فضيلة المعيني
لا جديد من الممكن أن يضيفه المرء في هذا المقام، على ما يشهده الوطن من فزعة أبنائه تلبية لندائه، والانضمام إلى الخدمة الوطنية فخر الخدمات وأكثرها عزة وشرفاً وفخاراً. فيوم السبت الماضي لم يكن يوماً عادياً وطلائع الشباب تهب إلى مراكز الخدمة الوطنية، والنفوس تردد: لبيك يا وطن لبيك يا خليفة، لتكون هذه النفوس الزكية، وهي أصغر الفئات السنية عمراً ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق بالخدمة الوطنية، الشعلة التي تنير دروب من يأتون من بعدهم.
لقد ضرب الشباب مثالاً رائعاً في حب الوطن، وقد أجّل حلم الالتحاق بمؤسسة تعليمية أو عملية، وحلّق في فضاء واسع وحلم رائع هو الإمارات، يحتضن علمها ويفترش ترابها، بل يقبّل حباته صباح مساء، ويتنسم هواءها، ويقسم أن يفديها بروحه، بل يجعلها رخيصة في سبيلها.
فرحة الشباب بالانضمام إلى الخدمة الوطنية هي فرحة وطن عاشتها كل الأسر منذ لحظة التسجيل إلى استعداد الأبناء بتجهيز مستلزماته.. حركة دؤوبة شهدتها الأسواق خلال الأيام الماضية، وكذلك صالونات الحلاقة، تلبية للتعليمات التي أمرت بحلاقة الشعر.. فرحة عاشتها مراكز التدريب في أبوظبي وليوا والعين والمنامة، وهي تستقبل من جاء ليلبي النداء، مخلفاً وراءه كل متاع الدنيا وكل مظاهر الرفاهية والترف، واختار الوطن وانحاز له حباً ورغبة وطواعية.
نعم، من حق هذا الوطن أن يسعد ويفخر بأبناء كهؤلاء، وبما يتحلون به من روح وطنية عالية، رجحت بكل فخر كفة الوطن والذود عنه وحماية مكتسباته ومنجزاته وإنجازاته. أخطأ من ظن أن من اعتاد الترف والرفاهية لن يقبل بما دون ذلك أو يتنازل عما دأب عليه، وأخطأ من اعتقد أن من عاش الرفاهية لن يقدر على الشدائد.. أخطأوا وخابت ظنونهم، وصدق أبناء الإمارات، أبناء زايد ورجال خليفة الخير، فالرجال لا ينجبون إلا رجالاً، والأقوياء لا مكان للضعفاء بينهم.
مراكز التدريب العسكري.. مصانع الرجال، ستشهد أن الصغار في السن كبار بصنائعهم، وأن كل شاب من هؤلاء المجندين سوف يسطر مواقف وبطولات بحروف من النور، وأداء رجولياً، ويخطون بعرقهم قصصاً في حب الوطن.
– البيان