أحيا عشرات الآلاف من المصلين في مساجد الدولة أمس، ليلة القدر المباركة، واكتظت المساجد بالمصلين بين خاشع ومبتهل وتالٍ للقرآن الكريم، وابتهل المصلون إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتقبل صلاتهم وقيامهم وركوعهم وسجودهم في الشهر الفضيل، وشهد جامع الشيخ زايد في أبوظبي إقبالاً كبيراً من جانب المصلين لإحياء ليلة القدر، وكافة مساجد الدولة.
وكانت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف قد حرصت على تذكير جموع المسلمين بهذه الليلة المباركة وفضائلها، من خلال دروس وعظية ألقيت عقب صلاة عصر أمس، وحث فيها أئمة المساجد على قيام هذه الليلة المباركة وبأنها تعدل ألف شهر، وهيأت الهيئة كافة المساجد لاستقبال وفود الرحمن الذين قدموا لإحياء هذه الليلة المباركة، وأكدت الهيئة أن إحياء هذه الليلة عبادة وتضرع ومناجاة تزيد في الرجاء بأن يستجيب الله سبحانه وتعالى لمن أحيوها بدعائهم.
وتوافقت ليلة أمس مع صلاة الجمعة حيث حثت الخطباء على اغتنام هذه الليلة المباركة، مؤكدين أن ليلة بهذا القدر فرصة لكل مسلم بأن يجتهد في تحصيل فضلها، واغتنام ثوابها، بكثرة الأعمال الصالحة، لتكون مسك الختام لشهر رمضان.
وأشاروا إلى أن الإنسان يبذل طاقته، ويظهر لله تعالى من نفسه خيرا، ويجتهد في العبادة، فيتقرب إليه سبحانه بذكره، ويثني عليه بشكره، ويكثر من الصدقات، ويرتل القرآن، ويحافظ على الصلاة في جماعة، قال سعيد بن المسيب: من شهد العشاء من ليلة القدر، فقد أخذ بحظه منها.
ومن أدى صلاة التراويح كاملة مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر قيام ليلة، وأكثر ما يدرك به فضل ليلة القدر أن يقوم المرء قبل الفجر بين يدي ربه قائماً وساجداً، يتضرع إليه، فيجمع بين الوقتين الفاضلين: وقت السحر وليلة القدر، فإن ذلك مظنة استجابة الدعاء الذي أمرنا سبحانه به، وتفضل علينا بالإجابة، فقال تعالى:(ادعوني أستجب لكم).
وقال الدكتور محمود حسن عبدالحق من علماء الأزهر الشريف: «لايلزم من قيام هذه الليلة أن يعلم من أدركها وقامها أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة، وذلك لاجتهادهم».
وأضاف: «هذه مواسم الخير، وهذه أيام الفرص، وهذه أيام الفلاح، فلا تنشغلوا عنها بلهو أوسمر، ولا تنشغلوا عنها بحطام الدنيا الفانية، ولكن بادروا واسرعوا، وفروا إلى الله، فإن الإنسان منا لا يدري هل يعود إليه رمضان فيجده في الدنيا، أو يعود إليه فيجده رهين قبره حبيس عمله، نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته».
وابتهل المصلون إلى الله في دعاء القنوت بأن يحفظ الإمارات حكومة وشعباً، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان، كما ابتهل المصلون بأن يديم موفور الصحة والعافية على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات، كما دعا المصلون الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد بوافر رحمته المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه حكام الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمته.
الاتحاد