واصلت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 11 أبريل الماضي، حيث رصدت لجان المراقبة المحلية أكثر من 113 خرقا في 7 محافظات، أسفرت عن مقتل جندي و4 مدنيين (3 نساء وطفل). في وقت أطلقت قوات الشرعية حملة أمنية واسعة لتعقب عناصر تنظيم «القاعدة» في أنحاء المكلا بمحافظة حضرموت عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف معسكر الدفاع الساحلي وأسفر عن سقوط 30 قتيلا وجريحا، وقال قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني «اعتقلنا منذ استعادتنا المكلا في 24 أبريل نحو 250 عنصرا من القاعدة بينهم قياديون كبار أحدهم يدعى محمد صالح الغرابي المعروف بـ«أمير الشحر».
ورصدت لجان المراقبة أكثر من 36 خرقا للهدنة من قبل المليشيات في تعز، تركزت معظمها في محيط عاصمة المحافظة، حيث اندلعت معارك شرسة، خصوصا في الجبهتين الغربية والجنوبية ما أسفر عن سقوط قتلى معظمهم من المتمردين. وحققت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية تقدما في المواجهات ببلدة الوازعية غرب تعز، حيث سيطرت على مناطق جديدة بالقرب من مركز البلدة واستولت على أسلحة وذخائر. وقتل طفل وأصيب ثلاثة مدنيين بالغين بينهم امرأة في قصف عشوائي للمليشيات استهدف قرى سكنية في منطقة الأقروض ببلدة المسراخ جنوب تعز.
وأكد قياديان ميدانيان في المقاومة إفشال محاولات تقدم للمليشيات باتجاه بلدتي كرش والمضاربة شمال وشمال غرب لحج المجاورة بعد اشتباكات عنيفة انتهت إلى مقتل العديد من الحوثيين وتدمير ست مركبات عسكرية تابعة لهم. وقتلت امرأة وأصيبت أخرى وطفل باستهداف المليشيات سيارة كانت تقل مدنيين في منطقة الهجر بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد. ولقي جندي وامرأة مصرعهما وأصيب جنود ومدنيون بقصف مدفعي وصاروخي شنته المليشيات على مواقع للجيش ومناطق سكنية في مدينة حرض الحدودية مع السعودية بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.
وسجلت فرق الرصد 11 خرقا للهدنة ارتكبته المليشيات في حجة خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، بالإضافة إلى 25 خرقا في مناطق جنوب وغرب محافظة مأرب شرق صنعاء. وخرق المتمردون الهدنة أكثر من خمس مرات شمال محافظة الضالع بعد أن هاجموا مواقع المقاومة وأحياء سكنية بالمدفعية والقذائف الصاروخية ما أسفر عن مقتل امرأة وجرح مدنيين آخرين. كما ارتكبت المليشيات سبعة خروقات في بلدات ذي ناعم والزاهر ومكيراس بمحافظة البيضاء (وسط)، إضافة إلى خروقات عدة في محافظة شبوة (جنوب شرق) حيث اطلق المتمردون صواريخ كاتيوشا على مواقع للجيش والمقاومة في بلدتي عسيلان وبيحان.
واختطف عناصر من جماعة الحوثي قائد لواء العمالقة مع عدد من ضباطه في محافظة عمران شمال اليمن واقتادوهم إلى صنعاء. وكان لواء العمالقة أو«اللواء 29 ميكانيكي»تعرض لحصار من قبل الحوثيين وقوات صالح بسبب رفض اللواء القتال إلى جانب التمرد في مواجهة قوات الشرعية. واعتبر العميد سمير الحاج عضو لجنة التهدئة الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية في مقابلة مع«سكاي نيوز عربية»أن إقدام الحوثيين على اختطاف قائد لواء العمالقة وعدد من الضباط المعاونين كفيل بإفشال محادثات الكويت.
من جهة ثانية، أطلقت قوات الشرعية في المكلا، حملة أمنية واسعة لتعقب عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي عقب الهجوم الذي استهدف معسكر الدفاع الساحلي في منطقة خلف. وأفاد مصدر في المنطقة العسكرية الثانية في المكلا لـ«الاتحاد»أن الحملة التي تشارك فيها قوة مشتركة من الجيش والأمن بدعم من قوات التحالف العربي في مختلف المدن الساحلية ستعمل على رصد بؤر الإرهاب واقتلاعها، وكذلك تعقب الخلايا الإرهابية والجماعات المتطرفة التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار. وأضاف«أن هذه العناصر تتحرك بالخفاء وتحاول استهداف رجال الجيش بسبب الهزيمة الأخيرة للتنظيم، ولكن هناك خطة مدروسة لتعقب الخلايا الإجرامية والنيل منها وإعادة الأمن والسكينة للأهالي في حضرموت».
وأصدرت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بلاغا أمنيا ناشد أهالي حضرموت ضرورة التكاتف مع رجال الأمن والجيش من أجل حماية المجتمع ودحر الإرهاب والإرهابيين، والإبلاغ عن أي تحركات إرهابية أو الاشتباه بوجود متفجرات للحد من فرص ارتكاب الجريمة الإرهابية والوقاية من التفخيخ والانفجارات وإيجاد بيئة أفضل لأفراد المجتمع. وخصصت قيادة المنطقة غرفة عمليات وطوارئ لاستقبال البلاغات، مؤكدة أن إشراك المجتمع مع الأجهزة الأمنية والجيش في محاربة الإرهاب سيعمل على استتباب الأمن وسينهي العنف والدمار الذي تقوم به هذه العناصر الإرهابية.
وقال المتحدث الرسمي باسم المقاومة الجنوبية علي شايف الحريري لـ«الاتحاد»إن التفجير الذي حدث في المكلا وراءه نفس أيادي الانقلابيين التي تعبث بالمدن المحررة، وأن الغرض منها محاولة يائسة لخلط الأوراق وإرباك التحالف العربي عن مواصلة أهدافه في تطهير هذه الجماعات المتطرفة. وأضاف«تحدثنا في وقت سابق حول الارتباط الوثيق بين الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، وقدمت دلائل على أن هذا التنظيم صناعة من قبل المخلوع صالح والإخوان ويؤدي مهامه لخدمة هذه القوى التي كشفت مخططاتها مؤخرا في ظل الحملات الواسعة التي تقوم بها المقاومة والجيش بمساندة من قوات التحالف والتي أفضت إلى تحرر المدن من هذه التنظيمات الإرهابية».
وأشار إلى أن المخلوع صالح والإخوان المسلمين لم يستوعبوا أن العالم قد أدرك ألاعيبهم وخططهم التي لم تنطل على أحد، وآخرها اكتشاف الأسلحة التي قدمها التحالف للمقاومة في تعز سابقا واستولى عليها الإخوان هناك وإرسالها إلى عناصر تنظيم القاعدة في المكلا. وأكد أن التنظيمات الإرهابية في المدن المحررة تمت هزيمتها خلال 72 ساعة وأن ملاحقة خلاياها سوف يتواصل في كل المناطق من أجل اجتثاث جذور الإرهاب وتطهير المدن الجنوبية من هذه الآفة التي يحاول المخلوع صالح والإخوان زراعتها لإعاقة انتصارات التحالف.
وفي عدن، استهدف مسلحون مجهولون أمس مركز شرطة مديرية البريقة عن طريق زرع عبوة ناسفة في محيطه وتفجيرها عن بعد. وقال مصدر في الشرطة إن انفجار العبوة لم يسفر عن سقوط ضحايا، وأضاف أن قوة أمنية وعسكرية انتشرت في أحياء متفرقة من البريقة لتعقب العناصر التي قامت بزرع العبوة وتفجيرها. فيما ضبطت قوة من المقاومة عبوة ناسفة تم زرعها بالقرب من مسجد أبو بكر الصديق في حي ريمي بمديرية المنصورة كانت معدة للتفجير وتم إبطالها من قبل خبراء متفجرات. وأكد مصدر اعتقال عدد من المشتبه بهم في المنطقة وإحالتهم للتحقيق.
الاتحاد