علي أبو الريش

عندما تذهب إلى بلد عربي في مناسبة ما وتحضر مجلس الكرام ويتجاذب الجالسون أطراف الحديث ويدور الحوار عن الإمارات، بل إن الإمارات تكون محور الحديث ويجمع الجالسون على أن الإمارات غير وشيوخها غير بما لدى هذا البلد من عرف أشبه بلألأة النجوم وتقليد يحاذي وجه القمر ومنجز حضاري جاوز حد الخيال والأحلام.

تشعر بالفخر والاعتزاز، تشعر أنك تمتطي صهوة جواد أبيض يقفز بك حواجز الليل والنهار ويمضي بك نحو آفاق مبهرة وأطواق مدهشة، تشعر أنك فعلاً فوق هامات الجميع وعند قمم الدوح.

تغرد عصافيرك، وعلى رؤوس الجبال تغني طيورك، والنجوم ترفع النشيد عالياً، مبتهلة، مهللة، مجلجلة، مجللة بأضواء الفرح وعرس النهارات السعيدة، والسعادة تعرش في صدرك، تملأ القلب بأعشاب العزة والكرامة المحفوظة بآنية من ذهب.

تشعر أنك من نسل لا يضاهيه فصل ولا أصل لأن التربة التي جئت منها، ها هي تمد شراع البهجة ترى بريقها يملأ الأحداق ويرسم صورة مثلى على صفحة الأعناق.

الإمارات غير.. شيوخها غير، هذا ما تسمعه حين تلفظ الألسن أجمل العبارات وأحلى الجمل وأزهى الكلمات عن إمارات الخير، وتحلق أنت السامع الدامع خشوعاً وفرحاً، بأجنحة الفراشات وتجول في حقول الفرخ جذلاً معتدلاً في جلستك وكأنك أمام تلاوة مقدسية.

الإمارات غير.. شيوخها غير، حياتكم غير، نهضتكم الحضارية غير، حبكم لقيادتكم غير. هذا ما كانوا يقولونه والغزل الرفيع بهذه البلاد ترتفع وتيرته، وتزداد حرارته، وقلبك أنت النابض بروح وعقل يرفرف بعلم الإمارات، ونقول اللهم زدها نعمة وامنع عنها شر الحاسدين وحقد الحاقدين واجعلها يارب بلداً آمناً مطمئناً.

هكذا تشعر وهكذا يمارس الفرح سطوته على مشاعرك وهكذا تبدو السعادة الغامرة شجرة خضراء وارفة الظلال متفرعة الأفنان، مورقة الأغصان، زاهية البيان، لينة الوجدان، هكذا تجلس ورأسك كرأس النسر مرفوعاً شامخاً، مملوءاً بمعاني الحب والوفاء لبلد أسخى وأجزل في العطاء وجعلنا نحن أبناء الإمارات قناديل مضيئة في ليالي الآخرين المسكونة بالظلم والظلام. حفظ الله الإمارات وأدامها نعمة ونعيماً مديماً.

– الاتحاد