بعد رحلة طويلة مع المرض، ودعت الساحة الفنية الإماراتية، اليوم الفنان سعيد راشد النعيمي، الذي طالما شكل بحضوره وأعماله علامة بارزة في مسيرة الدراما المحلية، فقد كان أحد مؤسسيها وأبرز أعمدتها، وهو الذي طالما عرف بإنسانيته، وقدرته على رسم الضحكة على وجوه من تابعوه في مسلسل “اشحفان”.

سعيد النعيمي الذي لعب دور القاضي في “اشحفان” رحل تاركاً بصمة وذكرى عطرة في قلوب من عرفوه وعملوا إلى جانبه، ليظل ورغم رحيله، علامة مضيئة اهتدى بنورها جيل كامل من الفنانين الذين نطالع حالياً أعمالهم على شاشاتنا المحلية.

وكما لف الحزن “بيت” الدراما الإماراتية، غلف كلمات أولئك الذين عرفوه واستطلعتهم “البيان”، متذكرين فيها ما قدموه من أعمال معه، ففي الوقت الذي لم يتمكن فيه الفنان سيف الغانم من التعليق على رحيل النعيمي، لصدمته بالخبر، عاد الفنان حبيب غلوم للوراء كثيراً، حيث قال: ” عندما بدأنا في ثمانينيات القرن الماضي بالمجال الفني، كان الراحل سعيد النعيمي واحداً من كبار فناني الدراما، وأحد موظفي تلفزيون وإذاعة أبوظبي البارزين، وكان رحمه الله، مجتهداً ويحاول دائماً تقديم مافي وسعه لخدمة الدراما الإماراتية، فبعد تقديمه مسلسل “اشحفان” استمر في عطائه ولم يتوقف، حيث قام مع المرحوم أحمد الجناحي وأحمد منقوش بتبني مواهبنا، حيث كان الثلاثة يعملون سوياً في الكتابة والإخراج والتمثيل، سعياً وراء الخروج بعمل درامي إماراتي لامع”.

وأضاف: “سعيد يعد أحد رجالات المجال الفني والثقافي المحلي، وكان دائم الحرص على العمل بوتيرة حماس عالية، لتقديم أعمال مهمة درامياً”. غلوم الذي قدم مع النعيمي أعمالاً كثيرة من بينها “سوالف الفريج” أشار إلى أن الراحل قدم الكثير من الجهد والعطاء للدراما الإماراتية.

ثلاثة أعمال على الأقل جمعت الفنان سلطان النيادي بالراحل، وهي “أحلام السنين” و”سيف نشوان” و”القضية رقم 1″، وعنه قال: “كان الراحل أحد المؤسسين للدراما الإماراتية ولتلفزيون أبوظبي، كما أنه يعد أول مخرج تلفزيوني في الدراما المحلية، وكان معه آنذاك أحمد منقوش.

الراحل طالما ظل يسعى لأن تكون الدراما المحلية في الصدارة، كما كان حريصاً على أن تكون دراما “نظيفة”، لذا فلم يكن يرضيه أي عمل”.

وتابع: “للراحل بصمة مضيئة في تاريخ الدراما المحلية، حتى بعد اعتزاله بسبب كبر سنه ومرضه، حيث دأب على توصيتنا بضرورة أن نقدم أعمالاً جميلة تحمل هموم المجتمع”.

النيادي أكد أن الراحل كان يتمتع بسن ضحوك، قائلاً: “عهدته ضحوكاً، وصاحب بسمة جميلة، ولم يسبق أن رأيته قاطب الوجه، دائم النصيحة لمن يعرفهم”.

أما منصور الفيلي والذي اجتمع معه في “أحلام السنين” فأكد أنه استفاد كثيراً من النصائح التي أسداها له الراحل خلال عمله معه. وقال: “استغرقت فترة تصوير “أحلام السنين” مدة 3 أشهر في الجزيرة الحمراء برأس الخيمة، خلالها تقربت منه كثيراً، خاصة وأنه دأب على نصيحتي وتوجيهي في طريقة الاداء والتمثيل، وعرفته إنساناً ودوداً طيب القلب وضاحك الوجه، وبلا شك أن برحيله فقدت الدراما الإماراتية أحد وجوهها البارزة”.

قدم الراحل العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والإذاعية، إلا أن أبرزها كان المسلسل الكوميدي “اشحفان” الذي يعد من أبرز الاعمال الدرامية الاماراتية والخليجية، حيث لعب فيه دور القاضي، وعرض المسلسل على أغلب الشاشات الخليجية عام 1978.
– البيان