ترجمة : عبد الإله مجيد
أنشأت الامارات العربية ميناء جديدًا لتصدير النفط على بحر العرب، يقول خبراء انه سيحدث انقلابًا في اسواق الطاقة العالمية، إذ يكسر قبضة إيران الاستراتيجية على شحنات النفط، التي تمر عبر مضيق هرمز. إعداد عبدالاله مجيد: تصطف ناقلات عملاقة على امتداد كيلومترات في البحر لتحميل النفط أو التزود بالوقود في الفجيرة، بعد أن استثمرت حكومة الامارات مليارات الدولارات لمد انبوب عملاق عبر جبال الحجر الوعرة، بهدف انهاء التهديد الذي يمكن أن تمارسه ايران ضد صادرات الامارات من النفط الخام، من خلال تهديدها كل آونة بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية. تبديد المخاوف يمر عبر هذا المضيق، وعرضه نحو 34 كلم، ثلث حركة ناقلات النفط في العالم، إذ يربط دول الخليج الصغيرة ببحر العرب. وكان الخوف من اقدام طهران على خنق الصادرات عبر هذا المضيق سيفًا مصلتا على اسواق النفط العالمية منذ عشرات السنين. وفي العام 2008، أسهمت هذه المخاوف في رفع اسعار النفط إلى 147 دولارًا للبرميل، وهو مستوى لم تبلغه منذ ذلك الوقت. لكن تشغيل انبوب طوله 386 كلم وقطره 122 سنتم، يربط اكبر حقول النفط في الامارات ببحر العرب، قام بدور كبير في تبديد هذه المخاوف، ويمكنه الآن أن يحول إمارة الفجيرة من ميناء هادئ تستخدمه السفن للتزود بالوقود إلى مركز عالمي لنقل الطاقة. وقال وزير الطاقة الاماراتي سهيل محمد المزروعي لصحيفة ديلي تلغراف: “الفجيرة هي الامارة الوحيدة التي لها منفذ كبير على المحيط، وكانت موضع اهتمامنا لاستخدام هذا الموقع الاستراتيجي طريقًا للتصدير”. ولفت المزروعي إلى أن البنية التحتية التي تمتلكها الفجيرة اليوم، وستمتلكها مستقبلًا، تجعلها مدينة كبرى ووجهة رئيسة لقطاع الطاقة. موقع آمن استراتيجيًا ينقل الانبوب، الممتد من حبشان في أبو ظبي إلى الفجيرة، نحو 800 الف برميل في اليوم من النفط الخام، وهي كمية تعادل كل ما تنتجه بريطانيا من حقول بحر الشمال، لكن طاقته القصوى تصل إلى 1,5 مليون برميل في اليوم. وتتمثل الأفضلية التي يتمتع بها ميناء الفجيرة بالوقت الذي يوفره في إيصال شحنات النفط إلى وجهتها، من دون الحاجة إلى المرور عبر مضيق هرمز. كما أن تحميل النفط من الفجيرة أرخص للناقلات التي لا يتعين عليها دفع رسوم باهظة لدخول مياه الخليج عبر المضيق. يضاف إلى ذلك أن حكومة الامارات تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في بناء أكبر منشآت لاستيراد الغاز السائل في الشرق الأوسط في ميناء الفجيرة، للمساعدة في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء وتحلية ماء البحر. وقال المزروعي إن الفجيرة هي أكثر المواقع الأمينة استراتيجيًا في الامارات لبناء المنشآت الجديدة، موضحًا أن الامارات مقبلة على استيراد الغاز السائل، مثلما تستورده بريطانيا، ومن هنا حرص البلدين على أمن هذه السلعة. أضاف: “الأمر نفسه يصح عندما نتحدث عن استخدام الطاقة عمومًا، فأنا اعتقد أن الطاقة سواء في بريطانيا او المانيا أو هنا هي موضع اهتمام الجميع”. تضاهي دبي لكن في البحر واشار المزروعي إلى اهتمام الامارات بالاستهلاك ايضًا، قائلًا: “نحن نريد خفض الاستهلاك والتعلم من اوروبا في حفظ الطاقة، لذلك نصدر قوانين جديدة بشأن حفظ الطاقة، فعندما يتعلق الأمر بالطاقة اعتقد اننا جميعا مترابطون، شئنا أم أبينا”. وإلى جانب منشآت استيراد الغاز السائل، تخطط الامارات لتنفيذ مشاريع كبرى الغاية، منها توسيع طاقة الخزن إلى 12 مليون برميل من النفط الخام، وإنشاء بنية تحتية لاستقبال ناقلات عملاقة طولها 330 مترا. وقال الكابتن موسى مراد، مدير عام ميناء الفجيرة، إن انبوب حبشان اعطى الشركات ثقة للاستثمار في الفجيرة للمرة الأولى. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مراد قوله: “نحن نضاهي دبي، لكن في البحر”. وكانت الفجيرة قامت بدور مهم بوصفها ميناءً آمنًا، منذ أن تعرضت حركة النقل البحري للخطر خلال الحرب الايرانية ـ العراقية في الثمانينات. وتأكدت أهمية الميناء في حال نشوء ازمة جديدة بزيارة سفن صينية لميناء بندر عباس الايراني للمرة الأولى. لكن موقع الفجيرة الاستراتيجي كبوابة إلى أكبر الحقول النفطية في العالم معروف منذ الحرب العالمية الثانية. فعلى بعد كيلومترات قليلة قبالة ساحل الفجيرة، يوجد حطام غواصة المانية أغرقتها قاذفة قنابل بريطانية في العام 1943، وهي الغواصة الوحيدة التي وصلت إلى مياه الجزيرة العربية خلال الحرب، ارسلها هتلر لاغراق الناقلات البريطانية –
– موقع إيلاف الالكتروني