تعهدت كالي فيورينا المرأة الوحيدة المرشحة لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بإرسال قوات عسكرية أميركية إلى الشرق الأوسط من أجل القضاء على تنظيم داعش ومواجهة التمدد العسكري الروسي في سوريا في حال وصولها إلى البيت الأبيض.

وانتقدت فيورينا خلال المناظرة التلفزيونية الرابعة لمرشحي الحزب الجمهوري سياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية التي هزت الثقة بالولايات المتحدة من قبل حلفائها التاريخيين في المنطقة.

وقالت إنه على واشنطن تقديم ما يطلبه حلفاؤها العرب من أسلحة، مضيفة أن الحلفاء العرب ينتظرون من الولايات المتحدة موقفاً أكثر فعالية لمحاربة تنظيم داعش ووضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

كلام فيورينا جاء خلال عرض المرشحين الجمهوريين لاستراتيجيتهم الأمنية، فدعا سيناتور فلوريدا ماركو روبيو إلى تفعيل القوة العسكرية الأميركية ولعب دور القيادة في العالم ومواجهة التمدد العسكري الروسي في أوروبا والشرق الأوسط.

وانتقد روبيو منافسه المرشح ران بول الذي رفض رصد ميزانيات عسكرية كبيرة للجيش الأميركي، وقال إن الأمن القومي الأميركي مهدد من تنظيم داعش ومن المتشددين في طهران.

من جانبه، اعتبر المرشح دونالد ترامب الذي لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي أنه ليس على الولايات المتحدة أن تعتبر نفسها شرطي العالم، مبدياً موافقته على ترك مهمة القضاء على تنظيم داعش للروس، خصوصاً بعد تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء؛ فرد المرشح جب بوش بأن أميركا يجب أن تستعيد هيبتها وتلعب دوراً قيادياً في العالم، وليس دور الشرطي.

واتفق المرشّحون على دعم إقامة منطقة حظر جوي في سوريا لتأمين ملاذات آمنة لملايين اللاجئين السوريين، باستثناء المرشح ران بول الذي رأى أن هذا الأمر مستحيل التنفيذ بعد التدخل العسكري الروسي والغارات الجوية الروسية في سوريا، متسائلاً عما إذا كان الحظر الجوي سيشمل الطائرات الروسية.

المناظرة التي حاولت تركيز النقاش على المسائل الاقتصادية وإفساح المجال أمام المرشحين لتقديم وجهات نظرهم حول كيفية حل مشاكل الضرائب والأجور والتأمين الصحي، ناقشت أيضاً مسألة الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، فجدد المرشح دونالد ترامب مواقفه بشأن المهاجرين اللاتينيين ونيته بناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك وإعادة ملايين المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم في أميركا الجنوبية، ما اعتبره بقية المرشحين أمراً يصعب تنفيذه ولا يتفق مع القيم الأميركية.

وعلى خلاف المناظرات السابقة لم تشهد المناظرة التلفزيونية الرابعة، التي نقلتها محطة فوكس نيوز الناطقة باسم المحافظين في الحزب الجمهوري، مشادات واتهامات شخصية بين المرشحين كما جرت العادة.

واستهدفت انتقادات المرشحين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي. بينما لم يتناول مقدمو المناظرة الخلافات الثنائية، ولم يطرحوا أسئلة حول القضايا الشخصية تنفيذاً للسياسة الإعلامية الجديدة التي اعتمدها الحزب الجمهوري في تنظيم المناظرات، وذلك بعد اللغط الذي أثير في المناظرة التلفزيونية الفاشلة التي نظمتها محطة «سي. ان. بي. سي» واتهم مقدميها بسوء الأداء ومحاولات إحراج المرشحين بأسئلة شخصية.

وقد أعلنت قيادة الحزب بعدها أنها ستفرض شروطها ومعاييرها في تنظيم المناظرات التلفزيونية المقبلة لمرشحي الحزب وكيفية طرح الأسئلة عليهم والمسائل التي يتوجب مناقشتها.

وكان مستغرباً على سبيل المثال، عدم توجيه أسئلة للمرشح بن كارسن حول ما نشره في كتاب له صدر حديثاً عن مراهقته وشخصيته العنيفة، وهو ما أثبت استقصاء صحافي ميداني لمحطة «سي ان ان» أنه مجرد فبركة من كارسن. كما لم يشر أحد إلى الوضع المالي للمرشح ماركو روبيو الذي أثاره دونالد ترامب مؤخراً. خلاصة التقييمات والانطباعات الأولية التي صدرت بعد المناظرة أجمعت على أن المرشحين: ماركو روبيو، تيد كروز وكالي فيورينا سجلوا نقاطاً وأبلوا بلاء حسناً. وذلك بانتظار ظهور آثار المناظرة الرابعة في استطلاعات الرأي ومعرفة الترتيب الجديد للمرشحين الجمهوريين.

البيان