وتكثر الإجابات، تختلط مع بعضها البعض، وتتداخل خيوطها، وفي النهاية لا تذهب بعيداً عن تلك الجهات التي تلاعبت بدول عربية أخرى فدمرت بعضها ومزقت بعضها الآخر، أطراف تختلف نواياها وتلتقي أهدافها!!

العمليات الإرهابية الأخيرة ليست من صنع تنظيمات مشتتة ومطاردة، يبدو واضحاً أن أجهزة متخصصة ترصد وتخطط وتأمر بالتنفيذ، ولهذا نرى الضحايا المنتقين من رجال الجيش والشرطة يسقطون في تلك العمليات، أما البيانات الصادرة تحت أسماء وهمية فمن السهولة إصدارها وتمريرها عبر الإنترنت.

قد يقال إنها إسرائيل، وهذا غير مستبعد، لأن مشاريع الاستيطان وابتلاع ما بقي من فلسطين لم تستكمل بعد، وإلهاء مصر بالإرهاب وتسخير كل إمكاناتها لمواجهته يمنح المستوطنين وحلفاء نتنياهو فرصة لتنفيذ مخططاتهم، وكلنا نعرف أن انشغال مصر يعني غياب الصوت العربي الرافض للاحتلال وجرائمه، فليس هناك دولة تملك تأثير مصر.

ومع ذلك لا بد من أن نسأل عن إيران ودورها، وعن أكبر دولة تهرب السلاح في المنطقة كلها، والتي تحاول أن تنشر الفوضى في كل الدول العربية والإسلامية. فهي تبدأ ببث الإشاعات وتعكير صفو العلاقات العربية، ثم تشعل نيران الكراهية بين الدول، وتتغلغل وسط كل ذلك كأنها الصديق أو الحليف، ولا تحمل غير معول الهدم، وتشكل خلاياها، وتتواصل مع المجموعات الإرهابية التي تربطها بها علاقات وثيقة منذ أيام أفغانستان وما تلاها، وتستمر في زرع الشقاق ببث أخبار كاذبة، وكان آخرها استغلال قضية الوقود السعودي لمصر، وموقف مصر من أحداث سوريا، حتى إن وكالة «تسنيم» الإخبارية الرسمية تحدثت قبل ثلاثة أيام عن قوات مصرية ستصل إلى حلب السورية لحفظ السلام بعد المذابح المعلنة والخفية بواسطة القوات الإيرانية والروسية والسورية.

البيان