محمد الحمادي

جاء لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أمس في الوقت المناسب، وجاء في السياق الطبيعي للعلاقة المتينة التي تربط البلدين.. وفي الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم، وفي الظروف التي تمر بها مصر بالتحديد كان لقاء القائدين مهماً جداً.
كشعبين إماراتي ومصري نتفاءل كثيراً بهذه اللقاءات، لأننا ندرك أن وراءها الخير وهدفها مصلحة البلدين والعرب أجمع، وهذا ما تم التأكيد عليه بالأمس، فقد أخذ التشاور في التحديات التي تواجهها المنطقة حيزاً من هذا اللقاء، وخصوصاً أن التحديات لا تزال مستمرة، الأمر الذي يتطلب العمل على إيجاد حلول سياسية لتلك التحديات وللأزمات المتفاقمة التي تشهدها دول المنطقة، وبلا شك أن عمل الإمارات مع مصر والمملكة العربية السعودية يعتبر مهماً لإنجاح أي مسعى عربي في الوقت والظرف الراهنين.
ومثل هذه اللقاءات التي تعتبر أعلى مستويات التنسيق بين الدول العربية لم تتوقف بين دولة الإمارات ومصر منذ عقود وستبقى إلى ما لا نهاية، فالزيارات المتتالية للشيخ محمد بن زايد إلى مصر تؤكد حرص سموه على استمرار التنسيق واستمرار التعاون والتعاضد العربي في هذه المرحلة، فلا بديل عن ذلك ولا خيار للدول العربية غيره، أما مصر فستبقى كما كانت دائماً هي الركن الأساسي في أي عمل عربي حقيقي.

تستشعر قيادة البلدين دقة المرحلة التي تمر بها المنطقة، والأخطار التي تحدق بها، والمحاولات المستمرة للتدخل في شؤونها، والعبث بأمنها واستقرارها، والإمعان في تدميرها، وفي الوقت نفسه تترقب الإمارات ومصر التغيير الذي يشهده العالم، وخصوصاً بعد نتائج انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، فهذا التطور أمر مهم لأي بلد يواجه تحديات حالية، ويستعد لتحديات المستقبل، ويعمل بشكل استراتيجي لمصلحة بلده ومنطقته.

العرب ليسوا بحاجة فقط إلى لقاءات إيجابية كهذا اللقاء، وإنما هم بحاجة أيضاً إلى تكثيف هذه اللقاءات واستمرارها، فإعادة جسور التواصل بين بعض الدول العربية أصبح أمراً حتمياً، فضلاً عن الحوار مع الآخر.

وهذا اللقاء يؤكد من جديد وقوف الإمارات الدائم والمستمر وغير المشروط مع جمهورية مصر العربية قيادة وشعباً، والعمل معها يداً بيد دائماً، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، للرئيس المصري بالأمس، عندما قال، إن نهج الإمارات ثابت وراسخ في دعم تطلعات الشعب المصري الشقيق في تحقيق الاستقرار والتنمية.

الاتحاد