الفجيرة نيوز- تشارك بلدية الفجيرة في الدورة الإقليمية لآسيا لتدريب المدربين على إستخدام سمارت (SMART) برنامج المراقبة الجغرافي و إعداد التقارير الميدانية والذي يعقد في جمهورية النيبال في محمية تشيتوان الوطنية من 21 وحتى 26 فبراير، حيث تشارك في هذه الدورة ثمانية دول وهي ماليزيا، الهند، إندونيسيا، كامبوديا، نيبال، والإمارات إلى جانب العديد من المنظمات الدولية. يعتبر هذا البرنامج الأفضل على المستوى العالمي في مجال إدارة جهود الرقابة في المحميات الطبيعية حيث يستخدم هذا البرنامج في 250 محمية طبيعية موزعة في 42 دولة من بينها 8 دول تعتمده على المستوى الوطني.
تعتبر محمية وادي الوريعة الوطنية الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إعتماد هذا البرنامج وذلك في إطارتبني أفضل الممارسات الدولية في مجال إدارة المحميات الطبيعية، يستخدم هذا البرنامج بشكل أساسي في تنظيم جهود حراس المحميات في الرقابة والتفتيش في المحميات الطبيعية البرية والبحرية عن طريق الدوريات الراجلة والراكبة سواء أرضا أو جوا وذلك لتحديد الثغرات والمخالفات ضمن حدود المحمية والمساعدة في رصد المخالفات و في تطبيق قوانين الحماية وإعداد التقارير لمتخذي القرار وإدارة المحمية بمايحقق أهداف إستراتيجيات الحماية للأنواع والنظام البيئي.
في هذا الإطار صرح سعادة المهندس محمد سيف الأفخم مديرعام بلدية الفجيرة بأن ” بلدية الفجرة تحرص على حماية النظام البيئي في جميع المحميات وإدارة مواردها الطبيعية بشكل مستدام عن طريق تبني أفضل الممارسات على المستوى الدولي، لاسيما في مجال التحول الذكي للخدمات التي تقدمها البلدية والبرامج الذكية التي يستخدمها الموظفين ومن ضمنهم حراس المحميات”.
لبرنامج سمارت شقين أحدهما إداري وآخر حقلي عن طريق تطبيق سايبر تراكر لجمع المعلومات، حيث يقوم حراس المحمية بإعداد خططهم إعتمادا على هذا البرنامج مسبقا ومن ثم تنفيذ العمليات لاحقا، يساعد هذا البرنامج إدارة المحمية في تفعيل خطط الحماية والتركيز على سد الثغرات عن طريق المراقبة الدائمة في محيط وداخل المحمية، يوفر هذا البرنامج قاعدة للتخطيط وأرشفة المعلومات ومن ثم تحليلها وربطها جغرافيا لتسهيل آلية إتخاذ القرار وتقييم أداء فريق حراس المحمية على المستوى المحلي أو الوطني كما مقارنة الأداء بين مختلف المحميات في حال إستخدم على المستوى الوطني. ما يميز هذا البرنامج هو قابلية إستخدامه في جمع المعلومات الحقلية المتنوعة سواء الخاصة بالأنواع الحيوانية والنباتية وإمكانية تسجيل جميع أنواع المخالفات وأرشفة البيانات ومن ثم تحليلها لاحقا وإعداد التقارير.
أما من جانبها فقد نوهت الأستاذة أصيلة المعلا مديرة إدارة الخدمات العامة والبيئة في البلدية إلى الدور الذي من المفترض أن تقوم به محمية وادي الوريعة الوطنية في تمكين القدرات المحلية عن طريق التدريب والدعم الفني بقولها “تأتي هذه المشاركة في إطار تمكين الكوادر البشرية في بلدية الفجيرة من الإستفادة من تجارب الدول الأخرى ولتأهيل فريق المحمية ليصبح قادرا على دعم الفرق الأخرى من حراس المحميات داخل الإمارة أوحتى على المستوى الوطني لتبني هذه الخبرات ونقلها إلى محمياتهم بما يحقق ويفعل من جهود الحماية ويعززها”.
قامت جمهورية النيبال بإستعراض جهودها في مجال إستخدام برنامج وتطبيق سمارت في ست محميات على المستوى الوطني حيث تقوم القوات المسلحة بإدارة حوالي 1200 جندي وحارس محمية عن طريق إستخدام هذا البرنامج منهم 750 يعملون على مدار الساعة بشكل يومي عن طريق دوريات راجلة وراكبة، جميع هذه الدوريات تقوم بإرسال البيانات عن طريق شبكة الجوال ليستقبلها مركز العمليات بشكل فوري بحيث تنجز التقارير الميدانية خلال مدة لاتتجاوز العشر دقائق ويتم إتخاذ الإجراء اللازم خلال مدة وجيزة، بفضل هذه الجهود إحتفلت جمهورية النيبال بالعام 2015 كأول عام خالي من أي عملية صيد. من الجدير بالذكر أن محمية
اضافة
تشيتوان في نيبال هي أول محمية في النيبال أنشأت في العام 1973 وأول موقع تراث طبيعي عالمي في النيبال وفق منظمة اليونسكو في العام 1984، مساحتها 932 كم مربع وتضم المحمية أنواعا مهددة بالإنقراض مثل النمر البنغالي ووحيد القرن والفيلة الأسيوية والفهود والقرود والغزلان ومركز لإكثار تماسيح الغوريال المهدةة بالإنقراض ومركز لإكثار الفيلة والعقبان.
مازلنا في محمية وادي الوريعة الوطنية نعاني من وجود بعض الخروقات من حين إلى آخر، حيث إستطاع فريق حراس المحمية وبدعم من قيادة الشرطة في الفجيرة القبض على 12 صيادا داخل المحمية في العام 2015 مقارنة مع صيادين إثنين ففقط هذا العام وهو مؤشرإيجابي عن فعالية جهود المراقبة والمتابعة لتي يقوم بها حراس المحمية صرح مرال خالد شريقي مدير العمليات والحماية في المحمية ويضيف شريقي إلى أن رفع الوعي بأهمية المحمية بين السكان المحليين هو هدفنا الأول وعلى المدى الطويل لدعم إستمرار وبقاء الحياة الفطرية وخاصة الحيوانات المهددة بالإنقراض.
نسعى هذا العام للعمل بشكل متزايد مع شركائنا المحليين في محيط المحمية للتخفيف من الضغوط المباشرة على النظام البيئي كالتلوث والصيد وهنا تأتي أهمية هذه البرامج والتطبيقات الذكية التي ستوفر لنا معلومات كمية وجغرافية عن أنواع وأماكن تركز هذه المخالفات والجهد المبذول في سبيل الحد منها يضيف شريقي. أما العوامل أخرى الغير مباشرة والتي تتسبب بتردي نوعية بيئة المحمية كالرعي الجائر وسحب المياه من الآبار فهي تعتبر الأخطر، حيث لاحظنا خلال الأعوام القليلة الماضية تذبذبا كبيرا في منسوب المياه الجوفية في المناطق الساحلية المحيطة بمحمية الوريعة وبدء تملح التربة في العديد من المزارع وذلك بسبب السحب الجائر من آبار المياه للإستخدام الزراعي والتجاري.