محمد الحمادي

فليسمح لنا الشاعر العربي الكبير صفي الدين الحلي صاحب بيت الشعر الشهير

بِيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وقائِعُنا
خِضرٌ مَرابعُنا حُمرٌ مَواضِينا

والذي تشكلت على أساسه العديد من أعلام الدول العربية، بألوانها الأربعة، في القرن العشرين، أن نعيد توصيف ألوانه، ففي وطني الإمارات التي أصبح فيها للعَلَم مكانة خاصة ورمزية عالية، أصبحت الألوان تعبر عن أشياء أكثر، وأصبح علمنا كبيراً بشكل كاف، كي يغطي الوطن، ويحمي كل مواطن ومقيم على هذه الأرض، فيشعرنا بالفخر والأمان دائماً، لتتلون قلوبنا جميعاً بلون هذا العلم.

فاللون الأحمر الذي هو الأساس في هذا الوطن، هو رمز القوة والشموخ والعزة والفخر، هو لون الغضب الإماراتي في الحق ومن أجل الحق، وهو لون الوفاء لدماء شهداء هذا الوطن.. وطن عرف من اللون الأحمر معاني القوة والشجاعة، وطن يواجه الأعداء بكل حزم، ويملأ روح جنوده شجاعة ورجولة لا حدود لها.. إنه كذلك لون وطن الإيجابيّة، والبلد الذي أصبح غنياً، ليس بالطاقة البترولية، ولا بالطاقة النظيفة فقط، وإنما بما هو أهم، فنحن أغنى بالطاقة الإيجابية العالية التي وضعها في عقولنا وقلوبنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.. إننا من وطن أخذ من اللون الأحمر معاني الحب الصادق بالنبض الدائم..

أما اللون الأخضر، فهو لون السعادة في هذا الوطن، ولون الحياة التي رسمها قائد هذا الوطن، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي يسير عليها شعبه وكل من يعيش على أرض هذا الوطن.

لقد اختارت الإمارات أن تكون وطن السعادة وعنوانها، وهل يجد اللون الأخضر مكاناً يُعبر فيه عن نفسه غير الإمارات؟.. فعلى هذه الأرض غرست الثقة والصدق والتفاؤل، ومنها ينتشر التسامح والتفاهم، فهي خير من يؤمن بها ويعمل من أجلها.

والأبيض هو نور العلم، وهو لون السلام، ولون نقاء قلوب قادة الإمارات وشعبها.. ولن يجد اللون الأبيض أرضاً أرحب للسلام من الإمارات، فهذه أرض المحبة والنقاء والصفاء.. وإذا كان الأبيض يرمز للعقلانية والاتزان والحيوية والوضوح، فأهلاً ببياض الأرض في دولة تأسست على التسامح وعلى العقلانية والاتزان مع الجميع في الداخل والخارج، وهذه هي الرسالة التي يؤمن بها ويعمل من أجلها دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله.

أما الأسود، فهو لون المكان الذي سيعيش فيه كل من يعادينا، وهو اللون الذي تراه عيون من يريد بهذا الوطن وشعبه وقيادته الشر، إنه اللون الذي يستحقه كل غادر وكل خائن لهذا الوطن، ولن يرى غيره، فهو لون الموت الذي يذوقه كل معتد وظالم.

* كنا وسنبقى بيضاً مع من يحبنا.. خضراً نسير في الطريق إلى من يأتي إلينا بالخير.. حمراً في وجه من يقترب بالسوء منا.. سوداً مع من يعتدي علينا.

الاتحاد