تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كرم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عدداً من المعلمين المتميزين الذين كانت لهم إسهامات بارزة في رعاية وتأهيل جيل المستقبل من الطلبة والقادة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونظمت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، أمس، الدورة الافتتاحية من منتدى «قدوة» للاحتفاء بالمعلم، تزامناً مع اليوم العالمي للمعلم، كجزء من رؤيتهما المشتركة للنهوض بقطاع التعليم في ظل عالم سريع التغير.

وحضر فعاليات المنتدى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة.

والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وعدد من الشيوخ والوزراء وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وجمع كبير من العاملين في قطاع التعليم في دولة الإمارات وخارجها.

وسلط المنتدى الضوء على تطور قطاع التعليم في العصر الرقمي، واستقطب عدداً من الشخصيات الرائدة في مجال التعليم من مختلف أنحاء العالم، وشملت قائمة المتحدثين معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، والدكتور علي راشد النعيمي، المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم، اللذين تحدثا عن أهمية التربية الأخلاقية، ودورها في توجيه وإرشاد أجيال المستقبل.

وكان من بين الحضور معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي، والدكتور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم البحريني، وساني جران لاسونين، وزيرة التربية والتعليم الفنلندية.

وأشاد معالي حسين الحمادي بنجاح المنتدى في تسليط الضوء على الدور الفاعل للمعلمين حمَلة مشاعل التنوير، ومساعيهم الثمينة إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم في دولة الإمارات، بقيادة وتوجيه وزارة التربية والتعليم.

وقال معاليه: «إن الكادر البشري من خريجي الدولة الركيزة الأهم لبناء اقتصاد المستقبل ورفعة الوطن والمجتمع، ونحن نؤمن بأهمية المعلمين وحجم مسؤوليتهم، فهم عنصر أساسي في هذه المعادلة، لما يقومون به من تحفيز الطلاب وتشجيعهم على بلوغ آفاق ودروب جديدة من التطور والرقي».

وأضاف معاليه أن وزارة التربية والتعليم تعمل على تعزيز كادرها التعليمي، واستقطاب المعلمين المدربين والمؤهلين للاستجابة لثقافة الابتكار واستخدامها لتوجيه طلابهم، وهنا تتجلى أهمية الندوة ونجاحها في إدراك التميز في التعليم في دولة الإمارات، وتحقيق التفاهم والمشاركة من المعلمين، لتحقيق مهمة الوزارة ومساعيها الحثيثة لبلوغ الريادة في مدارسنا.

ومن جهتها، أشادت معالي جميلة المهيري بمنتدى قدوة الذي يأتي برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو ما يدل على الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة بالمعلم، وحرصها على تطوير مهاراته، ودفع الجهود نحو تطوير التعليم، بما يسهم في تحقيق أجندة الدولة ورؤية 2021.

وأكدت معاليها أهمية دور المعلم بصفته خط دفاع أولياً عن مكتسباتنا وإنجازاتنا، مشيرةً إلى أن التعليم المتميز سيظل هاجسنا، وسيظل المعلم المتميز والملهم، الذي يبني علاقات إيجابية مع الطلبة وأولياء الأمور، ويحسن ابتكار أساليب تدريس تلبي احتياجات الطلبة، ويدعم جهود التطوير، هو الأداة التي ستمكننا من الوصول إلى مخرجات ذات تنافسية عالمية.

وقالت معاليها: «تسعى الإمارات بخطى حثيثة لبناء مجتمع يرتكز على المعرفة، وذلك من خلال الاستثمار في الإنسان، عبر توفير تعليم نوعي لطلبتنا، وإطلاق المبادرات التي ترفع مكانة وكفاءة المعلم».

ودعت جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع إلى الإسهام في دعم الوزارة للنجاح في هذه المبادرات، مؤكدةً أهمية استقطاب العناصر المواطنة الشابة إلى مهنة التعليم بجميع مراحله وتخصصاته، ليشكلوا القدوة لأبنائنا الطلبة.

وأكد الدكتور علي النعيمي أن القيادة الرشيدة لديها إيمان راسخ بالدور المحوري الذي يضطلع به المعلم في تنشئة أجيال المستقبل وإعدادها للتغلب على التحديات المختلفة.

وقال: «نواجه اليوم مجموعة من التحديات الفكرية والسلوكية التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال التعليم، ويجب على المعلمين توجيه وإرشاد الأطفال، الذين سيصبحون قادة المستقبل، إلى طريق الإنسانية والأدب والتسامح، فهذه هي القيم التي لطالما عرفت بها ثقافة دولة الإمارات وشعبها، والتي يجب غرسها في نفوس أطفالنا في بداية حياتهم».

وتحدثت ساني جران-لاسونين، وزيرة التربية والتعليم الفنلندية، عن أهمية بناء قدرات المعلمين في تطوير نظام التعليم، وقدمت أفكاراً ورؤى نابعة من نظام التعليم الفنلندي الذي يعد أحد أكثر الأنظمة التعليمية تطوراً على مستوى العالم، وفقاً للبيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتتولى جران-لاسونين مسؤولية تطبيق استراتيجية وزارة التربية والتعليم الفنلندية لعام 2020 التي تهدف إلى تعزيز قاعدة المعرفة في فنلندا، من خلال الاستجابة للتوجهات الجديدة في قطاع التعليم، ودمج التكنولوجيا داخل الفصول الدراسية. وناقش المشاركون، خلال 3 جلسات حوارية جرى تنظيمها في المنتدى، كيفية تغير مشهد التعليم، وسلطوا الضوء على الدور المهم الذي يضطلع به المعلمون في إثراء العملية التعليمية.

وشارك في الجلسة العامة الأولى، التي جاءت تحت عنوان «التعليم من أجل الغد: مستقبل التعميم»، كل من الدكتور أندرياس شلايشر، والدكتورة تاليثيا ويميامز، والدكتور تشالاباتي نيتي وبول توف، بينما حملت الجلسة العامة الثانية عنوان «مهنة فاضلة وأفكار مثيرة للاهتمام وموارد قيمة: الدور الاستثنائي والمتغير للمعلمين».

وشارك فيها كل من الدكتور زكي نسيبة ونافذ دقاق والدكتورة كريمة المزروعي والدكتور حمد اليحيائي، وأما الجلسة الثالثة فكانت حلقة النقاش وزارية، وشارك فيها كل من معالي حسين الحمادي وساني لاسونين والدكتور علي النعيمي.

وشكلت الجلسات منصة للشخصيات البارزة محلياً وإقليمياً لمشاركة الرؤى والأفكار حول العصر الرقمي، إضافة إلى استعراض العوامل التي تصنع التغيير في مجال التعليم مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتكنولوجيا النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد.

وتزامناً مع الجلسات الحوارية، حظي نحو 3500 معلم من مختلف أنحاء الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي بفرصة حضور معرض خاص، تمكنوا خلاله من الاطلاع على أحدث التقنيات وأساليب التدريس التي بدأت بالفعل في تغيير مشهد التعليم.

وفي نهاية المنتدى، كرّم سمو الشيخ هزاع بن زايد 20 معلما متميزاً من الذين كانت لهم إسهامات بارزة في رعاية وتأهيل جيل المستقبل، وهم ماجدة عبد الفتاح، وعديلة محمد حسين، وفريدة عبد الرحيم، وتقوى محمد عبده الكعبي، وريم سالم جبور، وعائشة عبد الله سليمان الهنائي، ونعيمة ناصر العلوي، وبهجة نعمان الهويدي، وعزيزة مصطفى قطب.

وسحر محمد ناصر، ورويدة محمد مروة، ومنى عبيد خليفة السويدي، ومريم أحمد عاشور، وليلى عبيد سالم مطوع اليماحي، وخالد عبد الله محمد عبد الجبار الأبلم، وفاطمة يوسف علي يوسف، وفاطمة خلفان علي خلفان المطوع، وبدرية محمد عبد الله الحمادي، وإسماعيل حسين علي الحوسني، ونورة عبد الكريم الأحمد.

وتفقد سمو الشيخ هزاع بن زايد، برفقة سمو الشيوخ وأصحاب المعالي، معرض تقنيات التعليم الذي جرى تنظيمه بالشراكة مع رواد مجال تزويد حلول وخدمات التعلم للمؤسسات الأكاديمية والحكومات والشركات، والذي سلط الضوء على الابتكار في قطاع التعليم.

حيث تعرف سموه إلى أقسام المعرض المتخصصة في إنترنت الأشياء، والروبوتات والرجل الآلي «ناو»، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والحوسبة الثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والترميز والبرمجة والفضاء.

وشارك في المعرض كل من وكالة الإمارات للفضاء ومصدر ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وشركة ستراتا للتصنيع، حيث استثمرت جميع هذه الجهات بشكل مكثف في تطوير عملية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتأهيل قادة المستقبل لقطاع الأعمال الذين سيساعدون على تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي لدولة الإمارات.

عقد منتدى «قدوة» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلمين، وهو مناسبة سنوية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» عام 1966، للاحتفاء بالإنجازات الهائلة للمعلمين.

وام