أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استمرار صمود اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، الذي دخل حيز التنفيذ ليل الأحد- الإثنين، رغم الخروقات، مبدياً تفاؤله إزاء التزام الأطراف بتثبيته بالتنسيق مع لجان التهدئة العسكرية المشكّلة لهذا الغرض، والتي وصلت صنعاء مساء أول من أمس، في حين تواصلت الخروقات للتهدئة من قبل الانقلابيين في جبهات عدة، وسط تفاؤل اليمنيين بتحقيق نجاحات غير مسبوقة في مشاورات الكويت المرتقبة.
وفي التفاصيل، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، ولد الشيخ أحمد، على استمرار وقف إطلاق النار وصموده، رغم الخروقات التي تمارسها ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، مبدياً تفاؤله باستمرار تثبيت وقف إطلاق النار، وذهاب أطراف النزاع اليمني إلى مشاورات مباشرة في الكويت.

وقال المبعوث الأممي في تصريحات صحافية، إن التفاهمات التي قادت إلى التهدئة عند الحدود مع المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الضمانات التي قدمتها الأطراف اليمنية، والمجتمع الدولي، والإجماع الموجود من مجلس الأمن، تبعث على التفاؤل بتثبيت وقف إطلاق النار، والذهاب إلى محادثات السلام المقبلة.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أطراف الصراع في اليمن إلى احترام «اتفاق وقف الأعمال القتالية»، الذي بدأ العمل به اعتباراً من منتصف ليل الأحد ــ الإثنين. ورأى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، أن «اتفاق وقف الأعمال القتالية يبدو متماسكاً إلى حد كبير».

ورصدت قوات الشرعية أكثر من 140 خرقاً للتهدئة من قبل الانقلابيين، منها 80 خرقاً في خلال اليوم الأول، فيما تصاعدت الأعمال العسكرية في محافظات تعز وشمال العاصمة، ومأرب والجوف، وشبوة، والبيضاء، وحجة.

في الأثناء، قامت ميليشيات الانقلاب بتحريك قطع عسكرية ثقيلة باتجاه الوازعية وجبهة كرش وحيفان وذوباب جنوب وشرق محافظة تعز، وهي مناطق استراتيجية تمتد على الحدود مع المحافظات الجنوبية ومضيق باب المندب، في خطوة واضحة لاستمرار الانقلابيين في تنفيذ مخطط إيراني يرمي إلى السيطرة على الممر المائي المهم بالنسبة للتجارة الدولية، باب المندب.

وفي حين بدت الرغبة واضحة من جميع أطراف النزاع في اليمن نحو التهدئة والسلام، إلا أن هناك أطرافاً تحمل السلاح لم تشملها الإجراءات الأخيرة الهادفة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أو تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار، تريد استمرار المعارك لاستمرار مصالحها المادية والسياسية، ومنها أطراف موالية للمخلوع صالح أو للحراك الجنوبي المسلح المطالب بالانفصال عن الشمال، وفقاً لمصادر عسكرية متعددة.

وأكدت المصادر أن ما تم تسجيله من خروقات في جبهات تعز، وصرواح بمحافظة مأرب، ونهم في صنعاء، وبيحان في شبوة، لا يرقى إلى احتسابه مؤشراً لانهيار وقف إطلاق النار، أو سيؤثر في الإجراءت المتواصلة للذهاب نحو طاولة المشاورات في الكويت يوم 18 أبريل الجاري.

وأفادت المصادر بمقتل سبعة عناصر من القوات الحكومية في صرواح منذ بدء تطبيق وقف النار، وجندي في بيحان شبوة، إلى جانب تسعة جرحى من قوات الشرعية إثر قصف شنته عناصرالانقلاب، وسقوط قتلى وجرحى لم يحدد عددهم، في معارك نهم، التي أكد الناطق باسم المقاومة في صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم» أنهم سجلوا 37 خرقاً للهدنة من قبل الانقلابيين خلال اليومين الماضيين فيها وحدها.

وأشار الشندقي إلى أن الخروقات تمثلت في القصف بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة والأسلحة المتوسطة على مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة في نهم، فضلاً عن الاشتباكات بالأسلحة الآلية، موضحاً أن الخروقات من قبل الانقلابيين لم تتوقف منذ انطلاقة وقف إطلاق النار، ولا حتى ساعة واحدة.

وقال إن شهيدين سقطا، أمس، جراء تلك الخروقات في صفوف الشرعية، فيما أصيب تسعة آخرون، مؤكداً أنهم ملتزمون بالتهدئة، رغم كل تلك الخروقات.

وفي محافظة مأرب شمال اليمن، استمرت العمليات العسكرية بين الجانبين في محيط المنطقة الحمراء في هيلان، وذلك عقب قيام ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح بعملية التفاف على المنطقة، في محاولة لاستعادتها من أيدي الشرعية، ما دفع قوات الجيش الوطني والمقاومة للتصدي لتلك العملية، وخوض معارك مع الانقلابيين، أدت إلى استشهاد سبعة من قوات الشرعية وإصابة 18 آخرين، وفقاً لمصدر بالمقاومة بمأرب.

وفي محافظة الجوف، شرق اليمن، تواصلت العمليات العسكرية في جميع الجبهات وفقاً للناطق باسم المقاومة بالمحافظة عبدالله الأشرف، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» أن التهدئة ووقف إطلاق النار لم يلمسوه في الجوف، وأن الانقلابيين مستمرون في قصف مواقعهم بمختلف الأسلحة، وأن الهدنة فقط من طرفهم، تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا للشرعية وقوات الجيش الوطني والمقاومة.

وقال الأشرف لـ«الإمارات اليوم» إنهم في مواقع الشرعية تصدوا لعشرات الهجمات التي تشنها ميليشيات الانقلاب خلال اليومين الماضيين من الهدنة.

وأضاف «هناك عمليات قنص متواصلة من قبل الانقلابيين إلى جانب وصول تعزيزات إلى جبهاتهم في الغيل والمصلوب، بعد سيران التهدئة ووقف إطلاق النار»، محذراً من استمرار تلك الخروقات التي ستقودهم إلى استكمال تحرير الجوف من تلك الفلول الانقلابية.

وفي خب والشعف، أكد قائد لواء النصر، العميد أمين العكيمي، أن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة منذ بدء توقيتها، مشيراً إلى أن الانقلابيين قصفوا، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها الكاتيوشا، مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة في صبرين والخنجر والسعرا والخليفين والخرشة.

وفي محافظة تعز جنوب اليمن، أغلقت ميليشيات الانقلاب المعابر المتبقية نحو المدينة من الجهة الشرقية والشمالية، ومنعت الحركة أو التنقل بأي اتجاه، كما قامت بعمليات مداهمة واسعة في منطقة الوازعية والمناطق الغربية، وفقاً لمصدر في المقاومة.

وأكد المصدر قصف ميليشيات الانقلاب المناطق المجاورة لمقر اللواء 35 مدرع بالمطار القديم لليوم الثاني من الهدنة بشكل متواصل، وأن المنطقة سجلت شهيداً آخر أمس، نتيجة ذلك القصف، فيما أصيب سبعة آخرون.

ووفقاً للمصدر، فإن الجندي يوسف المخلافي، استشهد في محيط اللواء 35 مدرع غرب المدينة، وأصيب آخرون جراء القصف المستمر للميليشيات على المنطقة، إذ تحاول تلك الميليشيات التقدم باتجاه استعادة السيطرة على مقر المعسكر.

وفي الوازعية جنوب غرب تعز، استمرت ميليشيات الانقلاب بإرسال تعزيزات إلى المنطقة، حيث وصلت ست دبابات قادمة من معسكر خالد في المخاء غرب تعز إلى قرية الشقيراء والشعوبة وصرح المنصورة، التي شنت فيها الميليشيات حملة اعتقالات واسعة في أوساط المناوئين لها بالمنطقة.

وقال منسق عام جبهات المقاومة بالوازعية نوح الجاسري إن الانقلابيين لديهم مخطط خطر في الوازعية، حيث استحدثوا معسكراً كبيراً لهم في منطقة الباطن، وعززوه بمنصات صواريخ بعيدة المدى، محذراً من مخطط الانقلابيين في المنطقة، حيث أصبحت مناطق راس العارة بين عدن ولحج وكذا العند والمضاربة والساحل قرب باب المندب في مرمى نيران تلك الميليشيات.

وأضاف الجاسري في تصريح صحافي «على قوات الشرعية والتحالف التنبه لمخطط الانقلابيين في الوازعية في جبل الوكر والمنصورة بالوازعية، التي تقوم فيها الميليشيات باستحداث معسكرات فيها، وتعزيز وجودها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إلى جانب قيامها بعمليات تهجير قسري لسكان تلك المناطق».

في الأثناء، وجه رئيس المجلس العسكري بتعز قائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، جبهات الجيش الوطني في تعز للالتزام بالهدنة، مع الاحتفاظ بحق الرد على مصدر النيران.

وفي محافظة لحج جنوب اليمن، قال شهود عيان إن طيران التحالف العربي شن سلسلة غارات على موقع لمسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم «القاعدة»، في منطقة الصماط غرب مدينة الحوطة عاصمة المحافظة لحج.

وأضاف شهود العيان أن الغارات استهدفت مبنى المعهد الصحي الذي يتمركز فيه عناصر القاعدة بمدينة الحوطة. وكان طيران التحالف كثّف غاراته الجوية، أخيراً، على مواقع وتجمعات وأهداف تابعة لتنظيم «القاعدة» محافظة لحج.

وفي محافظة الضالع، استمرت الخروقات من قبل الميليشيات في مناطق حمك ويعيس في شمال الضالع، وقصفت قرى القهرة والدبعة ويعيس، وفقاً لمصدر في المقاومة الشعبية بمريس.

وفي البيضاء وسط اليمن، قصف الانقلابيون قرى ومناطق آل عزان بمديرية الصومعة بالهاونات ومدافع بي 10 وبالمعدلات، حسبما ذكر مصدر محلي بالمنطقة.

الامارات اليوم