تعتزم «تنقية» الشركة الناشطة بإمارة الفجيرة في قطاع تجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي بالتعاون وإشراف من الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، البدء في تنفيذ مشروع توزيع المياه المعالجة في محطة «تنقية» في ري الزراعة التجميلية والحدائق في مدينة الفجيرة ومدينة الشيخ محمد بن زايد، وري المزارع في منطقتي «البدية وضدنا» بالريف الشمالي تدريجياً، بما يضمن إعادة إحياء نحو 3600 مزرعة في المنطقة، وذلك وفق توجه الدولة في الحفاظ على مخزون المياه الجوفية من الاستنزاف، وتحقيق الاستدامة في الموارد المائية؛ والمحافظة على البيئة؛ وترشيد استهلاك مياه الشرب في ريِّ المناطق الزراعية.
وأعرب الدكتور إبراهيم علوان الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة شركة تنقية ومالك مجموعة علوان، عن جزيل شكره للجنة مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لاعتمادها مؤخراً ترسية المشروع الذي سيبدأ العمل فيه بإشراف الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، وسط توقعات بالانتهاء من المشروع وبدء تشغيله مطلع عام 2018.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة تنقية، الدكتور إبراهيم علوان، لـ«البيان»: إن الحكومة بصدد إنشاء نظام لنقل وتوزيع المياه المعالجة لري المزارع والزراعات التجميلية في الريف الشمالي من إمارة الفجيرة، موضحاً أنه سيتم تطبيق المبادرة بشكل تدريجي في منطقة البدية وضدنا ومدينة الفجيرة ومدينة الشيخ محمد بن زايد في إمارة الفجيرة، ليتم تطبيق المشروع على بقية مناطق الإمارة وفق خطه مستقبلية. وأوضح أن الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه ستتولى عملية تنفيذ المشروع بالتعاون مع تنقية.
ويتضمن المشروع إنشاء خطين رئيسيين لنقل المياه المعالجة من المحطة في منطقة قراط، حيث ينقل الخط الأول بطول 19 كيلو متراً، ما يقارب 5 آلاف متر مكعب من المياه المعالجة بشكل يومي إلى ميادين مركز إمارة الفجيرة بما فيها مدينة الشيخ محمد بن زايد السكنية، والخط الثاني يعبر بطول 30 كيلو متراً نحو الريف الشمالي لري المزارع بكمية يومية تقدر بـ 16 ألف متر مكعب من المياه أو ما يعادل 3.5 ملايين غالون من المياه.
وأكد علوان، أن الفكرة تأتي استكمالاً للمشروع الريادي لاستخدام المياه المعالجة لإحياء مزارع الريف الشمالي من إمارة الفجيرة، وانطلاقاً من حرص القيادة على تنمية القطاع الزراعي مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الموارد المائية والبيئية، حيث تعكف شركة «تنقية» على تنفيذ خطط مستقبلية نوعية ومبتكرة ترمي إلى خلق واقع زراعي مستدام في إمارة الفجيرة، ومن ضمنها مشروع استبدال المياه المحلاة المستخدمة لري المزروعات في كل من الحدائق والميادين ومزارع ضدنا والبدية بمياه معالجة.
وأشار إلى التعاون المستمر بين شركة تنقية والهيئة الاتحادية للكهرباء والماء الرامي إلى الاستفادة القصوى من مياه الصرف الصحي المعالجة بالسعي الدؤوب للتوسع في توفير المياه للمزارع الموجودة في الإمارة والتي يتم ريها حالياً بالاعتماد على المياه الجوفية عالية الملوحة، موضحاً أن هذا المشروع سيسهم في الحفاظ على مخزون المياه الجوفية ورفع مستوى الأمن البيئي في تلك المناطق.
وأضاف أن المشروع سيعتمد على الاستفادة من المياه المعالجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في إمارة الفجيرة، وهي مياه ذات جودة عالية، وتم إخضاعها للفحص الدقيق فترة طويلة، متابعاً أن الدراسات التي تم إجراؤها أثبتت صلاحية استخدام المياه المعالجة لري المزروعات المقيدة بضوابط محددة، كما أنها مطابقة للمعايير المطلوبة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أنه سيتم البدء في تنفيذ المشروع خلال الفترة المقبلة، وسيتضمن إنشاء توصيلة منفصلة لكل مزرعة ترغب في توصيل الخدمة، وذلك للمحافظة على مخزون المياه الجوفية من الاستنزاف. حيث شهدت مياه الآبار الجوفية خلال السنوات الماضية استنزافاً كبيراً، نتيجة للاستهلاك الجائر، الذي أدى إلى ارتفاع نسبة ملوحتها، كما سيوفر المشروع على أصحاب المزارع قيامهم بتركيب وحدات تحلية مياه بمزارعهم وصرف مياه عادمة شديدة الملوحة إلى الأرض مرة أخرى، ما يتسبب في تدهور التربة والمياه الجوفية وتأثر جودة المحاصيل الزراعية.
كما قال علوان: ستنجح مبادرة إعادة استخدام المياه المعالجة في الدولة من تقليل الموارد المالية المخصصة لإنشاء محطات تحلية المياه حيث يزداد حجم استهلاك الفرد في منطقة الامتياز سنوياً بنسبة 11% من المياه و بمعدل يصل إلى 240 لتراً للفرد يومياً، وهو ما يعكس قيمة هدر عالية تتطلب مضاعفة محطات التحلية مستقبلاً.
معالجة 10 مليارات غالون
تعتمد «تنقية» نظاماً فريداً لمعالجة مياه الصرف الصحي، صمم لتحقيق الحد الأقصى من الكفاءة من جانب، وتقليص الآثار البيئية إلى أدنى حدودها من جانب آخر.
ولأن نظامها قائم على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا المتطورة، فإن الشركة تضفي مساهمات ملموسة على الصعيد البيئي، إذ أنها تتولى معالجة مياه الصرف الصحي وتحويلها إلى مياه معالجة ذات جودة عالية، ملائمة للاستخدام في النشاطات الصناعية وفي ريّ المساحات العشبية والمسطحات الخضراء، لتكون بذلك بديلاً عن استخدام المياه الجوفية العذبة التي تعتبر مورداً ثميناً.
حيث بلغت كمية المياه التي عالجتها محطة الشركة من بدء أعمالها بالفجيرة أكثر من 10 مليار غالون.
وبلغ إجمالي خطوط الصرف الصحي التي أنجزتها شركة «تنقية» بالفجيرة 433.630 متراً في كل من مدينة الفجيرة وقدفع وضواحيها وبلغ إجمالي عدد محطات الرفع والضخ في تلك المناطق 30 محطة بالإضافة إلى 3604 منهول. كما بلغت السعة الإجمالية لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي 16,000 متر مكعب يومياً ويجري حالياً التحضير لتوسعة المحطة لتبلغ سعتها الاستيعابية الإجمالية 24,000 متر مكعب يومياً لاستيعاب الزيادة غير المسبوقة في أعداد السكان.
استخدامات
أوضح الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة شركة تنقية أن المرحلة المقبلة للمشروع يجب أن تتضمن حملات توعية مكثفة تعرّف بطرق استخدام المياه المعالجة، التي من المفترض ألا تستخدم للشرب البشري أو الحيواني أو حتى في زراعة المحاصيل الورقية والخضرية من النباتات الغذائية، بمعنى أن لا تلامس المياه المعالجة المنتجات الزراعية بشكل مباشر، بل تخصص للأشجار الكبيرة والمسطحات الخضراء وأشجار الزينة.
البيان