تكون مخرجا أو ممثلا رغم أنك ناجح في كليهما حتى يصبح العمل أجمل، بينما نصح الفنان أسعد فضة في مداخلته الممثل بأن لا يتعمد إضحاك الجمهور حفاظا على طابع المصداقية”.
وفي رده على النقاد قال الحشاش “بداية أشكركم على حضور الندوة والاستماع والمشاركة وأنا سعيد جدا بحضور أساتذة كبار كما أشكر الجنود المجهولين الذين ساهموا في انجاح العرض، وقد قادني طموحي إلى تعلم أشياء مختلفة مثل الإضاءة وأدوات المسرحية وفي الحقيقة فإن العرض بالنسبة لي هي حياة أكثر من كونها عمل مقنن وأقول لأساتذتي بأني سأستفيد من نصائحكم في العمل القادم”.
ويضيف “إن العمل يعبر عن حالة إنسانية وإن اللغة لم تكن عائقا بدليل أن الرسالة وصلت حتى إلى الحضور من الأجانب وهذا دليل على أن لغة العرض هي اللغة المحسوسة”.
وفي ندوة مسرحية “الحياة كحلم: سلفادور دالي” والذي أدارها الدكتور عبالسلام القبيلات مستضيفا الكاتبة والمخرجة إنا سوكولوفا غوردون والممثل بوراك أكويون.
قال أحد النقاد “إن سلفادور دالي وبيكاسو وغيرهم هم عباقرة غادروا لكنهم منحوا الكون حياة مليئة بالإبداع والتفرد وإن روح سلفادور دالي موجودة بالعرض وقد أبدع الممثل في الانتقال من شخصية إلى أخرى ما أضفى على العمل تشويقا أكثر”.
وقالت أنا سوكولوفا “قد أخذنا مراحل مختلفة من حياة سلفادور ويتساءل العمل عن أيهما انتصر على الآخر الإنسان أم الحياة كما استوحيت العمل من فلسفته وحياته الخاصة وكيف أنه كان يتعلم ويستوحي الأفكار الغريبة”.
وقال بوراك “عندما بدأت بأداء هذا النص اكتشفت أن كل إنسان يحمل بداخله شيئا من الجنون ولكن عندما تعمل بصدق وتحب العمل تنجح بكل تأكيد وبالطبع فإن الممثل لا ينجح العمل بمفرده لأن المخرج هو من يبذل مجهودا كبيرا لتصوير العمل على أرض الواقع، وأعتقد أنني بعد هذا العرض أمضي في الطريق الصحيح”.
ويستضيف مسرح جمعية دبا اليوم الأحد 26 يناير الجاري مسرحية “قانون الجاذبية” للمؤلف والممثل ماهر دبيش عواشري والمخرج ماهر دبيش عواشري وعماد المي، بينما يستضيف مسرح بيت المونودراما في نفس اليوم مسرحية “الآنسة جولي” للمؤلف أوغست ستريندبيرغ والمخرج والممثل أنا بيترسون.