أكثر النجوم سطوعاً في السماء هو نجم «سيريوس»، الذي يعرف أيضاً بأنه «النجم الكلب». إلا أن هذه الحقيقية قد تكون على وشك التغير، وذلك لأن العلماء أطلقوا في الفضاء قمراً اصطناعياً سيصبح أكثر النجوم إشراقاً في السماء بمنأى عن الشمس. ويرجع العلماء الفضل في ذلك إلى لوحة عملاقة عاكسة في الفضاء. وتهتم روسيا على وجه الخصوص بهذا المشروع.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير حديث لها، أن الخبراء أطلقوا على المشروع اسم «ماياك» أو «بيكون». ويتطلع المهندسون فيه إلى إطلاق قمر اصطناعي سيصبح أكثر النجوم إشراقاً في السماء، بمنأى عن الشمس. والشكر يعود في ذلك إلى لوح ضخم عاكس يعكس أشعة الشمس إلى الأرض.

ويسعى العلماء إلى إطلاق النجم في الصيف. ومن المتوقع أن يأخذ معه صاروخ «سويوز 2»، وذلك بمساعدة وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس». ويريد الفريق أيضاً وضع المركبة الفضائية التي تحمل اللوح في مدار مترافق مع الشمس على بعد 600 كيلومتر فوق الأرض. وهذا ما يعني أن القمر الاصطناعي دائماً ما سيكون في مسار أشعة الشمس، وبالتالي سيكون مشعاً على الدوام في مختلف مناطق الأرض، خلال دورانه.

وطورت محطة الفضاء الدولية العام الماضي أول طائرة فضائية من نوعها. وتسعى حملة فضاء أخرى إلى إطلاق مشاريع فضائية مشابهة، وتسمى «لونر مشن ون»، وتهدف لإرسال سفن الفضاء الروبوتية للحفر عميقاً في الصخور الواقعة في منطقة القطب الجنوبي للقمر.

وستطلق المركبة الصغيرة عاكساً للطاقة الشمسية على شكل هرم في المدار. ويصل طول العاكس إلى 170 قدماً مربعة، وهو مصنوع من مادة بوليمر أرق من شعرة الإنسان بنحو 20 مرة. ويسعى المشروع إلى الترويج للأبحاث الفضائية في البلاد.

وتتمثل الفكرة في أن من الممكن للمرايا تمديد ساعات النهار، بحيث يصب الأمر في مصلحة المزارعين. وأعلن فريق مشروع «ماياك»، أخيراً، أنه جمع مبالغ كافية من المال لمواجهة المرحلة المقبلة من اختبار الصواريخ.

ويخطط الفريق إلى وضع سفينة الفضاء في «مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع يبعد 600 كيلومتر عن سطح الأرض. وهذا يعني أنه سيكون مترافقاً مع أشعة الشمس باستمرار، وسيكون مشرقاً على الدوام، وذلك من مختلف الأماكن على كوكب الأرض، بينما يتعاقب الكوكب على مختلف المدارات. +4

وقال رئيس المشروع الكسندر لاسينكو، رئيس الدورة الملاحية الفضائية الحديثة في جامعة موسكو الحكومية للهندسة الميكانيكية:«نرسل سفينة الفضاء إلى المدار الذي سيكون أكثر النجوم إشعاعاً في السماء، والذي سنتمكن من ملاحظته من أي مكان على كوكبنا. ويجب أن نظهر أن اكتشاف الفضاء أمر ممكن ومثير للاهتمام. إلا أن أهم ما في الأمر هو أنه بات ممكناً لكل من يهتم بهذا الأمر». ومن اللافت للنظر أن لطلاب الجامعات دوراً مهماً في مشاريع إطلاق سفينة الفضاء المدارية.

قال العلماء إن القمر الاصطناعي لن يخدم هدفاً بعينه، بخلاف اكتشاف ما يمكن فعله في الميدان. ويتضمن العرض إضافة لوح بلاستيكي إلى سفينة فضاء متجهة نحو محطة«مير الفضائية». وصممت هذه كي تظهر ما إذا كان ممكناً للمرايا الفضائية إضاءة بعض المدن أو المواقع أو الأماكن على كوكب الأرض، من خلال عكس أشعة الشمس عليها.
– البيان