في حدث استثنائي كان المطر فيه حليفاً لشغف الصينيين في قضاء ليلة أسطورية مع “سنو وايت” و”ساندريلا” و”صوفيا” و”جيزيل” و”ميكي ماوس” و”دونالد داك”، تم الإعلان عن افتتاح مدينة ديزني لاند في مدينة شنغهاي الصينية.
“حلمنا أصبح حقيقة”، بهذه الكلمات عبّر المدير التنفيذي لشركة ديزني لاند الأميركية روبرت إيغر عن سعادته أثناء افتتاح أول وأكبر منتجع سياحي لشركته في الصين، والسادس من نوعه على مستوى العالم.
تميّز الحفل الذي حضره عشرات الآلاف من الجمهور بضخامته ولوحاته الفنية المنوعة التي مزجت بين التراث الصيني والعصرنة الغربية، بالإضافة إلى تجسيد شخصيات وأميرات عالم والت ديزني الخيالية لتصبح واقعاً ملموساً، وكائنات حية ترقص وتغني للصينيين بلغتهم وعلى أرضهم.
ويعتبر المشروع واحداً من أكبر الاستثمارات الأجنبية في الصين، بتكلفة بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار، وتوقع محللون أن يبلغ عدد الزوار خلال العام الواحد نحو خمسين مليون زائر، وبذلك تكون مدينة ديزني في شنغهاي أكبر موقع ألعاب يرتاده الزوار في العالم.
ويضم المنتجع الذي صمم وفق الطراز الصيني عدداً من الحدائق والفنادق ومراكز التسوق ومطاعم الوجبات السريعة، ويعمل فيه نحو عشرة آلاف موظف لخدمة الزائرين.
وحددت أسعار تذاكر دخول المدينة الترفيهية بـ56 دولارا في الأيام العادية، و75 دولارا في فترة الأعياد والعطل الرسمية.
وتملك الصين بموجب الاتفاق الذي تم مع مجموعة شركات “شنغهاي شندي” المملوكة للدولة، 57% من أسهم المدينة، بينما تملك شركة ديزني لاند 43% فقط، وهي أقل النسب بين منتجعات الشركة الستة المنتشرة حول العالم.
وتعوّل ديزني لاند على كبر السوق الصيني الذي يُتوقع أن يدر على الشركة قرابة ثلاثة مليارات دولار سنوياً، وهذا ما جعلها تقبل شروطا في الصين لا يمكن أن تقبلها في أي مكان آخر.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة في كلمة الافتتاح “لم نبن مدينة ديزني في الصين، بل بنينا مدينة ديزني لاند صينية تراعي الثقافة والموروث الصيني”، وأضاف “نريد أن نشعر الزوار الصينيين بأنهم مرحّب بهم، وأن المدينة أنشئت خصيصاً لهم لتناسبهم وتناسب ثقافتهم”.
وعبر عدد من الصينيين المتعصبين لقوميتهم وهويتهم الثقافية عن معارضتهم لافتتاح ديزني لاند في مدينة شنغهاي، باعتبار ذلك شكلا من أشكال العولمة والغزو الثقافي الخارجي للموروث والثقافة الصينية التي بقيت -على حد قولهم- لقرون طويلة محصّنة ضد الغزوات الفكرية الغربية.
ودعا ناشطون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية إلى مقاطعة المدينة الترفيهية، وتغيير وجهة الجمهور الصيني باتجاه منتجع “واندا” السياحي، الممثل من وجهة نظرهم للثقافة الترفيهية الصينية.
ومنتجع “واندا” السياحي واحد من أكبر المشاريع التي أقامتها مجموعة “واندا” الصينية على غرار منتجع ديزني لاند، حيث أعلن عن افتتاح المنتجع يوم 28 مايو/أيار الماضي بتكلفة بلغت ثمانمئة مليون دولار.
وقال القائمون على المشروع إن الشركة تهدف إلى تخطي ديزني لاند كعلامة تجارية، على الأقل في الوسط الصيني الذي بات يتودد -حسب رأيهم- للثقافة الغربية.

الجزيره