الفجيرة نيوز- أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن مرحلة تطوير التعليم التي شرعت بها الوزارة العام الماضي تدخل فصلاً جديداً ومرحلة استثنائية ومهمة، ترتكز على بناء المدرسة الإماراتية وفق معايير عالمية، إذ سيشهد العام الدراسي الجديد نقلة نوعية وفارقة في مختلف مكونات المنظومة التعليمية، بدءاً من المناهج الدراسية المطورة والمبتكرة، والأنشطة، والبيئة المدرسية الحاضنة لمواهب الطلبة الإبداعية، مروراً بالهيئات التدريسية التي سعت الوزارة إلى استقطاب صفوة المعلمين سواء من الداخل أو الخارج، وصولاً إلى اعتماد مسارات تعليم وتعلم جديدة للمرحلة الثانوية كفيلة بتخريج طلبة قادرين إلى الولوج للتعليم الجامعي بكفاءة واقتدار.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التربية والتعليم وشركة “ماكغراو- هيل إديوكيشن” المتخصصة في تعلّم العلوم، لإعداد المناهج التعليمية لمادتي الرياضيات والعلوم لجميع المراحل المدرسية من الروضة وحتى الصف الثاني عشر، وذلك بالنسقين الإلكتروني والمطبوع، ووفقاً للاتفاقية تستمر لمدة سبع سنوات بدءاً من العام الدراسي الجاري.

وتم اختيار محتوى المناهج الدراسية الجديدة استناداً إلى أحدث المواد المتقدمة والشاملة وفق المعايير الأميركية، وبما يتماشى مع الإطار الوطني لمعايير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تم إعداد جميع المواد الدراسية باللغة العربية للعام الدراسي 2016-2017 على أن يتم البدء بتدريسها بدءاً من العام الدراسي الحالي.

وقال معالي حسين الحمادي، إن الوزارة استمدت رؤيتها الاستشرافية لمستقبل التعليم في دولة الامارات من مرتكزات وثوابت عدة، آخذة بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، ومستلهمة محددات النهوض بمستوى التعليم في الدولة وفق أفضل الممارسات العالمية ومنظومة التوجيه الوطنية التي تشمل الأجندة الوطنية والخطة الاستراتيجية للوزارة وتوصيات الخلوة الوزارية الهادفة إلى إعداد الطلبة لمجتمع المعرفة، ممتلكين مهارات القرن 21، وهو ما حدا بها إلى وضع خارطة تعليم عصرية تستنهض همم الميدان التربوي وفي الوقت ذاته تعنى بالتعليم منذ مرحلة رياض الأطفال إلى التعليم الجامعي بما يعزز من توجهات الدولة نحو الوصول إلى تعليم تنافسي من الطراز الأول.

وأعتبر أن هذه الانعطافة التاريخية في مسارات التعليم التي سعت الوزارة إلى انتهاجها جاءت لتحاكي الحاجة الماسة لتعليم عصري مستدام يواكب مسيرة التنمية والتحولات المتسارعة التي تشهدها الدولة، ولبناء منصة لكفاءات وطنية متمكنة وقيادية تتمتع بمهارات عالية ومتسلحة بالعلم، ولسد احتياجات الدولة من التخصصات العلمية في مجالات حيوية يتعطش إليها سوق العمل في الطب والعلوم والهندسة والطاقة والفضاء، وغيرها، وهو بدوره ما سيسرع من عجلة النمو الاقتصادي والتحول نحو مجتمع اقتصاد المعرفة.

وشدد معاليه على أن الوزارة حرصت على الأخذ وتتبع واستخلاص أفضل الأنظمة التعليمية العالمية، مستفيدة من تجارب الأنظمة التدريسية الحديثة الأخرى، وبما يتوافق في الآن ذاته مع الاعتبارات التي تشكل هيئة المجتمع المحلي الاماراتي، ليأخذ التعليم منحى جديداً يتصف بالديمومة وليكون في الوقت ذاته قاطرة لنا للعبور عبر بوابة التميز والتطور المعرفي والتنموي والتكنولوجي.

وذهب معاليه إلى أن المواد الدراسية الجديدة التي طوّرتها “ماكغراو-هيل إديوكيشن” تأتي استجابة لمتطلبات عميلة النهوض في التعليم بالدولة، لتوفير نظام تعليمي فعال بما يسهم في تحقيق توجهات الدولة وتطلعات القيادة الرشيدة في إحداث نقلة معرفية والاستثمار في التعليم لبناء مجتمع قائم على المعرفة، مشيراً إلى أن المناهج الدراسية الجديدة خطوة مهمة على صعيد تحقيق أهم مقتضيات الريادة التعليمية، وأن الوزارة حرصت على اختيار شركة عالمية لها باع طويل وقدرات هائلة في مجال التعليم بما يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية التي وضعتها الوزارة ضمن استراتيجيتها وخططها التطويرية.
16c749_01
من جانبه، قال ديفيد ليفين، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة “ماكغراو-هيل إديوكيشن”: “تعد دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة عالمية ناشئة للتعليم، وأن هذه الاتفاقية تؤكد أن التعليم في دولة الامارات يعد اولوية لذا يحظى بدعم كبير “.
من جانبه، قال مارك دورمان، رئيس “ماكغراو-هيل إديوكيشن إنترناشيونال آند بروفيشينال إن دولة الإمارات تعتبر وجهة مهمة ومثالية بالنسبة إلينا، ونتطلع قدماً لتوفير برنامج استثنائي يمتاز بتأثير ملموس على المحصلة التعليمية في الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي، والعالم بأسره”.
وتوفر “ماكغراو-هيل إديوكيشن” حلولاً تعليمية تركز على النتائج، حيث تقدم محتوى منسّق وأدوات ومنصات تعليمية رقمية للطلبة في الفصول الدراسية لنحو 250,000 معلّم في المراحل العليا، و 13,000 منطقة تعليمية من مرحلة ما قبل الروضة، وحتى الصف الثاني عشر، إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية، والمتخصصين، والشركات.
وتوزّع الشركة منتجاتها في أكثر من 135 دولة في كل من آسيا والباسيفيك، وأوروبا، والهند، وأميركا اللاتينية، والشرق الأوسط، وأميركا الشمالية، بونحو 60 لغة، وتضم “ماكغراو-هيل إديوكيشن” قرابة 4,800 موظف يعملون في أكثر من 35 مكتباً في 28 دولة.
وتقدم شركة “ماكغراو-هيل إديوكيشن” المتخصصة في تعلّم العلوم تجارب تعليمية وفق المتطلبات الشخصية، التي تساعد الطلبة والآباء والمعلّمين والمتخصصين على تحقيق النتائج، وتمتلك عدة مكاتب في أنحاء مختلفة من العالم في كل من أميركا الشمالية، والهند، والصين، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأميركا الجنوبية، وتوفر حلولاً تعليمية بـ 60 لغة.