انطلقت أمس فعاليات المؤتمر السنوي السابع للتعليم تحت عنوان «التعليم والتنمية: الاستثمار من أجل المستقبل» بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي الدكتور حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، والدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز «الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وعدد من كبار المسؤولين، والخبراء في المجال التربوي.

ونقل الدكتور جمال سند السويدي خلال كلمته الترحيبية في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنيات سموه لأعمال المؤتمر بالتوفيق، والنجاح بما يخدم المسيرة التعليمية، ويرفدها بالأفكار المبدعة والخلاقة.

وقال السويدي: «إننا في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لدينا قناعة راسخة بالدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في التنمية بكل أبعادها، ولذلك خصصنا كل عام مؤتمراً سنوياً لمناقشة قضية من قضايا التعليم في الدولة، من أجل التوصل لبحوث ودراسات تستشرف المستقبل، فالتعليم هو عماد المستقبل وأساس العملية التنموية، ذلك أنه لا تقدُّم يتحقق من دون الاعتماد على المنهج والتفكير العمليين في رسم السياسات والاستراتيجيات».
وأضاف: «إننا في دولة الإمارات لدينا مبادراتنا ومشروعاتنا الاستراتيجية في تطوير التعليم، وربطه بعملية التنمية وفق أحدث المعايير العالمية، لتحقيق المستقبل الأكثر ازدهارا لوطننا، وهو الأولوية الأسمى التي تحرص عليها قيادتنا الرشيدة، وتوليه عناية فائقة».

وأشار السويدي إلى أن «ما يميز هذا المؤتمر أنه يتبنى رؤية شاملة للعملية التعليمية، وعلاقتها بالتنمية، والاستثمار من أجل المستقبل، وحرصنا على أن يكون المؤتمر منصة لتلاقي صناع الأفكار والأكاديميين وأصحاب القرار لتبادل الرؤى والأفكار بهدف أن يكون التعليم في خدمة التنمية، ومواكباً لرؤى وتطلعات قيادتنا الرشيدة، ورؤية دولة الإمارات 2021».

وقدم السويدي الشكر لوزارة التربية والتعليم على مجهوداتها، وحرصها على تطوير منظومة التعليم في الدولة، وتعاونها مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتطوير منهج الدراسات الاجتماعية، والتربية الوطنية، من الصف التاسع حتى الثاني عشر، وذلك بداية من العام الدراسي الحالي.

وأضاف: «قامت الوزارة باختيار عدد من الكتب، وإصدارات المركز، ومن ضمنها مؤلفات ليتم تدريسها منها (كتاب السراب، وبقوة الاتحاد)، ولهذا المشروع أهمية خاصة في وقتنا الراهن، مع التغيرات المتسارعة حولنا، ومنها انتشار الفكر المتطرف في العديد من المجتمعات حول العالم، وفي الفضاء الإلكتروني، والتي تعد من التحديات التي تواجه استقرار الدول والمجتمعات، ولهذا تكمن ضرورة تطوير منهج الدراسات الاجتماعية والوطنية لتخريج جيل جديد من الطلاب القادرين على الفهم، والتحليل، والمتسلحين بالأفكار، والقيم من مثل التسامح، وقبول الآخر، والتعايش.
رسالة وهدف

من جهته، قال معالي أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي: «إن لهذا المؤتمر رسالة تتمثل في التعليم، وهدفاً وهو التنمية، التي لا يمكن أن تتحقق من دون الاستثمار في الكوادر البشرية، للوصول إلى نتيجة مفادها الاقتصاد القائم على المعرفة».

وأضاف معاليه: «وضعت دولة الإمارات التعليم في جميع خطط التطوير الاستراتيجي، كما تم اعتماد 10 مليارات درهم مؤخراً لقطاع التعليم ضمن الميزانية الاتحادية، وهذا الأمر ليس بغريب على قيادة وضعت التعليم ضمن سلم أولوياتها، وتطوير قيادات الأفراد بما يتناسب مع التغيرات حولنا ضمن أهدافها».

وأشار معاليه إلى أن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى تطوير الحس الريادي لدى الطلبة، بما يجعلهم متميزين في القطاعات كافة، كما تعمل على ترويج ثقافة الابتكار، والعمل الوطني، معرباً عن ثقته بقدرة الجيل الشاب على تحويل الرؤى إلى أرض الواقع، وتجسيد رؤية حكومة الإمارات 2021.

وأكد معالي أحمد بالهول الفلاسي «إننا نتعلم من قيادتنا الرشيدة أن سباق التميز والإبداع ليس له خط نهاية، فكل نهاية هي بداية لمرحلة جديدة، ففي السابق كنّا نسعى لمواكبة العصر، واليوم نسابق المستقبل».

من ناحيته، قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: «موضوع التعليم هو موضوع ذو شجون، باعتبار أن التعليم قضية مجتمعية، ومكون رئيس لحياة الإنسان، ومنذ قيام دولة الإمارات، والتعليم يعد الأولوية لقيادتنا الرشيدة، فكان لدينا 29 خريجاً جامعياً عند قيام الاتحاد، ولكن هذا العدد تضاعف لآلاف المرات بفضل رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، التي ارتكزت على 3 محاور.

وتابع معاليه: المحور الأول هو نشر التعليم في كل مكان، وأن يتم بناء المدارس في مختلف المدن، والقرى، إضافة إلى تحفيز الطلبة عبر المكافآت المادية، والمعنوية، بينما يتمثل المحور الثاني في منح جميع خريجي مرحلة الثانوية العامة المنح لاستكمال مراحل التعليم العليا خارج الدولة، أما المحور الثالث فهو الاستثمار في تعليم المرأة، ومحاربة الأمية المنتشرة في ذلك الوقت.

وأشار معالي الدكتور علي راشد النعيمي إلى أن نجاح هذه الرؤية أسهم في تحقيق المنجزات التنموية، فالإمارات تدرك أن التعليم جزء أساسي من التنمية المستدامة، وصنعت قيادتنا الرشيدة ثقافة صناعة المستقبل، وليس استشرافه فقط، وجعلت هذا الأمر روحاً في المجتمع.

وحول التحديات التي تواجه التعليم بالدولة، أوضح معاليه أن التحدي الأول يتمثل في عدم استيعاب الوظائف لحجم مخرجات التعليم؛ ولذلك يجب أن تكون هناك كفاءات وطنية مقنعة للقطاع الخاص لتوظيفها وتطويرها، كما أن متطلبات القطاع الحكومي اليوم تختلف عن السابق، لذلك يجب أن تتواكب مخرجات التعليم مع متطلبات العمل.

وأضاف: نحن في دولة تعد مركزاً للشركات العالمية، لذلك من الضروري أن يشغل خريجونا المواطنين أعلى المناصب في الشركات العالمية، وقيادة فروعها في المنطقة، وهذا يتطلب نوعية معينة من المهارات، والكفاءات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل العالمية.

ورداً على مقترحات بإلغاء بعض متطلبات القبول في الجامعات الحكومية، أكد معاليه أنه «توجد اشتراطات للاعتماد الحكومي الذي تحصل عليه الجامعات، ومن بعض الاشتراطات وجود اختبارات القبول في الجامعات، كما أننا إذا أردنا مخرجات متميزة، قادرة، متفاعلة مع العالم، فعلينا أن نرفع من المعايير، لا أن نخفضها، وهدفنا الأول هو مخرجات تعليمية تمتلك الرؤية، والقدرة على تجاوز الاختبارات العالمية والإدارية».

وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم في تصريحات للصحفيين اكتمال ربط جميع مدارس الدولة بنظام التعليم الذكي خلال العام المقبل 2017، مشيداً بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتخصيص ميزانية ضخمة للمشروع، كما سيتم توزيع عدد من أجهزة الحاسوب المحمول على الطلبة ضمن مراحل تدريجية لاحقة.

وأضاف معاليه: «كتب وزارة التربية والتعليم كافة موجودة بالطريقة الإلكترونية، تمهيداً للانتقال إلى التعليم الإلكتروني مستقبلاً، وجارٍ العمل على التطبيق الكامل للتحول من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني، ولكن بمراحل تدريجية للطالب، لمراعاة تمسك بعض الطلاب، وذويهم بالكتاب الورقي».

كما كشف معالي حسين بن إبراهيم الحمادي خلال مؤتمر «التعليم والتنمية»، أن راتب المعلم في دولة الإمارات يعد ثاني أعلى راتب للمعلمين في العالم. ونقل الدكتور عبدالله الريسي مدير الأرشيف الوطني رسالة نصية أرسلها له معالي وزير التربية والتعليم عبر الهاتف المتحرك أثناء المؤتمر، وذلك في رد على مناقشات المؤتمر حول أهمية المعلم ودوره: «إن المعلم في الإمارات يتقاضى ثاني أعلى راتب، ما يدل على اهتمام الحكومة بالمعلم، وإيمانها بدوره الكبير في تنمية المجتمعات».

الاتحاد