في تطورٍ خطير وغير مسبوق للمرة الأولى منذ العام 1967، منعت إسرائيل أمس المصلين من دخول المسجد الأقصى، في خطوة وصفتها الرئاسة الفلسطينية «بمثابة إعلان حرب»، بينما حض الأردن دول العالم على الضغط على الاحتلال لـ«فك الحصار الإرهابي»، غداة اغتيال الجيش الإسرائيلي أسيراً محرراً زعم انه أطلق النار على الناشط اليهودي اليميني المتطرف ايهودا غليك وتسبب في جرحه، لتشتعل أحياء القدس المحتلة بالمواجهات.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي بالكامل ومنعت المسلمين من الدخول إليه طوال يوم أمس قبل أن تعيد فتحه في وقتٍ متأخر ليلاً. وقالت الناطقة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري ان دخول «باحة المسجد الأقصى محظور حتى اشعار آخر على كل الزوار وبصورة استثنائية على المسلمين الذين جاؤوا للصلاة بسبب التوتر الحالي»، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها قوات الاحتلال مثل هذا الإجراء منذ سطوها على المسجد العام 1967. وأضافت ان الشرطة قررت أيضا نشر تعزيزات من مئات الرجال في القدس.
في الأثناء، قال الناطق باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد ان «الفلسطيني الذي كان المشبوه الوحيد في الهجوم على ايهودا غليك تم القضاء عليه في منزله في حي ابو طور في القدس من قبل وحدة للقوات الخاصة للشرطة في تبادل لإطلاق النار».
وذكرت مصادر فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين آخرين أصيبوا خلال عملية الاقتحام بعد مواجهات عنيفة بين جيش الاحتلال وعشرات الشبان.
والمتطرف غليك هو أحد أكبر حاخامات إسرائيل المعروفين بالعداء للمسلمين والعرب وأحد المسؤولين عن تنفيذ عمليات اقتحام يومية للأقصى ومسؤول ما يسمى «أمناء جبل الهيكل».
وذكرت مصادر فلسطينية ان الفلسطيني الذي اغتالته قوات الاحتلال هو الأسير المحرر معتز حجازي. واستولت قوات الاحتلال على سيارة الإسعاف التي كانت تنقل جثمان حجازي واقتادتها إلى مكان غير معروف. كما ذكر شهود ان الشرطة احتجزت أفراداً من عائلة حجازي.
وسرعان ما اندلعت مواجهات في حي راس العمود وسلوان بين الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات بين الفلسطينيين. وعززت الشرطة قواتها في مدينة القدس وفي باب العمود وعلى بوابات المدينة وحول البلدة القديمة. وذكرت مصادر ان عبارات «الموت للعرب» كتبت على جدران مركز تجاري في احد الأحياء اليهودية في المدينة.
في المقابل، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قرار اسرائيل اغلاق المسجد الأقصى امام المسلمين في البلدة القديمة في القدس، يأتي «بمثابة اعلان حرب» على الشعب الفلسطيني.
وقال ابو ردينة: «استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية».
وأضاف: «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك، امس». واعتبر أن القرار «يعتبر تحدياً سافراً وتصرفاً خطيراً، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق اجواء سلبية وخطيرة».
– البيان