علي العمودي

يأتي مشروع “مول العالم” العملاق الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي امتداداً للرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة، واستمراراً لإرادة الجد والعمل التي تميزها، وتميزت بها الإمارات في إبهار العالم على درب مسابقة الزمن واستباق المستقبل.
مشروع يؤكد رؤية قال عنها سموه “أعلنا قبل فترة أننا نريد أن نكون العاصمة الاقتصادية والسياحية والثقافية لملياري إنسان يعيشون حولنا، ونحن جادون في تنفيذ رؤيتنا”.
مشروع غير مسبوق سيثمر أكبر مدينة تسوق مكيفة بالكامل على مساحة 48 مليون قدم مربع، وتضم إلى جانب مساحات التسوق الممتدة على 8 ملايين قدم مربع القابلة للزيادة، أكبر حديقة ألعاب داخلية في العالم تغطيها قبة متحركة ُتفتح مع اعتدال الجو، ومناطق للمسارح والفعاليات الثقافية والسياحة العلاجية، وما يزيد على 20 ألف غرفة فندفية، مرافق وتسهيلات تتصل بالمول المجهز لاستقبال 180 مليون زائر سنوياً.
مشروع يؤكد متانة اقتصاد وطن له ثقله ومركزه في تجارة المنطقة والعالم قاطبة، ويعبر عن روح التصميم للتوسع في مشاريع من شأنها خدمة حركة التجارة العالمية، انطلاقا من قوة اقتصاده الذي كان هدفا لحملات غير مسبوقة من بعض الصحف الغربية الصفراء على وجه التحديد. أولئك الذين كانوا يرون في كل مشروع ناجح على أرض النجاح والتفوق والتميز، بأنها مجرد فقاعة. تبخرت آراؤهم المشوهة، كما يذهب زبد البحر، وشمخت المشاريع الشامخة على أرض الشموخ، بعد أن تحولت إلى شواهد ومعالم بارزة أمام القاصي والداني، وأصبحت واقعاً ملموساً في كل بقعة من أرض الإمارات.
الإمارات نموذج النجاح والتميز وعلامة التفوق التي تتألق فرحا ونوراً وضياءً، تبهر العالم مع إشراقة كل يوم جديد، بالجديد المفرح من إنجازاتها ومكتسباتها المتمحورة حول رخاء وإسعاد الإنسان في عالم تطغى عليه أخبار الأزمات والحروب ولعبة الفناء والدمار التي استمرأها دعاة الفتن والضلالة وتجار الحروب والاقتتال. ولأنها كذلك تشتد عليها سهام الإحقاد ونصال الموتورين، كما تشتد على كل صورة من صور النجاح والريادة، وهو ما يجيده أعداء النجاح والناعقين على الأطلال والخرائب.
ما تنعم به الإمارات من خير وتقدم ورخاء وازدهار، هو ثمرة نهج واضح عماده الانشغال بالعمل بما يفيد الإنسان ويرفع من شأنه، ويحقق له الحياة الرغدة الكريمة، وتمتد تلك الرعاية والاهتمام والانشغال باتجاه الأجيال القادمة، وهو ما يلحظه المرء بين ثنايا “رؤية الإمارات 2021”، ويرتفع مع المشاريع العملاقة والاستراتيجية التي تحاكي دوما المستقبل، بجميع تفاصيله.
مستقبل يُروى باليقظة الشديدة، ويزدهر بالعمل والسهر على نموذج ناجح وضاء صاغه بأحرف من نور القادة المؤسسون الأوّل، الذين آمنوا بفطرتهم السليمة بأن “لا شيء مخلد سوى العمل”، وبتلك الإرادة الصلبة سطروا أول فصول الملحمة الممتدة عملاً ونجاحاً وتميزاً.
مشروع “مول العالم” صفحة من ذلك الاطمئنان إلى المستقبل الذي يميز الإمارات، في نهج العمل والبذل والعطاء، في رحاب مسيرة النماء والرخاء بقيادة قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونسأله جلت قدرته أن يبارك لنا في كل خطوة ومشروع يُعلي شأن الإمارات.
– الاتحاد