علي العمودي

خلال الأيام القليلة الماضية تجلى الموقف الخليجي الرسمي والشعبي الموحد المتحد في وجه الإرهاب المدعوم من إيران، من خلال أدواتها في المنطقة. فقد كانت المحاولة البائسة للميليشيات الحوثية والشراذم التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن بإطلاق صاروخ باليستي تجاه مكة المكرمة أقدس وأطهر بقاع المسلمين إحدى صور البؤس واليأس الذي وصلت إليه زمرة باغية لفظها أبناء اليمن، وحالة التدهور الأخلاقي الذي وصلوا إليه.

كما تجلى ذلك الموقف الموحد بإدانة واستنكار المؤامرة الإرهابية الدنيئة من«دواعش العصر» بمحاولتهم تفجير ملعب الجوهرة خلال استضافة المنتخب السعودي لكرة القدم شقيقه الإماراتي، تلك المؤامرة التي كشفت حجم الحقد الذي يعتمل في صدور المتآمرين ممن وجدوا في المواقف المبدئية المشتركة والروابط الأخوية التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين أكبر الخطر على مخططاتهم الخسيسة والأجندات التآمرية التوسعية للأصابع التي تحركهم من طهران.
لقد كان التحرك الحاسم والحازم للتحالف العربي لنصرة أهلنا في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبمشاركة فاعلة ونوعية للإمارات الدور الكبير في إجهاض المؤامرة الكبيرة التي استهدفت أمن واستقرار بلداننا الخليجية من خلال إيجاد نسخة من حزب الله الإرهابي في جنوب الجزيرة العربية يتخذ من اليمن قاعدة انطلاق للتخريب وتعكير الأمن في مجتمعات قدمت نماذج ملهمة في التنمية والخير والازدهار والنماء لشعوبها، بينما لم يجلب هؤلاء البائسون الذين يتقدمهم ملالي طهران سوى الفشل والخيبات والتراجع والإفلاس.

ومما يؤسَف له أن يروّج البعض اليوم ومع اقتراب اندحار الانقلابيين والميليشيات الحوثية، لحلول سياسية تحمل في طياتها مكافأة للانقلابيين الذين عاثوا في الأرض فساداً وتسببوا في قتل وتجويع اليمنيين وتدمير مقدرات بلادهم. كما أنها تنال من تضحيات شهداء اليمن والتحالف لأجل الانتصار للشرعية ورفض الانقلاب الحوثي العفاشي المدعوم من إيران.

سيسطر التاريخ بإجلال موقف التحالف العربي لنصرة الشرعية الذي أكد أن أمن بلداننا الخليجية والأمن العربي إجمالاً خطوط غير قابلة للعبث أو المساومة من أيٍّ مَن كان، وبالذات الواهمون ممن اعتقدوا أن بإمكانهم إعادة رسم خريطة المنطقة وفق أحلامهم وأهوائهم ومصالحهم الضيقة. كما أكد «التحالف» أن مصير بلداننا الخليجية والعربية واحد، والعدو واحد، لذلك سلاحنا واحد بوحدة مواقفنا في وجه العدو وأدواته من التُّبَّع والخلايا الإرهابية التي يدفع بها هنا أو هناك.

الاتحاد