عقدت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وعاطف الطراونة رئيس مجلس النواب الأردني جلسة مباحثات رسمية في مبنى مجلس النواب الأردني لبحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين بما يعزز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في جميع المجالات، مع التأكيد على أهمية تبادل الزيارات والخبرات البرلمانية والتنسيق المسبق خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية المختلفة بشأن العديد من القضايا التي من أبرزها القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين السوريين وأثرها في الدول المضيفة ومكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والتركيز على التنوير الفكري وتعزيز السلم لدى المجتمعات المسلمة خاصة العربية في ظل ما تعانيه المنطقة من تطورات وحروب وأحداث.
شدد الجانبان على أهمية توثيق التعاون البرلماني المشترك من خلال تعزيز عمل اللجنة البرلمانية الإماراتية الأردنية وتبادل الزيارات والخبرات وتحقيق الاستفادة المتبادلة وفق التطورات المعاصرة في مجال العمل البرلماني مع التأكيد على أهمية العمل المشترك على تعزيز الرغبة المتبادلة والمشتركة في إشاعة السلم والأمن الدوليين خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة ووجود العديد من الأزمات الدولية والإقليمية والتغيرات السريعة والمتلاحقة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تبعات اللجوء السوري على الأردن وعلى المجتمعات المحلية، الأمر الذي يتطلب نقل الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي عن حجم الضغط الواقع على مختلف القطاعات في الأردن والتي من أبرزها التعليم والخدمات الصحية.
حضر جلسة المباحثات وفد المجلس الوطني الاتحادي المرافق للدكتورة القبيسي – الذي يقوم بزيارة للأردن للمشاركة في فعاليات المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يستضيفه مجلس النواب الأردني – وضم عفراء راشد البسطي وعزا سليمان بن سليمان وعائشة سالم أحمد بن سمنوه وناعمة عبدالله الشرهان وعلياء سليمان.
كما حضر من الجانب الأردني النائب الثاني لرئيس مجلس النواب المهندس خميس عطية والنائب الدكتور هايل ودعان الدعجة رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الإماراتية وعدد من الأعضاء والعضوات.
ورفض الجانبان التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإثارة الفتن الطائفية والعرقية والدينية..وأكدا أهمية احترام حسن الجوار لدول المنطقة في ظل ما يجمع شعوبها من تاريخ وثقافة وحضارة مشتركة، كما أشادا بمواقف دولة الإمارات والأردن تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها المشاركة في التحالف العربي والتحالف الإسلامي والوقوف بكل صرامة وحزم في مكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تفعيل وتطوير العمل العربي البرلماني المشترك للاتفاق على موقف ورؤية واحدة وموحدة بشأن طرح القضايا التي تهم الشعوب العربية خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية المختلفة لاسيما الدولية مع التشديد على ضرورة تطوير عمل المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي لما لها من دور مهم في الاتفاق على طرح القضايا الملحة والبنود الطارئة في ظل ما تشهده الدول المشاركة في تكتلات وتحالفات ووجود مجموعات جيوسياسية تعمل وتركز على مصالح شعوبها ودولها.
وأكدت القبيسي والطراونة أن عدم وضع حلول عادلة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة التي تعاني ويلات الحروب والتطرف والإرهاب. وشددا على أهمية تعزيز التعاون تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية وبخاصة القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار.
وبهذا الشأن أكدت الدكتورة القبيسي الأهمية القصوى للتركيز على أبرز القضايا التي تهم البلدان والشعوب العربية خاصة تلك التي تحظى بالاتفاق ليتم طرحها خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية للوصول إلى أفضل القرارات التي تتماشى مع تطلعات دولنا ومصالحنا كعرب ومسلمين من خلال التفاهم والتعاون والتنسيق بين مجموعات الدول المتماثلة في مبادئها وأهداف سياساتها الخارجية وتعزيز علاقات المجموعة العربية مع المجموعات الجيوسياسية لاسيما في الاتحاد البرلماني الدولي، مشيرة إلى أهمية مذكرة التفاهم التي أبرمها المجلس الوطني الاتحادي ومجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» في الاتحاد البرلماني الدولي في شهر أكتوبر/‏‏ تشرين الأول عام 2014 لأهمية هذه المجموعة التي تضم 26 دولة.
وأكدت أن هذه التجربة الرائدة سيتم توسيعها لتشمل المجالس البرلمانية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تم طرح مقترح من قبل المجلس الوطني الاتحادي لتفعيل التعاون بين البرلمانات الخليجية وهذه المجموعة وتمت الموافقة عليه ومن المهم أن تتطور لتشمل المجموعة العربية.
وفي بداية اللقاء رحب الطراونة بوفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة الدكتورة القبيسي في بلدهم المملكة الأردنية الهاشمية..وقال «نتقدم بعظيم الشكر لقيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات على الدعم اللامحدود الذي يقدمونه للأردن لمساعدته على الصمود في وجه الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية خاصة وأن النيران مشتعلة على حدوده».
وأكد عمق ومتانة العلاقات القائمة بين البلدين والتي تحظى برعاية ودعم لامحدود من قبل قيادتي البلدين، معرباً عن تقديره للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للأردن في شتى المجالات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال إن دولة الإمارات تعتبر من أوائل الدول السباقة في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية العاجلة للدول.
وأكدت الدكتورة القبيسي أن العلاقات الإماراتية الأردنية كانت على الدوام مثالا لعلاقات الأخوة الراسخة بفضل دعم قيادتي البلدين الرشيدتين منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الملك الحسين بن طلال ويتواصل هذا النهج في ظل توجيهات وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة..وقالت «نحن شعب واحد ونثمن حكمة قيادة الأردن في العبور به إلى بر الأمان».
وفيما يخص التعامل الدولي مع قضية اللاجئين والعبء على دول الجوار السوري خاصة الأردن.. نبهت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى مسألة تعامل مختلف دول العالم مع هذه القضية وعدم الخلط بين اللاجئ القادم من دول تعاني حروبا وصراعات واللاجئ الذي يندمج معهم وهو قادم من دول لا يوجد فيها حروب أو صراعات وربما تعاني ظروفا اقتصادية.

الخليج