الفجيرة نيوز – : يبدأ الطلاب المتنافسون في المراحل النهائية من تحدي القراءة العربي بالوصول إلى أرض دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم للتنافس في المرحلة ما قبل النهائية من “تحدي القراءة العربي” الذي ينظم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والذي سيتم أثناءه تتويج الطالب الفائز بالدورة الأولى لتحدي القراءة العربي والذي سيحصل على جائزة قدرها 150 ألف دولار، وكذلك تحديد المدرسة الفائزة بالتحدي والتي ستفوز بمليون دولار.

وسيشارك الطلبة الذين يبلغ عددهم ثمانية عشر طالباً وطالبة في المرحلة ما قبل النهائية من المسابقة التي ستنعقد في دبي على مدى يومين لاختيار 3 متسابقين ينتقلون إلى مرحلة التصفيات النهائية التي تقام يوم 24 أكتوبر في أوبرا دبي. وخلال هذه المرحلة ما قبل النهائية ستعمل لجنة تقييم مؤلفة من عددٍ من المعلمين المتخصصين في اللغة العربية والآداب والتربية على اختبار قدرات الطلبة المرشحين من حيث الاستيعاب والفصاحة والتعبير والنقد والتفكير التحليلي لدى الطلبة المشاركين.

وبعد انتهاء هذه المرحلة التي تمتد على يومين ينتقل الفائزون فيها إلى المرحلة الأخيرة التي ستنعقد في أوبرا دبي ليتوج واحد منهم “بطل تحدي القراءة العربي” وذلك في حفل ضخم بحضور عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين من القطاع الحكومي وقطاع التعليم والثقافة وبمشاركة محلية وعربية واسعة ووفود من 21 دولة مشاركة تضم الطلبة العشر الأوائل في التحدي عن كل دولة ومدراء المدارس المتميزة والمشرفين، إلى جانب ممثلي البعثات الدبلوماسية لدى دولة الإمارات.

ومن جهتها اعتبرت لجنة تحكيم “تحدي القراءة العربي” أن عملها ليس تكليفا بقدر ما هو واجب تربوي وعلمي وثقافي كبير لما لهذه المسابقة من أهمية بالغة يضيق بها الوصف. وذكرت أن هذا التحدي عمل على إحياء الاهتمام بالقراءة باللغة العربية لدى جيل كامل من الأطفال وجاء في وقت نحن في أمس الحاجة إليها، ولذا تولد الشعور أن هناك مسؤولية كبيرة للغاية ملقاة على عاتقهم. ونوهت اللجنة بالصدى الذي لقيته المسابقة والإقبال الكبير الذي شهدته من ملايين الأطفال من مختلف البلدان الأمر الذي يجعل المعلمين والتربويين في غاية الفخر والسعادة لمشاركتهم فيما يبشر بنهضة حقيقية سيكون لها دون ريب أثر بالغ وستذكر مستقبلاً على أنها كانت الجذوة التي أشعلت حماس أجيال بأكملها على القراءة وأعادت صلتهم بلغتهم وهويتهم. وتوجهت اللجنة بالشكر والتقدير الشديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لعنايته الخاصة بالقراءة كونها غذاء العقول والأرواح وخصوصاً باللغة العربية، حيث شكلت توجيهات سموه واهتمامه ورعايته لتحدي القراءة العربي دافعاً قوياً أنتج حراكاً مميزاً امتد ليؤثر في حياة الملايين في مختلف أنحاء العالم.

وقد شهد تحدي القراءة العربي منذ إطلاقه في العام الماضي استجابة استثنائية وتفاعلاً فاق التوقعات على الصعيد الرسمي والشعبي، حيث شاركت ما يقارب من 30 ألف مدرسة من 21 دولة في التحدي، وشهدت إجراءات التحدي ومراحله دعماً كبيراً من وزارات التربية والتعليم في مختلف الدول المشاركة، وانخرط أكثر من 60 ألف معلم في التحدي كمشرفين على المتسابقين الذين بلغ عددهم أكثر من 3.5 مليون طالب قرأوا ما يزيد على 150 مليون كتاب قاموا بتلخيصها في ما يقرب من 14 مليون دفتر تلخيص، كما شارك أكثر من ثلاثة آلاف متطوع في التحدي ساهموا بإنجاح المشروع في مراحله الثلاث الأولى.

وتجدر الإشارة إلى أنه وبالتزامن مع فعاليات مراحل التصفية النهائية، تقوم لجنة من القائمين على تحدي القراءة العربي بجولة ميدانية تشمل عدداً من الدول العربية لزيارة المدارس المرشحة لجائزة أفضل مدرسة شاركت في التحدي، حيث سيتم الإعلان عن هذه المدرسة في الحفل الختامي ليتم منحها جائزة مليون دولار تخصص في غالبها لتطوير المدرسة ومكتبتها. ويتم تقييم المدارس بناء على عدة معايير من بينها مدى تشجيع الطلاب على القراءة وأثر المدرسة وفعالياتها الثقافية على المجتمع وإشراك القائمين عليها لكافة الأفراد الذين يعيشون في محيطها وغيرها.

هذا وكانت عواصم الدول العربية المشاركة في التحدي قد شهدت إقامة احتفالات خاصة لتكريم أوائل الطلبة الذين حققوا المراكز العشرة الأولى ونجحوا في عبور مرحلة التصفيات الإقليمية خلال شهري إبريل ومايو الماضي والتي تم خلالها أيضاً الإعلان عن الفائز الأول في كل قطر عربي.

تحدي القراءة العربي هو مشروع ذو رؤية عربية انطلق من دولة الإمارات بهدف تشجيع القراءة على مستوى العالم العربي بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الدراسي، هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز التشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي. وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في معدلات القراءة وغرسها عادةً متأصلة في حياة طلبة المدارس في العالم العربي، وفي مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.