علي العمودي
مساء أمس الأول، وفي المجلس العامر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سموه والشيوخ، كنا على موعد مع رحلة بناء درة جديدة من درر الرعاية الطبية والخدمات العلاجية على أرض الإمارات من خلال محاضرة للدكتور مارك هاريسون الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند أبوظبي، المقام في جزيرة المارية القلب التجاري الجديد للعاصمة، صرح يعد هدية القيادة الرشيدة للارتقاء بقطاع معني مباشرة بصحة الإنسان.
وهو الصرح الذي تفقده الشهر الفائت سمو ولي عهد أبوظبي، وأكد خلال زيارته ما يحظى به القطاع الصحي من دعم واهتمام كبيرين من لدن قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يحرص دائماً على توفير أفضل مستويات الرعاية الطبية والوصول بها إلى أرقى المعايير العالمية، وبما يحفظ صحة وسلامة الإنسان في كافة أنحاء البلاد، ومشدداً على رؤية قيادة لا تدخر جهداً في سعيها إلى بناء شراكات قوية مع كبرى المؤسسات التخصصية ذات الخبرات المتقدمة إلى نقل الثقافات والنظم المؤسسية الناجحة لتطوير قطاعاتنا الحيوية وإحداث النقلة النوعية بخدماتها، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يقع في صدارة اهتمامات قيادتنا الحكيمة بصحة الإنسان الإماراتي وكافة المقيمين وتوليها العناية الفائقة والدائمة.
وقبل أن يمضي المحاضر في محاضرته التي كانت بعنوان كليفلاند كلينك أبوظبي – امتداد لنموذج طبي، وما ستكون عليه هذه المنشأة التي تعد أول مرافق الرعاية الصحية في الدولة تحصل على شهادة ذهبية لمشاريع الاستدامة، حرص على إظهار لقطات فيديو تعود لأربعينيات القرن الماضي لمواطنين يراجعون عيادة أقيمت في مبنى طيني بمدينة العين خصصها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لطبيبين استقدمهما لطبابة أهالي المدينة. ومنذ تلك الحقبة المبكرة وهاجس تقديم أرقى وأفضل الخدمات الطبية يتصدر الاهتمام، وصولاً لمرحلة الحد من سفر الناس إلى الخارج بحثا عن العلاج. وها نحن اليوم أمام تحفة معمارية وطبية فريدة تعد أول امتداد لنموذج الرعاية الصحية لمستشفى أميركي متعدد التخصصات خارج أميركا الشمالية. وسيضم 364 غرفة قابلة للزيادة إلى 490، وخمسة طوابق طبية، وثلاثة طوابق للتشخيص والعلاج و13 طابقا لوحدات الرعاية بأنواعها و26 غرفة للعمليات في المستشفى الذي يصل عدد العاملين فيه لنحو ثلاثة آلاف شخص منهم 175 طبيبا و1500 ممرض وموظف من مختلف التخصصات الداعمة. وهو يجسد شراكة ناجحة لشركة “مبادلة” مع مستشفى كليفلاند كلينك الشهير في الولايات المتحدة، والذي يستند لإرث يعود لأكثر من 90عاماً.
شراكة تنطلق من رؤية “ابوظبي2030” وركائزها الأساسية لبناء اقتصاد عالمي المستوى قائم على المعرفة، وتطوير نظام رعاية صحية مستدام يوفر رعاية طبية متخصصة وعالية الجودة لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها. وتتيح من خلال منشأة بحجم “كليفلاند كلينك أبوظبي” تعزيز البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارات. وتقارب في الوقت ذاته رهان القيادة بإعداد جيل جديد من رواد الرعاية الصحية الإماراتيين. جهود محل فخر واعتزاز وامتنان الجميع لقيادة تصل الليل بالنهار لمستقبل أكثر إشراقا وسعادة للوطن وأبنائه.
– الاتحاد